رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 12 فبراير، 2023 0 تعليق

البشـــائر النبـــوية للأعمــال الخيرية (9) البشرى التاسعة: رفق الله وتوفيقه لمن رفق بأصحاب الحاجات

 

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيتي هذا:»اللهم من وَلِيَ من أمرِ أمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فرفَق بهم فارفُقْ به». رواه مسلم. وضع الإسلام دستورا للراعي مع الرعية، أساسه الرفق بهم، والعفو ورفع المشقة عنهم، والتيسير عليهم لبلوغ مصالحهم، وبين أن الحكم والولاية مسؤولية تقوم على الجدارة والكفاءة مع العلم والفقه.

      قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -: وهذا دعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم- على من تولَّى أمور المسلمين الخاصة والعامة، حتى الإنسان يتولى أمر بيته، وحتى مدير المدرسة يتولى أمر المدرسة، وحتى المدرس يتولى أمر الفصل، وحتى الإمام يتولى أمر المسجد؛ ولهذا قال: «من وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا»، و»شيئًا» نكرة في سياق الشرط، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشرط تفيد العموم؛ أي شيء يكون، «فرفَق بهم فارفُقْ به»، ولكن ما معنى الرفق؟

معنى الرفق

قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمرُ كذلك؛ بل الرفق أن تسير بالناس بحسب أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفقها بالناس، ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شقَقتَ عليهم في شيء ليس عليه أمرُ الله ورسوله، فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث، وهو الدعاء أن الله يشقق عليك، والعياذ بالله، يشق عليه إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك؛ لأن الحديث مطلق «فاشقُقْ عليه»، بأي شيء يكون، وربما لا تظهر للناس المشقة، وقد يكون في قلبه نارٌ تلظى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شقَّ على الأمة بما لم ينزل به الله سلطانًا، فإنه مستحق لهذه الدعوةِ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

وعيد شديد

     في الحديث وعيد شديد لمن ولي أمرًا من أمور المسلمين صغيرًا كان أم كبيرًا وأدخل عليهم المشقة، وذلك بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه بأن الله -تعالى- يجازيه من جنس ما عمل؛ فالواجب على من تقلد منصبا أو تولى ولاية أن يتقي الله فيمن تولى عليهم، وأن يعاملهم بالحسنى، ويرفق بهم، ولا يشدد عليهم، فمن تولى شأن من شؤون العمل الخيري فعليه أن يرفق بأصحاب الحاجات وأهل العوز، وألا يشق عليهم بطلبات لا تنتهي من أجل التثبت من

من فوائد الحديث

- الحديث فيه وعيد شديد على الذين يشقون على الناس.

- ومن هديه - صلى الله عليه وسلم - الرفق بالناس، وعدم الإشقاق عليهم.

- يجب على من تولى شيئا من أمور المسلمين أن يرفق بهم ما استطاع.

- الجزاء من جنس العمل.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك