رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 24 يوليو، 2012 0 تعليق

البشائر النبوية للأعمال الخيرية


بشر النبي صلى الله عليه وسلم العاملين في الأعمال الخيرية والمساهمين سواء كانوا أفرادا  أم مؤسسات خيرية بنيل الأجر والفضل العظيم من رب العاملين في الدنيا، وحسن الخاتمة واستمرار الحسنات والمثوبة بعد الموت، وهذا الأجر يناله كل من عمل في هذا المجال وكان مخلصاً في عمله، ومتقناً في أدائه، ومتبعاً للكتاب والسنة وموافقاً للشرع في كل مراحله، وسألخصه بعشر بشائر نبوية لمن عمل في هذا المجال وأدى عمله على أكمل وجه، مدللاً عليها بما صح من حديث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :

البشرى الأولى:

       تنعم بمحبة الله تعالى لكَ : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلّ سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبَّ إليَّ من أن اعتكف في المسجد شهراً»(1).

 

البشرى الثانية:

يحفظك الله بحفظه في ذهابك وإيابك

عن رافع بن خديج رضي الله عنه  قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : «العامل بالحق على الصدقة كالغازي في سبيل الله عزَّ وجلّ حتى يرجع إلى بيته»(2).

 

البشرى الثالثة:

بصبرك تنال العز من الله تعالى

       عن أبي كبشة الأنماري -رضي الله تعالى عنه- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - يقول:«ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر» (3).

 

البشرى الرابعة:

لك أجر كأجر من تصدق بشرط أن تكون خازناً أميناً :

       عن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «إن الخازنَ المسلمَ الأمينَ، الذي يُنْفِذُ (وربما قال: يُعطي) ما أُمرَ به، فيعطيه كاملاً مُوَفَّراً، طيبةً به نفسُهُ، فيدفعُه إلى الذي أُمر له به، أحدُ المتصدقين» (4).

 

البشرى الخامسة:

تكسب طيب السمعة في الدنيا وحسن الخاتمة:

       عن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله بعبد خيرا عسله، قيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً قبل موته، ثم يقبضه عليه» (5).

 

البشرى السادسة:

جريان حسناتك كلما انتفع المنتفعون:

عن جابر  رضي الله عنه  أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم   قال: «من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبدٌ حرَّى من جن ولا إنس، ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة» (6).

 

البشرى السابعة:

تنعم بلين القلب وإزالة القسوة عنه:

      النبي  صلى الله عليه وسلم   جاءه رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: «أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك»(7).

 

البشرى الثامنة:

تجري لك الحسنات كالقائم الصائم

عن صفوان بن سليم رضي الله عنه  قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو: كالذي يصوم النهار ويقوم الليل»(8).

 

البشرى التاسعة:

على قدر نفعك وحرصك على أعمال الخير تنال أجرك

عن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سبع يجري للعبد أجرهُنَّ وهو في قبره بعد موته: من علّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته»(9).

 

البشرى العاشرة:

تنال أجر إحياء سنة الصدقة:

       عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المُزني قال: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحيى سنة من سنتي فعمل بها الناس، كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة فعمل بها، كان عليه أوزار من عمل بها لا ينقص من أوزار من عمل بها شيئا» (10).

       تلك هي البشائر النبوية للمساهمين في الأعمال الخيرية، وللعاملين في المؤسسات الخيرية والوقفية، وما عليك -  أخي العامل في المجال الخيري - سواء كنت متطوعاً أم تتقاضى أجراً مادياً مقابل تفرغك لهذا العمل إلا أن تكون مخلصاً في عملك تؤديه على أحسن وجه، وأن يكون موافقاً للشرع، وأن تسعى لتحسين عملك حتى تنال ما بشرك به رسولنا الكريم  صلى الله عليه وسلم  .

         فالجوانب الخيرية– إن فعلت لوجه الله تعالى – فهي عبادة, وإن أخلصت النية، تكن كل حركة وكل كلمة وكل جهد وكل تفكير وكل سلوك في دائرة ذلك المقصد تجارة مع الله تعالى. فكلما تصدق متصدق وأوقف واقف، وكلما أسهم  مسلم في عمل خيري، كان للداعي له والدال عليه الأجر والمثوبة من الله تعالى.

الهوامش:

1- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/346 رقم (13646). وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم: 176.

2- أخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء، باب: في السعاية على الصدقة برقم (2936) والترمذي في الزكاة، باب: العامل على الصدقة بالحق برقم (645). وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4117.

3- أخرجه الترمذي في سننه، برقم 2325، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، برقم 869.

4- أخرجه البخاري في صحيحه، برقم (1438). ومسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب أجر الخازن الأمين برقم (1023)، واللفظ لمسلم.

5- أخرجه السيوطي في الجامع الصغير، برقم 379. وله شاهد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 1114.

6- أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 271.

7- صححه الألباني في صحيح الجامع، برقم: 80.

8- أخرجه البخاري في صحيحه، برقم 6006.

9- أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (2/390)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم: 3602، ونحوه في صحيح الترغيب، برقم 73. وأخرج نحوه البيهقي في شعب الإيمان

10- صحيح سنن ابن ماجة، للألباني، باب من أحيا سنة قد أُميتت. برقم 173. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك