رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 28 ديسمبر، 2020 0 تعليق

الاعتصام بالكتاب والسنة أساس النجاة من الفتن

 

     الاعتصام بالكتاب والسنة أساس النجاة وأصلها في الدنيا والآخرة؛ قال الله -عز وجل-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} (آل عمران: 103)، حدث أبو شريح الخزاعي - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: «أبشروا، أبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟!»، قالوا: بلى، قال: «إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا» صححه الألباني، وقال الله -جل وعلا-: {وَمَن يَعْتَصِم بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (آل عمران: 101).

     والمسلم في كل وقت وعلى أي حال يَرد أمره إلى كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (النساء: 59)، قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: «قال مجاهد وغير واحد من السلف: أي إلى كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم -، وهذا أمر من الله -عز وجل- بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة، كما قال -تعالى-: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى الله} (الشورى: 10).

     والقرآن الكريم أَمَرَ بالأخذ بما جاء به الرسولصلى الله عليه وسلم -، والانتهاء عما نهى عنه، قال الله -عز وجل-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ} (الحشر: 7)، فالأخذ بالكتاب والسنة من أهم الواجبات وأعظم القربات؛ لأن الأخذ بالرأي المجرّد عن الدليل الشرعي يُوصل إلى المهالك.

     والقرآن الكريم يأمر بالاجتماع على الحق، وينهى عن الاختلاف، قال الله -تعالى-: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 103)، فأمر بعد الاعتصام بالكتاب بعدم التفرق.

     من هنا كان الاعتصام بالقرآن والسنة نجاة من مضلات الفتن، ولذلك تكاثرت الأحاديث الصحيحة الدلة على أن من استمسك بما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- كان من الناجين، ومن ذلك حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: «صلى بنا رسول اللهصلى الله عليه وسلم - ذات يوم، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله: كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟! فقال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور!؛ فإن كل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة». (صحيح أبي داود للألباني).

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك