رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 15 نوفمبر، 2015 0 تعليق

الاحتـــلال وصمـــــود الوسادة!!

نقل الكاتب والباحث في شؤون الاحتلال الصهيوني د.صالح النعامي علي حسابه بموقع تويتر؛ نقلاً عن الصحافة العبرية أن رئيس الوزراء الصهيوني السابق إيهود براك صرح بأن «الفلسطينيين مثل الوسادة كلما وجهت لها لكمة كلما استعادت قوامها من جديد».

     تصريحات تعكس الإحباط الذي يعيشه قادة اليهود، والعاملون لضمان استمرار قيام الكيان الغاصب على أرض فلسطين؛ فقبل بضع سنوات أجاب (إيهود باراك) في رده على سؤال صحفي أمريكي مفاده: لماذا هذا الإذلال للشعب الفلسطيني؟! حينما رأى ذلك الصحفي الجدار العازل وحواجز الإذلال والمغتصبات المزروعة في الأراضي الفلسطينية والاعتداءات اليومية، فأجاب (باراك): إسرائيل تعلمت أنه ليس ثمة سبيل لتحقيق النصر بالاحتلال، وأن الطريق الوحيد هو اختيار شدة المهانة!! هذا ما قاله نصاً رئيس الوزراء الصهيوني السابق (إيهود باراك).

     فقادة الاحتلال على قناعة بأن تمكين هذا الكيان على أرض فلسطين لن يكون إلا بافتعال أسباب القتل والتنكيل ومعه الحصار والتجويع، وهدفهم واحد هو الإذلال، وتدنيس المقدسات والاعتداءات والممارسات في تغيير معالم القدس؛ فتلك ممارساتهم حتى يدوم احتلالهم.

     فمنذ مذبحة دير ياسين إلى ما نراه الآن من ممارسات والمشهد يتكرر؛ ولكن هل حقق الاحتلال أهدافه على المستوى البعيد؟ ليس في القدس والضفة فقط، بل وفي المناطق التي احتلت عام 1948م؛ حيث عمل الاحتلال كل جهده على طمس الهوية العربية والإسلامية للفلسطينيين في تلك المناطق.

     ذلك الاحتلال الصهيوني وخلال مسيرة إجرامه قد جمع بين كل أنواع الاحتلال الذي عرفته البشرية وأهدافه على مر العصور، احتل، اغتصب الأرض، وشرد الشعب، واقتلع الشجر وقتلِّ البشر، وهوِّد الحجر!! وشوِّه التاريخ، وغير المعالم؛ فهو احتلال عسكري إرهابي إحلالي ديني عنصري تهويدي استيطاني إفسادي تدميري إذلالي تدنيسي .

     لا شك أن قادة اليهود المعاصرين يدركون أن النصر قادم للمسلمين، ويعملون لإبعاد موعده ما استطاعوا، ولا شك أن سيرة قادة المسلمين الذين حققوا فتحا ونصرا في القدس وفلسطين تؤثر في عقول قادة اليهود وباحثيهم ومؤرخيهم؛ لهذا درسوا سيرهم وأحوالهم وسر نجاحهم وتحقيقهم النظر والظروف والبيئات التي عاشوا فيها .

فالإسلام وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وصلاح الدين الأيوبي - رحمه الله - يمثلون رُعباً حقيقياً لليهود، ويخشون أن يضاف لأسمائهم اسماً جديدا يجدد أمر الدين في النفوس، ويحرر الأرض المسلوبة والمسجد الأقصى من براثن اليهود .

     ولهذا نقول لليهود وقادتهم على أرض فلسطين المحتلة: شئتم أم أبيتم فأرض فلسطين مقام الطائفة المنصورة، فعلى رغم المصائب التي حَلَّت بأهل فلسطين، ونزلت بساحتهم من سفك دمائهم، وهدم بيوتهم، وترويع أبنائهم، إلا أنهم باتوا أصلب عوداً، وأمضى عزيمةً، وأقوى إرادة،  نذروا أنفسهم وأموالهم وأولادهم للشهادةِ في سبيل الله .

     ونقول لباراك وأمثاله: نعم لقد ابتلي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية في كيان يهودي أسمى نفسه (دولة إسرائيل).. احتلال لا مثيل له ، ومع ذلك فإن مصيبة اليهود وقادته أعظم؛ حينما اختاروا أرضاً لا تصلح لهم.. بها شعب سيستمر في المقاومة لتحرير أرضه من الغرباء؛ لأن هذه الأرض جزء من حياتهم وعقيدتهم، فهي أرض المسجد الأقصى وأرض المسرى.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك