رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 16 نوفمبر، 2014 0 تعليق

الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان يعقد ورشة عمل: الإبداع في الخطاب الإعلامي للتوعية من المخدرات

تعد مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته، العربية والغربية، وتزداد خطورة المشكلة بزيادة أنواع المخدرات واستحداث أشكال ومسميات جديدة لم تكن معروفة من قبل، كما ظهر أخيرًا في الكويت ما يسمى بالشبو، وقد انتشرت ظاهرة المخدرات في الكويت بالآونة الأخيرة بسرعة كبيرة وهي في تزايد مستمر.

     لذا قام الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان بعقد ورشة عمل للتوعية من المخدرات بعنوان: (الإبداع في الخطاب الإعلامي للتوعية من المخدرات) ، تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد خالد الحمد الصباح، وجاءت هذه الورشة انطلاقًا من اهتمام الأمانة العامة للاتحاد بالإعداد السليم للمختصين لتأهيلهم للتواصل مع الفئات المستهدفة باستخدام أحدث الطرق والأساليب بعيدًا عن رتابة الطرائق التقليدية التي أصبحت لا تؤثر بالمتلقي؛ حيث ضمت الورشة عدداً من المختصين في المجالات الاجتماعية والإعلامية والأمنية والنفسية والطبية والدينية .

قصور قوانين التأهيل

     من ناحيته بين الشيخ عبد الحميد البلالي رئيس مجلس إدارة جمعية بشائر الخير أن الإحصائيات تظهر عودة 60 % من التائبين للإدمان بسبب القانون الذي يحرمهم من الاندماج بالمجتمع من جديد إلا بعد خمس سنوات بعد رد اعتباره فيخرج التائب من السجن لا يجد عملاً، مشيراً إلى تقديم مقترحات عدة لمجلس الوزراء لتعديل القانون، لكنها لم تجد آذاناً مصغية على الرغم من أن بعض دول الخليج عدلت قانون رد الاعتبار.

خطر جديد

وقال البلالي:  إن التطور الجديد في عالم المخدرات هو انتشار مخدر جديد اجتاح العالم وهو مخدر الكريستال أو ما يعرف محلياً بـ(الشبو)، مبيناً أن هذا المخدر مصنف من المنشطات الخطرة وهو مشابه للكبتاجون (الكبتي).

     وشدد البلالي على ضرورة استنفار جميع مؤسسات الدولة وتعاضدها لمواجهة أكبر خطر يهدد المجتمع الكويتي وهو المخدرات، لافتا إلى أن الخطر الجديد المنتشر في العالم وفي الكويت هو (الشبو) أو ما يعرف عالمية الكريستال وذلك لرخص سعره مقارنة بالمخدرات الأخرى وتنوع أشكال تعاطيه وانتشاره بين فئة الشباب من 16 إلى 25 سنة، مشيراً إلى أن دور وزارة التربية في الآونة الأخيرة سلبي جداً في مكافحة آفة المخدرات والتحذير من هذا الخطر الداهم؛ حيث منعت جميع محاضرات جمعية بشائر الخير في المدارس على الرغم من تخصصنا في هذا الجانب.

منع التوعية في المدارس

     وواصل البلالي: «نحن نبذل جهدنا في توعية الطلبة بالمدارس والجامعات والأندية المختلفة، فمنذ العام 1993 وحتى العام الماضي كان ميداننا الرئيس في العمل التوعوي هو المدارس، ولكن للأسف المنع أثر علينا جدا وقيل لنا من قبل وزارة التربية: إن سبب المنع هو أن بعض المحاضرين من جهات أخرى استغلوا المنبر التربوي استغلالا خطأ، وعممت وزارة التربية المنع على جميع مؤسسات النفع العام والجمعيات.

     وشدد البلالي على أن المسلسلات الكويتية التي تعرض في شهر رمضان الكريم تسهم بقصد أو بغير قصد في نشر السلوكيات الخطأ في المجتمع ومنها نشر المخدرات، ونطالبهم بالاستشارة قبل كتابة السيناريو لكي لا نقع في المحظور، وطالب بضرورة أن تكون هناك رقابة شديدة على هذه الأعمال الدرامية؛ لما لها من تاثير على مجتمعنا الكويت من انتشار العديد من السلوكيات الخطأ المرفوضة وأهمها تعاطي المخدرات والمتاجرة فيها .

وسائل إبداعية للتوعية

     من جانبه استعرض الخبير الدولي في مجال المخدرات الدكتور عايد الحميدان أنواع الحبوب المخدرة مثل: الكبتي والترامادول والمؤثرات النفسية مثل الشبو ومدى خطورته وما يحققه من نشوة زائفة، مشيرًا إلى أن تصنيع (الشبو) رخيص الثمن وأصبح يصنع محليا، وهناك إقبال من الشباب عليه، والشبو يمثل خطورة كبيرة على الشباب.

     ولفت الحميدان إلى أن الكميات المضبوطة مهولة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات تقوم بدور جبار في مكافحة التجار والمهربين موضحا أنه قدم دراسات وأبحاثاً عدة حول التوعية والقضاء على الإدمان، مشيرا إلى أن تناول دراسة حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في تناول المخدرات ولدينا وسائل توعوية عدة للتخلص من آفة المخدرات، مؤكدا على ضرورة استحداث وسائل إعلامية إبداعية تناسب عصر السرعة الذي نعيشه، كما يجب أن تكون تلك الوسائل لديها القدرة على التأثير السريع والفعال في الوقت نفسه بعيدًا عن الطرائق التقليدية القديمة في التوعية.

إحصائيات مخيفة

أما مدير عام المشروع التوعوي الوطني للوقاية من المخدرات (غراس) أحمد الشطي، فقد بين أن عدد حالات الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المخدرات يزداد، مبينا أنها كانت في السنوات السابقة 20 حالة، بينما ارتفعت في 2013 إلى 86 حالة، وان وزارة العدل كانت تسجل قضايا بالمئات.

     كما أكد أن الكميات المضبوطة من المخدرات تقدر بالأطنان، بعد أن كانت من قبل لا تتجاوز عدد من الكيلوات، كما أنه مقابل كل ضبطية واحدة هناك حوالي 10 ضبطيات أخرى لا يتم ضبطها، موضحًا أن من الخطأ الاعتقاد بأن جهة واحدة يمكن أن تعوض عن الأخرى في التصدي لتلك الظاهرة، أو أن الإعلام الأمني في وزارة الداخلية يستطيع أن يغطي كل ما هو مطلوب للوقاية من المخدرات، فهذا غير معقول ولا يليق.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك