رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين 28 مايو، 2012 0 تعليق

الإمام محمد بن عبد الوهاب.. وثناء علماء ومفكري الشرق والغرب عليه (الحلقة السادسة)

 

تحدثنا في الحلقات السابقة عن الـدور الذي قام به الإمام محمد بن عبدالوهاب في تصحيح العقيدة ونبذ الخرافات، وذكرنا الأخطاء التي يرتكبها أعداء دعوة الشيخ الذين يحالون تشويه سمعة الشيخ وأتباعه، وذكرنا أيضا ثناء العديد من علماء الإسلام الذين عاصروا الإمام وغيرهم ممن أتى بعده، ونستكمل في هذه الحلقة بذكر أقوال مفكري الغرب والشرق عن حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب النهضوية.

1- قال الشيخ  محمد رشيد رضا(1)-رحمه الله-:

       «لم يخل قرن من القرون   التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين، يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، كما ورد في الأحاديث، ولقد كان الشيخ محمد  بن عبدالوهاب «النجدي» من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعو إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين [ وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة، فهبت لمناهضته واضطهاده القوى الثلاث: قوة الدولة والحكام، وقوة أنصارها من علماء النفاق، وقوة العوام الطغام،  وكان أقوى سلاحهم في الرد عليه، أنه خالف جمهور المسلمين.

- من هؤلاء المسلمون الذين خالفهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب في دعوته؟

       هم أعراب في البوادي شر من أهل الجاهلية يعيشون بالسلب والنهب، ويستحلون قتل المسلم وغيره لأجل الكسب، ويتحاكمون إلى طواغيتهم في كل أمر، ويجحدون كثيرا من أمور الإسلام المجمع عليها، والتي لا يسع مسلما جهلها»(2).

2- محمد كر د علي:

       «وما ابن عبدالوهاب إلا داعية، هدى الناس من الضلال وساقهم إلى الدين السمح، وإذا بدت شدة من بعضهم فهي ناشئة من نشأة البادية، وقلما رأينا شعبا من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص، مثل هؤلاء القوم، وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم، سنين طويلة فلم نرهم حادوا عن الإسلام قيد أنملة وما يتهمهم به أعداؤهم، فزور لا أصل له»(3).

3- عباس محمود العقاد:

       «وظاهر» من سيرة محمد بن عبدالوهاب أنه لقي في رسالته عنتا، فاشتد كما يشتد من يدعو غير سميع، ومن العنت إطباق الناس على الجهل والتوسل بما لا يضر ولا ينفع، والتماس المصالح بغير أسبابها، وإتيان المسالك من غير أبوابها، وقد غبر على البادية زمان يتكلمون فيه على التعاويذ والتمائم وأضاليل المشعوذين والمنجمين، ويدعون السعي من وجوهه توسلا بأباطيل السحرة والدجالين حتى في الاستسقاء ودفع الوباء، فكان حقا على الدعاة أن يصرفوهم عن هذه الجهالة، وكان من أثر الدعوة الوهابية صرفهم عن ألوان البدع والخرافات» (4).

4- أحمد بن عبدالغفور عطار -رحمه الله-:

       «رأى ابن عبدالوهاب ما حلّ بالمسلمين، ورأى ما بنجد من الشرك والوثنية، ولم تكن نجد خالية من العلماء، بل كان فيها منهم عدد غير قليل في مدنها وقراها، ولكنهم كانوا ضعفاء، ومنهم من لم يفضلوا العامة في معتقداتهم الخرافية، ومنهم من كان على بصيرة من أمرهم، ولكنهم لم يكونوا شجعانا ودعاة بل كانوا وعاظا محدودي الأثر، ولكن ابن عبدالوهاب لم يكن مثلهم، فقد كان عالما حقا، وكان سلفيا صادقا في عقيدته ومنهجه، وكان شجاعا وداعية، ولكن العلماء  ليسوا ورثة الأنبياء في العلم وحده، ولكن ميراث النبيين ينجلي في القيام بأعباء الدعوة والتبشير برسالاتهم، واستقبال الأذى بعناد وإصرار في سبيل هداية البشر»(5).

الإمام محمد بن عبدالوهاب وثناء علماء ومفكري الغرب

1- قال المستشرق جولد سيهر:

       «إذا أردنا البحث في علاقة الإسلام السني بالحركة الوهابية نجد أنه مما يسترعي انتباهنا  خاصة من وجهة النظر الخاصة بالتاريخ الديني الحقيقة الآتية: يجب على من ينصب نفسه للحكم على الحوادث الإسلامية أن يعتبر الوهابيين أنصارا للديانة الإسلامية على الصورة التي وضعها النبي والصحابة، فغاية الوهابية هي إعادة الإسلام كما كان»(6).

2- قال المستشرق سيديو في سيرة الشيخ محمد بن الوهاب:

       «فرأى الشيخ أنه إذا ما حصل المسلمون على مراعاة أحكام القرآن بإحكام رجعت إليهم تلك الحماسة التي تعود بها عظمة الماضي، ولم يكن للشيخ هدف من الإصلاح الذي بدأه سوى إعادة شريعة الرسول  الخاصة إلى سابق عهدها» اهـ.

3- ويسرد في كتابه «العربية السعودية في القرن التاسع عشر» ما ملخصه:

«نحن لا نعرف إن كانت الوهابية تستطيع مواجهة عصر الذرة والفضاء، ولكن أحد لا ينكر قيمتها، وأثرها في الفكر الإسلامي الحديث.

       إن الوهابية كانت في الحقيقة نعمة على المسلمين بمساهمتها الواسعة في تنبيه المسلمين إلى مظاهر الوثنية وتحذيرهم منها، ولا شك أنها حققت فكرة ابن خلدون القائل: «إن العرب البدو يستطيعون أن يؤلفوا  قوة لها شأن    متى انقادوا إلى الدين..».

4- جاء في دائرة المعارف البريطانية:

       «الحركة الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية  هم أعداء الإسلام الصحيح».

5- قال المستشرق لوتروب ستوداره في كتابه «العرب»:

       «بلغ العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري أعظم مبلغ من التضعضع الثقافي، ومن الانحطاط، فاربدّ جوه وطبقت الظلمة كل صقع من أصقاعه، ورجا من أرجائه، وانتشر فيها فساد الأخلاق والآداب، وساد الجهل، وانطفأت قبسات العلم الضئيلة، وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال.

أما الدين فقد غشيته غاشية سوداء، فألبست الوحدانية التي حملها صاحب الرسالةصلى الله عليه وسلم  سحيقا من الخرافات، وقشورا من الصوفية».

 

 

6- قال المستشرق الأسباني أرمانو في كتابه «بين الديانات والحضارات»: «إن كل ما ألصق بالوهابية من سفاسف وأكاذيب لا صحة له على الإطلاق.

فالوهابيون قوم يريدون الرجوع بالإسلام إلى عصر صاحبه محمد  صلى الله عليه وسلم وإنما ينقصهم للوصول إلى أهدافهم المقدسة رجال متنورون مثقفون، وهم ويا للأسف في هذه الديار».

الهوامش:

(1) صاحب مجلة المنار: وصاحب المولفات المشهورة، وله مواقف عظيمة يدافع فيها عن الإسلام، رحمه الله.

(2) انظر التعريف بكتاب صيانة الإنسان من وسوسة دحلان.

(3) انظر كتاب: القديم والحديث.

(4) انظر كتاب: الإسلام في القرن العشرين، تأليف محمود العقاد.

(5) انظر كتاب: أثر الدعوة الوهابية في العالم الإسلامي، أحمد عبدالغفور عطار.

(6) انظر: العقيدة والشريعة تأليف: المستشرق جولد سيهر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك