الإعلام الإسلامي … واجبات وتحديات
لم تكن مصادفة أن تبدأ مسيرة الإسلام الحنيف بكلمة: {اقرأ} فهذا الدين يقوم على الفكر المستنير، ويعتمد على الوضوح والصدق مع النفس أولاً ومع الآخرين، والأهم هو الصدق مع الله تعالى.
وقد أدى الإعلام دوراً أساسياً في نشر رسالة الإسلام، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة لكل مسلم في نشر تعاليم الدين وتوضيح مبادئه السامية، وكان الصحابة رضوان الله عليهم من أنجح الإعلاميين الذين انتشروا في البلاد ليطلعوا الأمم والشعوب على جوهر هذا الدين العظيم.
ولذلك فإن الإعلام الإسلامي يتحمل مهمة كبيرة وهي تعريف الناس بالوجه الحقيقي للإسلام، وكشف معانيه ومبادئه وقيمه، وتصحيح الصورة التي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها بهذا الدين.
على الإعلام الإسلامي وضع خطط علمية مدروسة للتعريف بالدين على الوجه الأمثل، ونقل الصورة الحقيقية للإسلام إلى كل شعوب الأرض، وهي صورة التسامح والمحبة والعدالة والإخاء، صورة العمل من أجل الحياة الكريمة، والسعي الدائم لطلب العلم والمساهمة في صنع الحضارة الإنسانية.
ونحن نعلم أن أمام الإعلام الإسلامي تحديات كبيرة، لكنه قادر بإذن الله تعالى على تجاوزها والانتصار عليها، فقد وعد الله تعالى عباده المؤمنين بالنصر، وهو قادر على ذلك.
ومن التحديات التي تواجه الإعلام الإسلامي كثرة الوسائل الإعلامية، المقروءة والمرئية والمسموعة التي تحاول تشويه صورة الإسلام، وترمي المسلمين بالإرهاب والتعصب ورفض الآخر، وتحاول تزوير الحقائق، والتلاعب بأحداث التاريخ.
ومن هنا فإن الإعلام الإسلامي مطالب بتنظيم صفوفه، ومواجهة أعداء الإسلام بالأسلحة نفسها التي يستخدمونها، وهي تفنيد أكاذيبهم وادعاءاتهم بالمنطق والحجة السلمية والمستندات التاريخية، والابتعاد عن أسلوب الوعظ المعتاد، واختيار الأكفاء من الدعاة المتسلحين بالعلم والمنطق والقدرة على المحاورة وإقناع الآخر. إنها معركة الإسلام ضد أعدائه، ونحن واثقون أن إعلامنا الإسلامي قادر على تحقيق النصر المبين، بعون الله تعالى.
لاتوجد تعليقات