الإسـلام وأخلاقيات مهنة التمريض
تعد مهنة التمريض مهنة أصيلة في الإسلام، وهي تقديم الرعاية الصحية للمريض أو الشخص أو العائلة والمجتمع وذلك وصفه نوعا من أنواع التكافل والتراحم، ولا تعد مهنة التمريض جديدة على الإسلام في الواقع؛ حيث بدأ هذا الأمر مع بداية الإسلام، وتطور مع تطور الإسلام بوصفه ديانة، وحضارة، وثقافة.
أول ممرضة في الإسلام
تدعى أول ممرضة في تاريخ الإسلام، رفيدة بنت سعد، وهي من قبيلة بني أسلم في المدينة المنورة، وقد عاصرت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من أوائل الذين دخلوا في الإسلام في المدينة المنورة، وقد تلقت تدريبها واكتسبت خبرتها في الطب على يد والدها الطبيب، الذي كانت تمد له يد المساعدة بانتظام، بعد قيام الدولة الإسلامية في المدينة المنورة، قامت بعلاج المرضى في خيمتها المقامة خارج المسجد، في أوقات الحروب، وكانت رفيدة تتولى قيادة مجموعة من المتطوعين في ساحة المعركة وتقوم بعلاج الجرحى والجنود المصابين.
مسؤوليات وواجبات
بجانب المسؤوليات والواجبات المهنية للممرض هناك واجبات ومسؤوليات أخرى لا تقل أهمية عن الواجبات المهنية، ألا وهي الواجبات الأدبية والسلوكية، ولمهنة التمريض آداب خاصة تحكم وتنظم العمل بها، وعلى المشتغل بالتمريض أن يفهم ويعي ويقدر قواعد الآداب والسلوكيات ومبادئهما فور انتسابه لمهنة التمريض، وأن يدرب نفسه على ممارسة تلك المبادئ واحترامها سواء في حياته الخاصة أم العامة، ومن هذه الواجبات ما يأتي:
مسؤوليات الممرض تجاه مرضاه
التمريض مهنة مقدسة، وعلى الممرض مسؤوليات كبرى تجاه مرضاه تفرضها الشريعة والقوانين الوضعية والأخلاقية وضمير المهنة، ومن هذه المسؤوليات:
- من أهم واجبات الممرض الرئيسة هو واجبه نحو مرضاه؛ فيجب عليه أن يضع في ذهنه أن شفاء المريض والمحافظة على صحته هو هدفه الأول دون النظر إلى أية أمور أخرى مثل الدين، اللون، الجنس، أو السياسة.
- يجب على الممرض أن يكون موضع الثقة التي وضعه فيها المرضى وذووهم؛ ومن أجل ذلك فإن على الممرض الإخلاص الكامل وتسخير كل معرفته وعلمه لخدمة المريض، وعليه مسؤولية بذل أقصى جهده في سبيل شفاء المريض من أجل تحقيق النتيجة المرجوة .
- يجب على الممرض أن يكون كريما، لطيفا طيب القلب في معاملته للمرضى، وينبغي دائما أن يتصرف بحكمة وبدقة تجاه مرضاه، وأن يكون رحيما مشاركا لهم إذا ما استدعى هذا بعض الظروف الخاصة؛ إذ إن من شأن الممرض أن يخلق جوا من الثقة والراحة، وسوف يؤدى ذلك بالطبع إلى التوصل للغاية المرجوة من الرعاية التمريضية.
- قد لا يستطيع الممرض أن يحقق الشفاء للمريض ولكن يجب عليه في كل الأوقات أن يعطىي مرضاه الأمل، ويخفف عنهم آلامهم سواء كانت جسمانية أم نفسية.
- يجب على الممرض أن يحتفظ بالسرية المطلقة لكل ما يعرفه عن المريض احتراما للثقة الموضوعة فيه.
- يجب على الممرض إشراك مرضاه فيما يختص بعلاجهم وبرعايتهم؛ فيجب أن يراعي رأي المريض في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بعلاجه مثل موافقته على إجراء العمليات الجراحية وبعض الفحوص الطبية، وكذلك مراعاة موافقتهم عند إجراء بحوث عملية تتعلق بهم.
- على الممرض أن يحذر الوقوع في علاقات عاطفية مع مرضاه، وعليه أن يتحكم بمشاعره، وإذا لم يستطع ذلك أو في حالة ما إذا أصبح المريض نفسه متعلقا به عاطفيا فإن واجبه يقتضي في هذه الحالة أو تلك أن يطلب من رئيسه في العمل ترك هذا المريض لرعاية ممرض آخر.
- يجب على الممرض أن يلتزم باتباع الأسلوب المناسب للتخاطب مع المرضى وأسرهم، وعليه أن يصغي إلى مرضاه وإلى شكواهم، ولا يشعرهم بأنه مشغول أو مرهق في العمل، وعليه الإجابة عن كل تساؤل من قبل المريض، وإذا كانت الإجابة خارجة عن حدوده وإمكاناته عليه إرشاد المرضى إلى الشخص المناسب للإجابة عن تساؤلاتهم.
مسؤوليات الممرض نحو زملائه في العمل
- التعاون الصادق مع أفراد الفريق الصحي والعاملين في المؤسسات الصحية؛ حيث إن حصيلة هذا التعاون تؤدي إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية للمواطنين.
- يجب أن يعامل الممرض زملاءه في العمل كما يحب أن يعاملوه، ويجب عليه أن يحافظ على العلاقات الطيبة فيما بينهم.
- يجب على الممرض أن يتجنب الحديث بسوء عن زملائه، وعليه أيضا أن يتجنب أي تعليق أو ملاحظة من شأنها الانتقاص من مهارة أو رأي أي زميل في العمل والاستعداد الكامل لتعليم الزملاء الأحدث منه تخرجا، وكذلك طلاب التمريض، ولا يحجب عنهم أي معرفة.
- عدم التدخل في شؤون غيره من الزملاء.
- إعطاؤهم التقارير الكاملة الصادقة عن حاله المرضى.
مسؤوليات الممرض نحو المؤسسة التي يعمل بها
- احترام قوانين العمل بالمؤسسة وقواعده ولوائحه وتنفيذ ما يختص بها، واحترام العاملين بالمؤسسة.
- التعاون مع رؤسائها ومرؤسيها في العمل.
- احترام مواعيد العمل والحرص عليها.
- ارتداء الزي الرسمي أثناء العمل.
- حسن استعمال أدوات المؤسسة وأجهزتها ومرافقها والحفاظ عليها من أي تلف، واتخاذ الإجراءات اللازمة نحو صيانتها، والاقتصاد في استعمال أدوات العمل والاعتراف بالأخطاء وتبليغها إلى من يهمه الأمر، وهذا يوحي للرؤساء باحترامه ووضع الثقة فيه، وإصلاح الخطأ مبكرا قبل حدوث أي مشكلات أخرى أو مضاعفات.
مسؤوليات الممرض نحو المجتمع
- أن يكون مواطناً صالحًا يحترم تقاليد المجتمع وعاداته.
- على الممرض معرفة الأنظمة الصحية للدولة واحترامها.
- أن يكون على دراية كافية بقوانين الدولة وتشريعاتها.
- التعاون مع الفريق الصحي والمشتغلين بالمهنة لرفع المستوى الصحي للأفراد، وسد حاجات المجتمع الصحية وذلك من خلال مشاركتها في الجهود المنظمة والمشروعات الخاصة بخدمات الرعاية الصحية.
- عدم الاشتراك في فعل يمس شرف المواطنين وكرامتهم أو يخدش سلامتهم، وعليه التبليغ الفوري للجهات المعنية عند حدوث هذه الأفعال من قبل أى فرد في المجتمع.
أخيرًا: فضلا عن مسؤوليات الممرض المهنية والأدبية والسلوكية يجب عليه أن يلم بالقوانين والإجراءات القانونية التي تقابله عند قيامه أو اشتراكه في عمل يحرمه القانون مثل: الإجهاض وتداول الأدوية المخدرة في غير الحالات التي يسمح بها القانون أو ارتكابها خطأ ناتج عن عدم التقدير السليم للموقف، أو عدم الدراية الكافية والمعرفة السليمة (الخطأ المهني) أو ارتكابها خطأ ناتج عن الإهمال أو التقصير في واجباتها .
لاتوجد تعليقات