رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: د. سلمى هاني 31 ديسمبر، 2016 0 تعليق

الإسـلام وأخلاقيات مهنة التعليم

التعليم رسالة الأنبياء لذا فإن مهنة التعليم من أشرف المهن وأسمى الرسالات فإن المعلم يدرك أنَّ لاضمير هو الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله سبحانه وتعالى

التعليم مهنة ذات قداسة خاصة توجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس وعطاء مستمراً لنشر العلم والخير والقضاء على الجهل والشر

لاشك أن تميز المجتمعات ورقيها نابعان من الفكر المنتشر والسائد فيها، ولكي يتميز أي مجتمع عن غيره يجب أن يقوم على منظومة أخلاقية، وبها تتحضر الشعوب والأمم، كيف لا؟ والمجتمع المسلم تميّز بأشمل وأدق شريعة عرفتها الدنيا على مر العصور، وهي الشريعة الإسلامية، ما نتج عنه رقي حضاري ليس له مثيل.

التعليم رسالة الأنبياء

     التعليم رسالة الأنبياء؛ لذا فإن مهنة التعليم من أشرف المهن وأسمى الرسالات؛ فإن المعلم يدرك أنَّ الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله -سبحانه وتعالى- هو ضمير يقظ وحس ناقد، وأنَّ الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقى إلى الرقابة الذاتية؛ لذلك يسعى المعلم بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طلابه ومجتمعه، ويضرب المثل والقدوة في التمسك بها، وقد صدر في عام 1405هـ  «إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم» ويتكون هذا الإعلان من عشرين بنداً هي كما يأتي:

التعليم رسالة

- التعليم مهنة ذات قداسة خاصة توجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس والناس، وعطاء مستمراً لنشر العلم والخير والقضاء على الجهل والشر.

- المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها، ولا يضن على أدائها بغال ولا رخيص، ويستصغر كل عقبة دون بلوغ غايته من أداء رسالته.

- اعتزاز المعلم بمهنته وتصوره المستمر لرسالته، ينأيان به عن مواطن الشبهات، ويدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة حفاظاً على شرف مهنة التعليم ودفاعاً عنه.

المعلم وطلابه

- العلاقة بين المعلم وطلابه صورة من علاقة الأب بأبنائه لحمتها الرغبة في نفعهم وسداها الشفقة عليهم والبر بهم، أساسها المودة الحانية، وحارسها الحزم الضروري، وهدفها تحقيق خير الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم.

- المعلم قدوة لطلابه خاصة وللمجتمع عامة، وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميداً باقياً؛ لذلك فهو مستمسك بالقيم الأخلاقية والمثل العليا يدعو إليها، ويبثها بين طلابه والناس كافة، ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع.

- المعلم أحرص الناس على نفع طلابه، يبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم، يدلهم على الخير ويرغبهم فيه، ويبين لهم الشر ويذودهم عنه، في إدراك كامل ومتجدد أن أعظم الخير ما أمر الله ورسوله، وأن أسوأ الشر هو ما نهى الله ورسوله عنه.

- المعلم يسوي بين طلابه في عطائه ورقابته وتقويمه لأدائهم، ويحول بينهم وبين الوقوع في براثن الرغبات الطائشة، ويشعرهم دائماً أن أسهل الطرق وإن بدا صعباً هو أصحها وأقومها، وأن الغش خيانة وجريمة لا يليقان بطالب علم ولا بالمواطن الصالح.

- المعلم ساع دائماً إلى ترسيخ مواطن الاتفاق والتعاون والتكامل بين طلابه، تعليماً لهم وتعويداً على العمل الجماعي والجهد المتناسق، وهو ساع دائماً إلى إضعاف نقاط الخلاف وتجنب الخوض فيها، ومحاولة القضاء على أسبابها دون إثارة نتائجها.

 المعلم والمجتمع

- المعلم موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقته؛ وهو لذلك حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة وذلك التقدير والاحترام، يعمل في المجتمع على أن يكون له دائماً في مجال معرفته وخبرته والمرشد والموجه، يمتنع عن كل ما يمكن أن يؤخذ عليه من قول أو فعل، ويحرص على ألا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له.

- تسعى الجهات المختصة إلى توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية للعاملين في مهنة التعليم، بما يوفر لهم حياة كريمة تكفيهم عن التماس وسائل لا تتفق وما ورد في هذا الإعلان لزيادة دخولهم أو تحسين ماديات حياتهم.

- المعلم صاحب رأي وموقف من قضايا المجتمع ومشكلاته بأنواعها كافة، ويفرض ذلك عليه توسيع نطاق ثقافته وتنويع مصادرها والمتابع الدائمة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ليكون قادراً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة، يعزز مكانته الاجتماعية، ويؤكد دوره الرائد في المدرسة وخارجها.

- المعلم مؤمن بتميز هذه الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو لا يدع فرصة لذلك دون أن يفيد منها أداءً لهذه الفريضة الدينية، وتقوية لأواصر المودة بينه وبين جماعات الطلاب خصوصا والناس عموماً، وهو ملتزم في ذلك بأسلوب اللين في غير ضعف والشدة في غير عنف، يحدوه إليهما وده لمجتمعه وحرصه عليه وإيمانه بدوره البناء في تطويره وتحقيق نهضته.

 المعلم رقيب نفسه

- يدرك المعلم أن الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله -سبحانه وتعالى- هو ضمير يقظ ونفس لوامة، وأن الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقي إلى الرقابة، لذلك يسعى المعلم بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طلابه ومجتمعه، ويضرب بالاستمساك بها في نفسه المثل والقدوة.

- المعلم في مجال تخصصه طالب وباحث عن الحقيقة لا يدخر وسعاً في التزود من المعرفة والإحاطة بتطورها في حقل تخصصه، وتقويمه لإمكاناته المهنية موضوعاً وأسلوباً ووسيلة.

- يسهم المعلم في كل نشاط يحسنه ويتخذ من كل موقف سبيلاً إلى تربية قويمة، أو تعليم عادة حميدة إيماناً بضرورة تكامل البناء العلمي والعقلي والجسماني والعاطفي للإنسان من خلال العملية التربوية التي يؤديها المعلم.

- المدرس مدرك أن تعلمه عبادة وتعليمه زكاة؛ فهو يؤدي واجبه بروح العابد الخاشع الذي لا يرجو سوى مرضاة الله -سبحانه وتعالى- وبإخلاص الموقن أن عين الله ترعاه، وأن قوله وفعله شهيد له أو عليه.

المدرسة والبيت

- الثقة المتبادلة واحترام التخصص والأخوة المهنية هي أساس العلاقة بين المعلم وزملائه وبين المعلمين جميعاً والإدارة المدرسية المركزية، ويسعى المعلمون إلى التفاهم في ظل هذه الأسس فيما بينهم، وفيما بينهم وبين الإدارة المدرسية حول جميع الأمور التي تحتاج إلى تفاهم مشترك أو عمل جماعي أو تنسيق للجهود بين مدرسي المواد المختلفة أو قرارات إدارية لا يملك المعلمون اتخاذها بمفردهم.

- المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة والتقويم والتعليم؛ لذلك فهو حريص على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة وإنشائها إذا لم يجدها قائمة، ويتشاور كلما اقتضى الأمر مع الوالدين حول كل أمر يهم مستقبل الطلاب أو يؤثر في مسيرتهم العلمية.

- يؤدي العاملون في مهنة التعليم واجباتهم كافة، ويصبغون سلوكهم كله بروح المبادئ التي تضمنها هذا الإعلان، ويعملون على نشرها وترسيخها وتأصيلها والالتزام بين زملائهم وفي المجتمع عموما.

     وفي النهاية يجب أن تسود تلك الأخلاقيات في المجتمعات على الصعيد الاجتماعي والأسري والعملي، ولابد من التحلّي بمكارم الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام؛ فالإنسان هو أكرم المخلوقات في الوجود، وكرامة الإنسان بمعاملته المعاملة الحسنة والمتميزة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك