رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 20 أبريل، 2015 0 تعليق

الإســـــلام في أستراليا- تشويه إعلامي متكرر رغم بعده عن الإرهاب

أغلب المهاجرين إلى إستراليا من غير المسلمين ومع أن المسلمين يعدون من أوائل من وصلوا إلى القارة

 المسلمون في أستراليا أقلية صغيرة, ولكن في الوقت نفسه يحتلون المرتبة الرابعة بين معتنقي الأديان في أستراليا؛ حيث نسبة المسيحيين 64%، والملحدون 18.7%، والبوذيين 2.1%، بينما رفض 11.2% الكشف عن ديانتهم في تعداد 2006 الذي كشف أن 340392 أو 1.71% (1) مسلمون.

يتكون المجتمع المسلم من أطياف وأعراق عدة.

     يوجد سوء فهم شائع بين الأستراليين غير المسلمين أن الإسلام جديد على أستراليا وقد جاء مع هجرة مواطني مناطق الشرق الأوسط، البلقان، جنوب شرق آسيا، شبه القارة الهندية، وأفريقيا السوداء، بل إن مسلمي إندونيسيا كانوا يتعاملون تجاريا مع سكان أستراليا الأصليين في الشمال.

     موجات الهجرة الأخيرة للمسلمين جعل الآخرين يزيلون التشويه الراسخ عندهم بالنسبة إلى الدين الإسلامي، ولا ينتمي المهاجرون كلهم إلى الدين الإسلامي بل إن معظم اللبنانيين مسيحيون والمهاجرون من شبه القارة الهندية معظمهم هندوسيون أو مسيحيون أو سيخ فيما أن معظم المهاجرين من أفريقيا السوداء مسيحيون.

أعراق متنوعة

وتشير الإحصائيات إلى أن المسلمين في إستراليا ينحدرون من أْعراق مختلفة:

 فيما يأتي أصول مسلمي أستراليا من الأعراق الآتية:

•           أستراليا : 36%

•           لبنان : 10%

•           تركيا : 8.5%

•           البوسنة والهرسك : 4%

•           أفغانستان : 3.5%

•           باكستان : 3.2%

•           إندونيسيا : 2.9%

•           العراق : 2.8%

•           بنغلاديش : 2.7%

•           إيران : 2.3%

•           فيجي : 2%

كان هناك 281578 مسلماً في تعداد 2001، ولكن العدد ارتفع إلى 340392 في تعداد 2006.

     توزيعهم حسب الولايات: فإن (نيوساوث ويلز) تحتوي على 50% من المسلمين، تليها (فيكتوريا) 33%، غرب أستراليا 7%، (كوينزلاند) 5%، جنوب أستراليا 3%، العاصمة 1%، الإقليم الشمالي وتاسمانيا 0.3%.

أغلبية المسلمين في تعداد 2006 ولدوا خارج أستراليا بنسبة 58% (198400)؛ حيث أغلبهم المولودون في لبنان بنسبة 9% يليهم المولودون في تركيا 7%.

     توجد علاقات تجارية بين أستراليا وبلدان إسلامية عدة، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط على سبيل المثال تجارة تصدير اللحوم الحلال، ينظم صناعة تصدير اللحوم في أستراليا جمعية اللحوم والثروة الحيوانية.

الآلاف من الطلاب الأجانب الذين يدرسون في أستراليا قادمون من دول مثل ماليزيا، إندونيسيا، بنغلاديش، الهند، وباكستان.

منذ سنة 2001 وبعد الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك وتفجيرات بالي 2005 فإن الإسلام والمجتمع المسلم أصبح محط المناقشة العامة.
هناك العديد من المحافل والاجتماعات التي عقدت حول مشكلة التطرف أو الأيديولوجية داخل المجتمع الإسلامي الأسترالي.

انتهج السياسيون ووسائل الإعلام نهجا قويا لمعالجة الإسلام المتطرف في الداخل والخارج.

     هجوم الجماعة الإسلامية على المنتجع السياحي في بالي بإندونيسيا أسفر عن مقتل 88 سائحا أستراليا في 12 أكتوبر 2002، بينما قتل 20 أستراليا في تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، علما بأن رئيس الوزراء الأسترالي (جون هوارد) كان موجوداً في واشنطن. وفي ذلك الوقت التزمت أستراليا بمحاربة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.

     بعد هجمات 7 يوليو في لندن، أنشأ (هاورد) مجموعة المجتمع المسلم المرجعي وقال: إنه سوف لن يضم أي شخصية متطرفة. بعدما أنكر المفتي تاج الدين الهلالي محرقة اليهود قال (أندرو روب) السكرتير البرلماني الأسترالي لتعدد الثقافات: إنه لن يضم إلى المجموعة.

حذر (بيتر كوستييو) الوزير في حكومة (هوارد) أن الإسلامي المتشدد عبد الناصر بن بريكة إذا أراد العيش في دولة تحكمها الشريعة الإسلامية؛ فيتوجب عليها الهجرة إلى إيران.

     في أكتوبر 2006 شبه الشيخ تاج الدين هلالي المرأة غير المحجبة باللحم غير المغطى؛ حيث يزيد هذا الأمر من محاولات الاغتصاب؛ حيث قال: «إذا كان اللحم مغطى فإن القطط لن تحوم حوله».

تصريحات الهلالي سبقتها تصريحات للشيخ محمد الفايز الذي لام المرأة حول زيادة الاغتصاب في أستراليا.

     ردود فعل غاضبة أصدرتها نساء مسلمات، فضلا عن رموز غير مسلمة. في يناير 2008 قال رجل الدين الإسلامي سميرة أبو حمزة -رئيس جمعية شبكة المعلومات والخدمات الإسلامية الأسترالية الآسيوية- لمريديه: إنه يجوز ضرب زوجاتهن واغتصابهن إذا عصوهم، كما أدان المجتمع الأسترالي الذي تنتشر فيه الخمر، القمار، والدعارة، هذه التصريحات أنكرتها المجتمعات المسلمة وغير المسلمة؛ حيث طالب رئيس الوزراء كيفن رود بتقديم اعتذار وأنهم لا يمثلون أستراليا الحديثة.

     معدلات البطالة بين المسلمين المولودين في الخارج أعلى من أولئك الذين ولدوا في أستراليا وأيضا متوسط أجور المسلمين هي أقل بكثير من المعدل الوطني؛ حيث إن 5% من المسلمين يكسبون أكثر من ألف دولار في الأسبوع بينما المتوسط العام يبلغ 11%.

     أظهر تقرير في سنة 2004 عن لجنة حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص أن المسلمين الأستراليين يشعرون أن وسائل الإعلام الأسترالية غير منصفة وقاسية تجاه التعامل مع قضية الإرهاب عند حدوث الجرائم، ويعتقدون أن استخدام تسميات عرقية في التقارير الإخبارية عن الجريمة لإثارة التوترات العرقية.

  

مئات المتظاهرين في شوارع سيدني ضد التطرف  

     لبى مئات الأستراليين دعوة أطلق عليها (استرداد أستراليا) للتظاهر في شوارع مدينة سيدني لرفض التطرف ما يسمونه بالتطرف الإسلامي في بلادهم، وأثارت هذه الحملة مظاهرات مضادة تتهمها بالعنصرية، وتدعو إلى التسامح.

تظاهر مئات الأشخاص في مدينة سيدني تعبيرا عن رفضهم للتطرف الإسلامي في بلادهم، ورافعين الأعلام الأسترالية ولافتات كتب عليها «نعم لأستراليا، لا للشريعة».

وحصدت حملة أطلق عليها (استرداد أستراليا) مئات المناصرين إلا أنها أثارت في المقابل تظاهرات مضادة تتهمها بالعنصرية، وتدعو إلى التسامح.

     وردا على هذه الاتهامات، قالت المتحدثة باسم حملة (استرداد أستراليا) (كاثرين برينان) لوكالة الأنباء الفرنسية: «نحن نؤيد القيم الأسترالية ونعارض الإسلام المتطرف، ولكننا لسنا ضد المسلمين». وأكدت غياب العنصرية عن تظاهرات الحملة التي جذبت -بحسب قولها- العديد من الأشخاص من خلفيات متعددة. وتساءلت (برينان) «منذ متى يتسم حب الوطن وحب القيم والثقافة التي تربينا عليها بالعنصرية؟».

ومن جهته قال (جون أوليفر) من حملة (استرداد أستراليا) لمؤسسة الإذاعة الأسترالية: إن الحملة «ليست ضد أي قومية أو ديانة معينة، بل نحن ضد المتطرفين في ديانة واحدة تحديدا».

وأوضح أنه «في سيدني وميلبورن سجل مسلمون أسماءهم للمشاركة (في الفعاليات)؛ لأنهم يرون ما يحصل ولا يروقهم».

     وفي سيدني، تظاهر المئات في ساحة مارتن قرب المقهى الذي احتجز فيه متطرف مؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية رهائن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقُتل في العملية شخصان فضلا عن منفذ الهجوم.

     أما في (ميلبورن)، فقد أسفرت التوترات بين متظاهرين من مؤيدي الحملة وآخرين رافضين لها إلى حصول صدامات، ما أجبر الشرطة على الوقوف حاجزة بين الطرفين، كما عالج عاملو الإسعاف عددا من جرحى الصدامات.

     واعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص في (ميلبورن)، كما ألقي القبض على رجل في (هوبارت)، كذلك تم طرد امرأتين بسبب الإخلال بالأمن في تظاهرة سيدني. وفي (كوينزلاند) دافعت الشرطية السابقة بولين هانسون عن التظاهرات، وقالت: «لدينا أشخاص هنا اليوم يقفون ضد التطرف».

      وكتبت حملة (استرداد أستراليا) على موقعها الإلكتروني أنها ضد الشريعة والبرقع، وتدعم المساواة بين الجنسين. وفي المقابل، وصف آخرون حملة (استرداد أستراليا) بالعنصرية ضد المسلمين. وقالت (كلير فيستر)، التي نظمت التظاهرة المضادة في سيدني: إن «فعاليات كهذه تشجع على العنصرية والعنف ضد المسلمين».

وتابعت (فيستر) في بيان أن «هجومهم على الإسلام يوحي بأن كل مسلم هو شخص عنيف، ويدعم الإرهاب وضد المرأة. هذه محاولة لاستهداف المسلمين كافة بعنصرية كلاسيكية نمطية».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك