رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. مصطفى أبو سعد 1 يوليو، 2014 0 تعليق

الإدمان على شيء يحرم المراهق من عالم جميل يسكن خارج غرفته


توقعات فوق العادة: كثير من مشكلات المراهقة تنبع من توقعات الآباء فوق العادة، فهم يريدونهم أفضل الشباب وأصلحهم وأنجحهم في الدراسة.

كما أنهم يريدون أبناء بلا أخطاء، ولا نقائص، وهذا ما يجعل العلاقة تتدهور بين الآباء وأبنائهم، وتصيب الجميع بالقلق والتوتر.

الأصل أن الأهل (ولاسيما الأب والأم) هم أولى الناس بالتدخل لتقديم المساعدة للمراهق لحكم أنهم الأقرب إليه، والمطلعون على أحواله وسلوكياته، ثم يأتي في المرتبة الثانية المربون الذين يتعاملون مع المراهق في المدرسة أو المجالس الكشفية أو.. أو.

ولكن في الحالات السالفة الذكر ونتيجة لقلة الخبرة وعدم الاختصاص، قد يعجز الأهل والمربون عن تقديم المساعدة بالطريقة الصحيحة للمراهق؛ مما يتطلب تدخل طرف ثالث هم المتخصصون والاستشاريون النفسانيون أولا، أو التربويون إذا لم يتوافر المختص النفسي.

نقطة نظام

كثيرا ما تأتيني حالات شديدة ومستعصية لدى بعض المراهقين؛ والسبب وللأسف ليس في الأعراض التي ذكرت سالفا؛ وإنما محاولة علاجها على يد غير المختصين هي التي أدت إلى تدمير نفسيات وتحطيم شخصيات.

أنت دلوعة ما فيك شيء

جاءتني أم تستشيرني في ابنتها المراهقة، التي كتبت عقدها وتزوجت من فترة قصيرة.

دخلت البنت في حالة اكتئاب وبكاء مستمر منذ يومها الأول من زواجها.

أخذت أمها الطيبة الحريصة على ابنتها إلى أخت استشارية، لا أعرف عنها شيئاً إلا أنها ليست مختصة، ولكنها مجتهدة.

وبدل أن تفهم البنت ومعاناتها وتساعدها، قالت لها: أنت دلوعة لا تعانين من أي شيء، وطلبت هاتف أسرة زوجها وكلمتهم، وطلبت منهم أخذ عروسهم؛ لأنها فقد تتدلع؛ مما أصاب البنت بكارثة أخرى نفسية، وأدخل أسرتها في مشكلات لا تعد ولا تحصى، بدأت بالبنت، وانتهت بمشكلات اجتماعية مع أسرة الزوج والتهديد.

ولما راجعتني الأم بعد كل هذه الكوارث، استوعبت مشكلة البنت وحقيقة معاناتها وحاجتها إلى العلاج والتأهيل قبل الالتحاق ببيت أوجها، وشرحت الأمر لأمها التي أكدت تفسيراتي.

ما هية المساعدة؟

ونقصد بماهية المساعدة الخطوات والنصائح والإرشادات التي تعيننا على التدخل السليم لتقديم المساعدة للمراهق.

تفهمهم أولاً

أول ما نقوم به هو تجنب الصدام معهم، وتفهم ما قاموا به.

فلو أن المراهق ترك صديقا تخلى عنه، فيجب أن تتقبل هذا الأمر ولو ظاهريا، وتتفهم مشاعر المراهق وسلوكه ورغبته في فعل الشيء أو تركه، بداية ثم نحاول فهم هذا الموقف وما وراءه من خبايا.

أنصت لهم

الخطوة الثانية هي أن نفتح قنوات للحوار معهم، وأن نطبق مهارة الإنصات والإصغاء التي تحدثنا عنها سابقا، ومن المهم أن تكون الغاية من الإنصات هي دفعهم للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، ومن ثم محاولة للتقرب منهم وفهمهم، والتعرف على الأسباب الحقيقة لتصرفاتهم.

غير الأجواء

مما يساعد على التقرب من المراهق وكسب ثقته هو تغيير الأجواء، ولاسيما تلك الأجواء المتصلة بالمشكلة؛ فإبعاده عنها يساعد على تحسين نفسية المراهق، ويساعده كذلك - من خلال الحوار معه - على إعادة تقييم المواقف، وقد يكون تغيير الأجواء عن طريق رحلة استجمام وماشبهها.

حاور معهم

وعندما نتحدث عن الحوار نعني الحوار الصادق أولاً، ثم الحوار الطويل الذي يسمح للمراهق أن يعبر عن كل ما يجول بخاطره، ويسمح بالتبادل الحر للأفكار؛ فلو كانت جلسة الحوار مثلاً تأخذ عشرين دقيقة فقط، فاجعلها ساعة واحدة موزعة على ثلاث جلسات بدلا من جلسة واحدة.

أخبرهم عن تجربتك

     في جلسات الحوار لابد من نقل الخبرات للمراهقين، ولابد أن نخبرهم عن تجاربنا، وعندما نخبر المراهق عن تجاربنا المشابهة لتجاربه، فإن هذا يشعره بالانتماء إلى عالمنا، وأنه قريب منا، وأن ما حدث معه وما قد يحدث أمر طبيعي ويمر به أغلب المراهقين، ثم نحدثه عن كيفية خروجنا من الأزمة، وكيفية تغلبنا على المشكلة، وكيفية تعاملنا مع ما يمر به من مواقف، وكيف تقبلنا المساعدة من أصدقائنا وأهلينا.

قدم الحلول

     في جلسات الحوار لا تكتفي بذكر تجاربنا الذاتية ونقل خبراتنا الخاصة دون تقديم حلول واضحة، وأفكار عملية، وبدائل فعالة تعين المراهق على مساعدة نفسه، والخروج مما هو فيه، ومن المهم أن نقدم تلك الحلول على أنها اقتراحات مجربة، ونبعد كل البعد عن أسلوب الإلزام والإكراه، بل الأفضل أن نستعمل أسلوب الرعاية بدل الوصاية.

أشركهم في أنشطة

ننصح كذلك بأن يشرك المراهق - قدر الإمكان - في أنشطة اجتماعية؛ كحلقات تحفيظ القرآن الكريم، أو المجموعات الكشفية، أو نوع من الرياضة، وفي الوقت نفسه يفضل أن تكون هذه الأنشطة جذابة وقريبة من هواياتهم، وتساعد في تطوير مواهبهم، وتؤمن لهم الاستمتاع بها في جو تربوي آمن.

غير الروتين

مما يساعد على الانفتاح مع المراهق وتغيير نفسيته إحداث تغيير في روتين حياته اليومي؛ مهما كان هذا التجديد بسيطا، كوقت النوم أو مكانه، أو إحداث تغيير في ديكور غرفته، أو حتى تغيير الغرفة بأكملها، أو التجديد في طريقة قضاء عطلة نهاية الأسبوع، ولا بأس أن تتم مشاورة المراهق في نوع التغيير.

علمهم أن الأخطاء فرص للتعلم

تقبل أخطاء المراهق أولا، ولا تركز كثيرا على أخطائه، بل علمه أن الخطأ أمر متوقع من الإنسان، وعلمه أن الأخطاء فرص للتعلم، وأنه عندما يخطئ في الصغر ويتعلم من أخطائه، خير من أن يخطئ وهو كبير وفي موضع مسؤولية أكبر.

ما السلوكيات غير السليمة في مخاطبة المراهقين؟

- الصراخ: اخرس.

- الوعظ: تعرف ماذا كان عليك فعله لماذا لم تفعله؟ أنا خجل أن تكون ابني.

- المقارنة: السنة الماضية كان أخوك طالبا عندي وهو طالب ذكي.

- التهديد: إذا لم تتوقف الآن، فسأرسلك للمدير.

- التذمر: من سيرتب غرفتك، نبهتك أكثر من عشر مرات.

- التجريم: لماذا فعلت هذا بعد كل ما عملته من أجلك؟

- التشكيك: لا أعتقد أنك ستقبل في أي جامعة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك