رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر الشرعي 25 أبريل، 2021 0 تعليق

الإخلاص حصن حصين من الفتن ونزغات الشياطين

 

 

     لابدّ أن يعرف المسلم الذي يريد أن يربي نفسه أن أساس نجاته يوم القيامة هو: الإخلاص، ولا قبول للأعمال إلا بالإخلاص، وحتى العبادات العظيمة، كالجهاد، وغير ذلك، لا تتم ولا تقبل إلا بالإخلاص، وأن الله -تعالى- لا ينصر من ابتغى في عمله غير الله، وكذلك فإن هذه النية هي التي عليها مدار الأعمال من القبول والرد.

     والحديث عن الإخلاص في التربية أمر مهم جدًا، كل واحد يريد أن يربي نفسه، لا بدّ أن يتمعن في قضية الإخلاص، وأنها أساس عمل النفس، وهي بمنزلة الروح للجسد في الأعمال، والله -تعالى- لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (رواه مسلم: 2564)، والإخلاص -كما نعلم أحد شرطي قبول العمل.

     والإخلاص، هو الذي يجعل العمل الصغير وزن الجبال، والرياء يحقر العمل العظيم، حتى يجعله هباءً منثورا، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (الفرقان: 23)، فرب عمل صغير تكثره النية، كما قال ابن المبارك: «ورب عمل كثير تصغره النية» (الجهاد، لعبدالله المبارك: 1/37).

     والإنسان إذا أراد أن يربي نفسه، فإن الإخلاص هو الحصن الحصين من فتن المضلين، ونزغات الشياطين، ألم تر أن الله -تعالى- لم يعط إبليس ما أراد في عباده المخلصين، أخره، وأنظره، وأذن له الإذن الكوني القدري، بأن يعمل في غيرهم، لكن طائفة من العباد لا ينالهم إبليس: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (الحجر: 40)

وكذلك فإن من خلصت نيته لله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ولو أن أحدنا أراد ان ينجو بنفسه من شرور الخلق فليس له إلا الإخلاص، فالله -تعالى- يكفي عباده المخلصين شرور الخلق.

     ثم إننا نجد أن هناك أعمالاً كثيرةً تضيع لا يكون فيها بركة، ولا تأثير؛ بسبب فقدن الإخلاص؛ ولذلك لا يبقى أثرها في الناس، وتفقد قيمتها، ويخبو نورها، ولذلك كان قوام دعوة الرسل: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين} (الشعراء: 109)؛ فهم أخلصوا لله في عملهم ودعوتهم، فإذا أراد الإنسان أن يعمل عملا مؤثرا في الناس، فلا بدّ أن ينطلق من الإخلاص.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك