الإخلاص أساس رسالات الأنبياء والرسل
لا شك أن الإخلاص هو الأساس الذي بنيت عليه رسالات الأنبياء والرسل لمن بُعثوا إليهم دون استثناء، قال -تعالى-: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، والإخلاص يتعلق بحياة الإنسان المسلم من جوانب عدة أهمها: إخلاص العبودية لله -تعالى- وحده، وهو من أصل الواجبات عليه، ومُطالب أيضًا بالإخلاص في أعماله الدنيوية؛ فلا يقبل عمل مسلم إلا بالإخلاص؛ حيث ثبت عن النبي[ أنه قال: «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى» رواه البخاري.
ولكن كيف يتحقق الإخلاص؟ هناك أمور عدة ينبغي على المرء المسلم القيام بها حتى يصل إلى مبتغاه وهو الإخلاص لوجه الله -تعالى- في جميع أفعاله وأقواله، وذلك من خلال:
إخفاء الأعمال وعدم إظهارها
فيجب عليك أخي المسلم أن تخفي ما تقوم به من أعمال صالحة قدر الإمكان، وألا تتبعها منًّا ولا أذى، قال -تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس} (البقرة:264).
عدم انتظار مدح الناس
يجب على المسلم الزهد في انتظار مديح الناس له وشكرهم على أعماله الصالحة، قال ابن القيم الجوزية: «لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس..».
الخوف من الشهرة
فإذا أردت أخي المسلم أن تشعر بحلاوة الإخلاص عليك أن تتجنب مواقف الشهرة والسمعة، وأن تكون نية أعمالك الصالحة ابتغاءً لوجه الله -تعالى- فقط، وليس كي يطلق عليك إنسانًا محبا للخير ومن مشاهير العمل الخيري والأعمال الصالحة، قال صلى الله عليه وسلم : «طُوبَى لعبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله، أشعثَ رأسُه، مغبرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السّاقة كان في الساقة، إنِ استأذن لم يُؤذَن له، وإن شفع لم يُشفع له» رواه البخاري.
قراءة سير الصالحين
وكذلك سير المخلصين من عباد الله والاطلاع على مناقبهم وصفاتهم: وما أكثرهم في تراثنا الإسلامي وفي مقدمتهم الأنبياء والرسل، ثم الصحابة الكرام والتابعون وتابعوهم والعلماء والفقهاء العاملون الأجلاء.
مصاحبة المخلصين
البعد عن راغبي الشهرة والسمعة والرياء من أهم المعينات على الإخلاص، ويجب الحذر كذلك أخي المسلم من الذين يمدحونك ويثنون عليك في كل صغيرة وكبيرة ويغالون في ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا لقيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» أخرجه مسلم، حتى لا يصيبك من الشيطان فتنة في قلبك وهنا قد يحدث الزهو والفخر وما لا يحمد عقباه.
لاتوجد تعليقات