رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 14 يناير، 2013 0 تعليق

«الأوقاف» تختتم فعاليات مؤتمر الممارسات المتميزة في التخطيط الإستراتيجي تحت عنوان:«قياس وتقييم الأداء الإستراتيجي والتميز في المؤسسات الإسلامية»

 

نطلاقا من الدور الريادي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت ومن خلال سعيها لتأصيل الفكر الاستراتيجي بوصفه منهجا تطبيقيا في المؤسسات، ولا سيما الإسلامية منها، ومن أجل وضع منظومة متكاملة لتطوير الأداء الاستراتيجي بالمؤسسات العربية، وتنفيذاً لتوصيات المؤتمر السابق الذي عقدته الوزارة في العام الماضي، فقد قامت بتنظيم المؤتمر الثاني حول الممارسات المتميزة في التخطيط الإستراتيجي تحت عنوان: «قياس وتقييم الأداء الاستراتيجي والمتميز» تحت شعار: «تجارب وتطبيقات متميزة»، برعاية كريمة من معالي السيد شريدة المعوشرجي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في الفترة من 7 إلى 9 يناير 2013 الموافق 25 إلى 26 من صفر 1434هـ، وبمشاركة مائة وواحد وعشرين خبيرا ومستشارا من دول خارجية إلى جانب عشرات المشاركين من دولة الكويت ممثلين عن مؤسسات من إحدى وعشرين دولة.

     وتم مناقشة إحدى وعشرين ورقة عمل تطبيقية لثماني عشرة مؤسسة تمثل ثماني دول، هي: دولة الكويت، والدول العربية والأوروبية، تم عرضها ومناقشتها من قبل الباحثين والخبراء؛ الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي والفعال في إثراء جلسات المؤتمر وورش العمل، وذلك على مدار ثلاثة أيام خلال خمس جلسات عمل، ولتحقيق الفاعلية وتعميق الاستفادة العلمية والعملية تم عقد ثلاث ورش عمل مصاحبة لفعاليات المؤتمر في موضوعات: إدار المشروع، والمدخل التطبيقي في صياغة مؤشرات الأداء الإستراتيجية، وكيفية المشاركة في التنافس على جوائز التميز، وبلغ عدد المشاركين فيها ما يزيد عن مائة مشارك.

     وقد افتتح المؤتمر سعادة الدكتور عادل عبدالله الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نيابة عن معالي وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، واستهله بإلقاء كلمة أكد فيها أن عقد هذا المؤتمر يأتي من مبادرة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية انطلاقا من رؤيتها الاستراتيجية: الريادة عالميا في العمل الإسلامي، ولا سيما أن تنمية القطاعات وطريقة إدارتها من ركائز التقدم بالبلاد، كما أشار الدكتور عادل الفلاح في كلمته إلى أن التنمية الشاملة تبدأ بتنمية العلوم والمعرفة لدى الجميع؛ فيجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة في كافة مجالات العمل.

     وأكد أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت تتبنى مبادرة نشر الفكر الاستراتيجي على مستوى العالم العربي والإسلامي؛ لذلك جاءت تلك المبادرة بتنظيم هذا المؤتمر لمناقشة ونقل التجارب التطبيقية الناجحة لكي يكون لها دور في تحقيق نهضة مؤسساتنا العربية والإسلامية وتعزيز قدراتها في مجال التخطيط الاستراتيجي وممارساته لمواجهة الظواهر السلبية على المجتمع العربي والإسلامي.

     وفي نهاية المؤتمر اتفق المشاركون على مجموعة توصيات وستة مشاريع عمل واقتراحات سعيا إلى تفعيل نتائج هذا المؤتمر الرائد، ومن أجل مواكبة التطورات التي يشهدها العالم بصورة متلاحقة، وتحقيقا للتميز والتفوق المنشود بالمؤسسات العربية والإسلامية.

التوصيات

     أوصى المشاركون بضرورة العمل على تنفيذ مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تمثل منهاجاً لتأصيل وتطوير منهج التخطيط الإستراتيجي وقياس الأداء في المؤسسات العربية والإسلامية تتمثل في التوصيات الاثنتي عشرة الآتية:

- أولاً - دعوة قادة المؤسسات العربية والإسلامية إلى تبني منهجية التخطيط الإستراتيجي وفق أسس منهجية لقياس وتقييم الأداء الاستراتيجي سعيا إلى القدرة على المنافسة لتحقيق التطور المنشود مقارنة بالمؤسسات المتقدمة.

- ثانياً - يوصي المشاركون بتأسيس مؤشرات قياس عالمية لقياس الأداء المؤسسي في العمل الإسلامي بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامية؛ بحيث تضم كافة قطاعات العمل الإسلامي: الوزارات، والهيئات الخيرية، والمؤسسات الدعوية، ومؤسسات النفع العام، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات التربوية.

- ثالثاً - يوصي المشاركون بدورية عقد هذا المؤتمر سنويا مع تقديم الشكر للوزارة على هذا الجهد المبذول.

- رابعاً - أجمع المشاركون على دعوة القادة ومتخذي القرار في الجهات المختصة إلى وضع الأطر المالية والتشريعية التي تضمن ربط الخطة الاستراتيجية بالموازنة؛ سعيا إلى تحقيق الخطة وفق الغايات المنشودة، وبما يتوافق مع مؤشرات الأداء الرئيسة؛ مما يساعد على إزالة المعوقات التي تحول دون الإنجاز المطلوب تحقيقه مع مراعاة الخطط التنموية لكل دولة.

- خامساً - نظرا لحداثة الموضوعات والمحاور التي يتضمنها المؤتمر يوصي المشاركون بتكوين (مجلس استشاري) يمثل مجلس أمناء للمؤتمر؛ بحيث يتكون من ممثلين عن قطاعات العمل الإسلامي: الوزارات، والجامعات، والهيئات الخيرية، والمؤسسات الدعوية.

- سادساً - مواكبة للأساليب الحديثة في التنفيذ المتميز للخطط الإستراتيجية وتحقيق مؤشرات الأداء الرئيسة يوصي المشاركون بتهيئة الموارد البشرية بالمؤسسات العربية والإسلامية نحو تطبيق منهجية إدارة المشروعات بوصفها أداة فعالة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية.

- سابعاً - يوصي المشاركون قادة المؤسسات العربية والإسلامية بتطبيق منهجية إدارة العمليات من خلال توقيق العمليات الداخلية Internal Process وفقاً لأفضل الممارسات؛ سعيا إلى تحقيق الجودة في الأداء، وبما ينعكس في تنفيذ وتطوير الخطط الاستراتيجية في أساليب ونظم حديثة.

- ثامناً - العمل على إصدار كتب تضم أوراق العمل عن المؤتمر والمؤتمرات السابقة تحتوي على التجارب المتميزة للوزارات والمؤسسات والجامعات المشاركة.

- تاسعاً - دعوة المؤسسات العربية والإسلامية، ولا سيما المؤسسات والجامعات المشاركة في المؤتمر، إلى تطبيق معايير التميز العالمية سعيا لتطوير الأداء المؤسسي وتوافقا مع التوجهات العالمية.

- عاشراً - أوصى المشاركون بسرعة اعتماد ونشر جائزة الكويت الدولية للتميز في الأداء الإستراتيجي للمؤسسات الإسلامية.

- حادي عشر - يوصي المشاركون بضرورة العمل على تطوير الهياكل التنظيمية للمؤسسات العربية والإسلامية باعتبارها الأداة الرئيسة للتنفيذ الجيد للاستراتيجية، وأن تستوعب التخطيط الاستراتيجي بوصفه ضمن وظائف الإدارة العليا.

- ثاني عشر - يوصي المشاركون بعقد المؤتمر الثالث للممارسات المتميزة في التخطيط الاستراتيجي تحت عنوان: أفضل الممارسات في الأداء المتميز وإعداد القيادات المتميزة مع التركيز على التجارب والخبرات التطبيقية المتميزة.

الاقتراحات ومشاريع العمل

كما اقترح المشاركون عددا من المشاريع التي تسهم في تطوير الأداء الاستراتيجي بالمؤسسات العربية والإسلامية، وتتمثل في الاقتراحات الست التالية:

- أولاً - تبني مشروع لنشر منهجية التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء بالمؤسسات العربية والإسلامية وفق مشروع متكامل يقوم على دعوة تلك المؤسسات بصورة مرحلية لعقد ورش عمل، ومن ثم تأصيل الممارسات المؤهلة لتطبيق تلك المنهجية في الواقع العملي لتلك المؤسسات انطلاقا من الدور الريادي العالمي للوزارة وتأصيلاً لرؤيتها: الريادة عالميا في العمل الإسلامي.

- ثانياً - يدعو المشاركون وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى تبني مشروع لإعداد دليل يحتوي على المصطلحات والألفاظ الإستراتيجية دعما لتوحيدها على مستوى العالم العربي والإسلامي مع الأخذ في الحسبان الأداء المقارن العالمي في هذا الشأن وبالعرض على منظمة المؤتمر الإسلامي.

- ثالثاً - تنظيم ورشة عمل لتصميم دليل استرشادي بوصفه نموذجا لصياغة مؤشرات الأداء الرئيسة في المؤسسات الإسلامية، يمثل دليلا عمليا تهتدي به المؤسسات التي تنتهج التخطيط الإستراتيجي بوصفه منهجاً لتحقيق طموحاتها المستقبلية.

- رابعاً - اقترح المشاركون عقد ورشة عمل دورية (نصف سنوية) تضم مجموعة من الخبراء أصحاب التجارب المتميزة في التخطيط الاستراتيجي والتميز في العالم العربي والإسلامي والدول المتقدمة، تهدف إلى تأصيل المفاهيم والأساليب الحديثة وقياس الأداء الاستراتيجي.

- خامساً- أوصى المشاركون بضرورة تبني مشروع لتصميم موقع إلكتروني للمؤتمر يضم أنشطة المؤتمر ويمثل وسيلة للتواصل بين المؤسسات المشاركة، وأن يكون بإدارة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت وإشرافها.

- سادساً- أجمع المشاركون على تبني مشروع إنشاء معهد متخصص للتنمية البشرية، ولا سيما ما يتعلق بتهيئة وإعداد القيادات الإستراتيجية بالمؤسسات الإسلامية بدولة الكويت والعالم العربي والإسلامي.

 

 

 على هامش المؤتمر

 

      والتقيت على هامش المؤتمر مع بعض القيادات بوزارة الأوقاف للتعرف عن قرب على رؤيتهم حول اهتمام الوزارة بهذا الفكر، فسألت بداية الأستاذ إبراهيم الصالح الوكيل المساعد لشؤون التدريب والتطوير، عن سر اهتمام الوزارة بالتخطيط الإستراتيجي، وهل لمستم نتاج اهتمام الوزارة بهذا الفكر؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعـد: سر اهتمام وزارة الأوقاف بهذا العلم، هو قناعة المسؤولين في الوزارة بأن التخطيط الاستراتيجي هو الذي يصحح مسار أي مؤسسة، ويجعل لها رؤية واضحة، وهدفا محددا، ويضبط العملية الإدارية بجميع جوانبها في المؤسسة، وكان هدف الوزارة أن تكون رائدة بهذه التجربة بحيث يتم نقلها إلى باقي المؤسسات في داخل وخارج الكويت.

- هل قمتم فعلاً بنقل هذه التجربة إلى باقي المؤسسات في داخل وخارج الكويت؟

- من أهم قيم وزارة الأوقاف: الشراكة، بمفهومها الداخلي والخارجي، فنحن لدينا تواصل مع مؤسسات إسلامية كثيرة في داخل وخارج الكويت، وقمنا بزيارة كثير من هذه المؤسسات وقمنا بعمل دورات وورش عمل لتحقيق هذا الهدف.

- ولكني لاحظت غياب كثير من المؤسسات الكويتية عن المؤتمر؟

- أنا لاحظت أن عددا من المؤسسات موجودة بالمؤتمر ومهتمة بهذه التجربة، وربما تكون حافزًا لهم لتطبيق هذا المفهوم في إداراتهم.

- وكان ممن التقيت بهم مستشار الوزارة للتخطيط الإستراتيجي الدكتور علي غازي، وبدأت بسؤاله عن تقييمه لواقع التخطيط الإستراتيجي كعلم في عالمنا العربي من الناحية النظرية والعملية؟

- حتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هذا العلم أخذ البعد التطبيقي في العالم العربي، فمؤسسات معدودة في العالم العربي بدأت تنتهج هذا المنهج، ومن خلال المؤتمرات التي عقدتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدأت دوافع إيجابية لدى كثير من المؤسسات لكي يكون لديهم خطط إستراتيجية، ومنهجية إستراتيجية، بل في مجال قياس وتقييم الأداء، ولا أبالغ إن قلت إنهم بدأوا يتحدثون عن معايير التميز العالمية، كنموذج من نماذج تقييم الأداء المؤسسي.

- كيف نحول هذا العلم ليكون ثقافة لشعوبنا العربية وهل يمكن أن يتم تدريس هذا العلم في مؤسساتنا التعليمية؟

- إذا أردت أن تقيس تقدم أي دولة فقسها وفق معياريين اثنين: المعيار الأول التعليم، والمعيار الثاني التنمية البشرية، فيجب أن تحتوي المناهج التعليمية على التوجهات التي تنوي الدولة تنفيذها في المستقبل، آخذة في الحسبان التغيرات الحالية لتبني عليها في المستقبل، والمناهج التي أقصدها تبدأ من السنة صفر أي قبل مرحلة الابتدائي وصولا إلى ما يسمى بالمخرجات التعليمية والكفاءات النهائية التي يجب أن تتوافر في هذا الطالب وهذا الخريج، أما من ناحية التنمية البشرية فيجب أن يكون هناك اهتمام بتطوير وإيجاد كفاءات وقيادات، وللأسف الشديد فإن هذين المعيارين عندما ننظر إليهما على مستوى العالم العربي نجد أنهما ما زالا في طور التطور، ولم يصلا إلى مرحلة النضوج بعد، ولا نستطيع القول إن لدينا مناهج تعليمية متكاملة أو اهتماما بالتنمية البشرية بشكل متكامل يحقق الهدف المنشود، ونتمنى أن تهتم القيادات الحالية بهذين الاتجاهين؛ لأن الناظر إلى السبب في تميز الدول الأوروبية وكذلك الدول الآسيوية يجد أن سبب التميز هو الاهتمام بهذين المحورين.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك