رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد محسن وتد - القدس المحتلة 23 سبتمبر، 2013 0 تعليق

الأنفــــاق.. أخطبوط لتهويد مدينة القدس وتدمير الأقصى

 

دأب الكيان الصهيوني على استخدام علم الآثار التوراتي؛ لتزوير التاريخ وشطب مختلف الحضارات وتهويد الآثار في القدس المحتلة، بابتداع الأساطير والخرافات والرواية التوراتية دون ربطها بالحقائق، فضلا عن تزييف أدلة علمية وتاريخية لتثبيت هوية الشعب اليهودي بالقدس.

وتكشفت الحقائق عبر شبكة الأنفاق والحفريات عن وجود مدينة يهودية بباطن الأرض، وصلت عبر الأنفاق من سلوان والقصور الأموية وساحة البراق وتل المغاربة، مروراً  بالبلدة القديمة إلى المسجد المرواني لتهدد أساسات المسجد الأقصى، وذلك عقب تكشف وتصدع أسواره وجدرانه من الجهة الغربية.

     وتتواصل الحفريات بعين سلوان وما يسمى (مدينة داوود)؛ وذلك تمهيداً لإقامة (مظاهر الهيكل) عبر ربطها بثلاثة أنفاق تتجه وتتفرع إلى القصور الأموية وساحة البراق والمسجد الأقصى لتقسيمه بين المسلمين واليهود توطئة لبناء الهيكل المزعوم.

وتشكل الحفريات بيئة طاردة بتضييق الحيّز على الفلسطينيين، ومنعهم من التطور والعمران؛ لدفعهم إلى الهجرة القسرية.

     كما أن شبكة الأنفاق والمدينة اليهودية التي شيّدت بباطن الأرض تهدف لإحكام السيطرة الإسرائيلية على ساحات المسجد الأقصى بعد أن وصلت الأنفاق الى المسجد المرواني الأرضي.

تزييف وتدمير

     عد باحث الآثار في (مؤسسة الأقصى للوقف والتراث) عبد الرازق متاني الحفريات المتواصلة من قبل سلطة الآثار الإسرائيلية وشبكة الأنفاق، التي تواصل الجمعيات الاستيطانية تدشينها في باطن الأرض بالبلدة القديمة وساحات المسجد الأقصى، بمثابة محاولة لطمس التاريخ وتزييفه بتدمير الحضارة العربية والإسلامية. واستذكر متاني المقترح الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (إيهود باراك) عقب اتفاقية كامب ديفد، حين صرح علانية بالإشارة إلى البلدة القديمة والأقصى  بأن «ما فوق الأرض للمسلمين وما في باطنها لليهود» ليؤذن في حينه وبشكل رسمي بالشروع في أعمال مكثفة ما زالت متواصلة حتى يومنا هذا في حفر وتدشين شبكة الأنفاق.

     وحذر من تسريع دولة الاحتلال بتحريك المزيد من الأنفاق التي لا يمكن حصر عددها الحقيقي، رغم اعتراف إسرائيل بوجود عشرين نفقاً فقط توظفها كذلك للسياحة الدينية والأجنبية، عدا الأهداف التهويدية والاستيطانية فوق الأرض وما تبعها من مشاريع نتج عنها مدينة يهودية تحت الأقصى والبلدة القديمة.

الأقصى والهيكل

     ويتفق مدير المسجد الأقصى ورئيس قسم المخطوطات بالمسجد د. ناجح بكيرات مع متاني في أنه لا يوجد جرد ولا إحصاء دقيق لتعداد الأنفاق الممتدة من عين سلوان بطول ثلاثة آلاف متر، لتتفرّع كالأخطبوط تحت المسجد الأقصى وساحة البراق والبلدة القديمة حتى تصل إلى نقطة باب العمود.

     لكن الخطر -كما يؤكد بكيرات- يكمن في تفرعات هذه الأنفاق التي تتكتم عليها إسرائيل، ويقدر تعدادها بالعشرات، دون أن تعرف وجهتها، لكنها تمتد تحت جسد الأقصى والبلدة القديمة لتصبح في المستقبل جسدا تهويدياً وتصوراً كاملاً لمخطط الهيكل.

     وقال بكيرات: إن الحفريات المتواصلة منذ احتلال المدينة وتدشين شبكة الأنفاق مؤخراً تعد  من أخطر المخططات والمشاريع الاستيطانية والتهويدية بالقدس، بهدف تهجير الفلسطينيين من البلدة القديمة وإحكام السيطرة على ساحات الحرم، وفرض وقائع على الأرض بتقسيم الأقصى على غرار ما حصل في المسجد الإبراهيمي بالخليل بتحويل أجزاء منه لكنيس، وتهجير غالبية سكان البلدة القديمة، واستقدام اليهود للاستيطان.

     ولفت إلى أن الأنفاق التي يؤمها مئات آلاف السياح الأجانب سنوياً هي بمثابة عملية غسل دماغ للرأي العام الدولي بشطب وإزالة كل ما هو عربي وإسلامي ومسيحي عن المدينة، مقابل ربط الأجيال اليهودية برباط توراتي يوثق بأن القدس يهودية بقرصنة لخزانة الحضارة والتاريخ، ومصادرة الحقوق التاريخية والحضارية للعرب والمسلمين ولكل الشعوب والحضارات التي عايشت القدس.

تهجير وسيطرة

     وكشف مدير مركز معلومات وادي حلوة في سلوان جواد صيام النقاب عن  مضاعفة المؤسسة الإسرائيلية للمشاريع الاستيطانية والتهويدية بسلوان، التي تعد الخاصرة المقدسية الوحيدة للدفاع عن الأقصى والبلدة القديمة من الجهة الجنوبية، وأضاف أنه بالسيطرة على سلوان ستحسم إسرائيل معركة القدس لتنفرد بالأقصى والبلدة القديمة.

     وقال صيام: إن الأنفاق والحفريات تحولت إلى ذراع سياسية لدى المؤسسة الإسرائيلية التي تتطلع لفرض وقائع على الأرض وإخراج القدس والأقصى من أي حل سياسي ومن دائرة المفاوضات، ليتم استقدام اليهود للاستيطان بعشرات البؤر الاستيطانية والعسكرية بقلب الأحياء السكنية الفلسطينية، وتشييد الكنس والمدارس التلمودية على أنقاض الآثار الإسلامية والعربية الملاصقة للمسجد الأقصى.

     ويعتقد أن الأنفاق والحفريات المدعومة والممولة من عشرات الصناديق الصهيونية وسيلة لمصادرة أكبر مساحة من الأرض للتهويد والاستيطان؛ حيث تتم بموازاتها عملية تهجير للمقدسيين وتطهير عرقي لهم وإجبارهم على الرحيل بحرمانهم ترميم عقاراتهم من الأضرار التي تلحقها بها الانهيارات عقب الحفريات، ولاسيما بالبلدة القديمة وسلوان التي تواجه مخطط هدم عشرات المنازل.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك