رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: نهى إحسان بنت محمد بن المختار زادني 15 يوليو، 2010 0 تعليق

الأميرة والبطل

 الليل يصبغ ناظري بدم الطفَـلْ

 والصمت يحكي قصة فيها مثـــلْ

في غابر الأزمان في «تل الهــوى»

كانت تعيش أميرة جنب البطــلْ

قمم الشوامخ دون قبة قــصرها

وعلى بياض جبينهـا تاج الأزلْ

ملأت جنان القصر "زيتونا" و تيـ

نا بينه الأنهار خجلى تنتقــــلْ

عشقت "سواد" الليل في خلواتـها

وتعلقت "لون الدماء" على الحللْ!

ولقد تفيأت الأميرة مـــــدةً

ظِل الأمان، وقصرها لا يُستحـلّ

 

بل كلما هم الغزاة بأســرهـا

صرخت، فهب لنصرها الجار البطـل

من معقل الإسلام تُبعث خيلــه

وبكفه سيف العروبة مُستَلَـــل

وإذا أثار النقع ضاق به العـدا

صدرا، وقال الناس: "ذاك هو الرجل!"

لكنها في ذات يوم كانت الــ

حسناء تغفو بين أحضان الطفَـــل

إذ أحدق الأعداء بالقصر الــذي

فيه الأميرة أُذهلت فيمن ذَهــل

لكنها صمدت، وحاصرها العـدا

وتضورت جوعا، ولكن لم تمِــل

فأشار يفتي في الخلاف كبيرهـم

أن أضرِموا في القصر نارا تشتعــل!

 

فتعلقت لحم الأميرة ألسـُـنٌ

تكوي العروق و لا تَحيدُ عن المقــل

وتذكرت وسط الحريق نصيرها

فتحاملت، و استصرخت ذاك البطـل!

علّ العدا يتفرقون عن الحمـــى

ولعله يُطفي الحريق على عجــلْ

فأجاب، يخلص من بعيد صوته:

آتٍ إليك، و قد يطول بي الأجـل!

طال الحريق، وجفت الآهات، والـ

حسناء تسأل: أين ذاكرة البطل؟

فهتفتُ بالراوي: أجب! أين البـطلْ؟

لم مفردات القص ليست تكتمل؟

لِمَ عند عقدتها توقفت الجمـل؟

- فأجاب: ليس لعقدة النسيان حــل!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك