رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 18 فبراير، 2013 0 تعليق

الأمن في الأوطان

 

      الحمد لله رب العالمين الذي منّ علينا بنعمة الاستقلال من الاستعمار البريطاني (25 فبراير)، ونعمة التحرير من الاحتلال البعثي العراقي (26 فبراير) والنعم التي نتمتع بها كثيرة في بلادنا الحبيبة والعزيزة.

     فكم تصرف الدول أموالها لإيجاد الأمن؛ لأنه غاية كل إنسان، فترصد أموالا للجيش وللشرطة وللحرس الوطني وجهاز الأمن وغيرها.. ولذلك قال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} وكان إبراهيم عليه السلام يدعو ربه أن يجعل الحرم المكي بلدا آمنا، فقال: {رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات}، واستجاب الله عز وجل فجعله آمنا فقال جل جلاله: {أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم}.

     فالأمن الديني: هو العبودية لله سبحانه وتعالى اعتقادا ونطقا وعملا بالجوارح وفعل الطاعات وترك المنكرات التي أعظمها الشرك بالله سبحانه وتعالى.

     والأمن الغذائي: من إيجاد الرزق الحلال والطعام الصالح وتوفيره وضمان مستقبله بالزراعة والصناعة وإلزام الناس بعدم الإسراف والاحتكار والغش وسوء التخزين وغيره.

والأمن الأخلاقي: من خلال خلال المحافظة على القيم الأصيلة والعادات الرصينة التي تتفق مع ديننا الحنيف والابتعاد عن كل ما يخدش الحياء.

     والأمن من الجرائم والحفاظ على الناس وحمايتهم من الخطف والإيذاء والفوضى والاعتداء؛ ليشعر الفرد بالأمان في حله وترحاله داخل بلاده وخارجها في الليل والنهار، وفي البقع الآهلة بالسكان والتي لا يوجد بها أحد، فهذه مهمة الدولة.

والأمن الإعلامي والثقافي: حيث تزوده بالعلم النافع والأخبار الصحيحة والابتعاد عن الفساد والإفساد والفوضى والإشاعات والمحرمات.

     والأمن الاقتصادي: لأن الاقتصاد عصب الحياة، فتسعى الدولة لإيجاد الأمن والاستقرار حتى ينتج الجميع ويعيش أصحاب رؤوس الأموال في بيئة مستقرة ويبدأ الإنتاج بإخلاص بعد الابتعاد عن الربا وكل ما جاء النهي عنه في القرآن والسنة من الوسائل والأساليب المحرمة.

     الأمن السياسي: وهو تعاون السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لرسم سياسة الدولة ووضع خطة واضحة المعالم من حيث الرؤية للحضارة وللتقدم والتنمية بتواريخ وميزانيات محددة، ورقابة صارمة وتشريعات لخدمة الوطن والمواطن على أن تتفق مع الشريعة وتطبيق القوانين بحزم وهكذا، قال تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}.

     الأمن من المحرمات التي تأتي بالأضرار مثل الخمر والمخدرات والأسلحة والتجسس، قال تعالى: {ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.

وقال الشاعر:

إذا الإيـمـــــان ضـــاع فــلا أمـــــــان

                                    ولا دنيـــــا لمـــــــن لـــــم يُحــــي دينــــا

ومـن رضـــي الحيــاة بغـير دين

                                    فقــــد جـعــــل الفنــــاء لهــــا قرينـا

     ولنحافظ على شعيرة الحسبة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهي صمام أمان وتمنع الشرور والآفات عن المجتمعات فيحصل العز والتمكين، ولنحافظ على العدل بين أفراد الشعب وليس الفوضى والظلم؛ لأن دعاء المظلوم ليس بينه وبين الله حجاب.

     كتب أحد الولاة لعمر بن عبدالعزيز رحمه الله: «إن مدينتنا قد تهدمت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالا نرمها به، فعل» فكتب إليه عمر: «إذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل، ونقِّ طريقها من الظلم، فإنه عمارتها».

     ولنهتم بالشباب ومحاضنهم وتنشئتهم لمعالجة أسباب الانحراف الطارئة، وتقريب وجهات النظر، وتهدئة الانفعالات، وفتح قنوات الحوار الهادف، وترشيد حماسهم انفعالهم وتوجيهه، وتسخير طاقاتهم في خدمة الكويت، لا في هدمها وخرق سفينة النجاة، وتحصينهم من التيارات المشبوهة التي تسمم العقول، وصد مدلهمات الفتن العاصفة والدعوات التغريبية المؤثرة على المرأة المسلمة وتجنب العاصفة الهوجاء وردود الأفعال المتهورة، وليتسلحوا بالعلم والحلم والرفق والصبر وتصحيح الوضع بالحكمة والموعظة الحسنة: «ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» والحكم على الشيء لا بد له من بينة.

والحمدلله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك