الأمانة العامة للأوقاف تختتم الملتقى الوقفي التاسع عشر تحت شعار «تنمية مجتمعية..برعاية وقفية»
المعوشرجي: نعتز بدور «أمانة الأوقاف» في الشراكة مع المؤسسات الرسمية والأهلية
الخرافي: حريصون على المساهمة في تنمية المجتمع وتلبية احتياجاته في كل المجالات
سلمان آل خليفة: الملتقى السنوي مناسبة اجتماعية مهمة وفرصة لتبادل الخبرات والتجارب
اختتمت الأمانة العامة للأوقاف الأسبوع الماضي فعاليات الملتقى الوقفي الـ19 الذي عقد على مدى يومين برعاية سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حيث جاء الملتقى تحت شعار: «تنمية مجتمعية.. برعاية وقفية»، وفي هذا السياق أكدت نائب الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى إيمان الحميدان أن الملتقى تم التركيز فيه على أحد الجوانب التي يوليها الوقف عنايته الخاصة وهو مجال خدمة المجتمع وتلبية احتياجات أفراده؛ حيث تم تسليط الضوء على جوانب من مسيرة الأمانة العامة للأوقاف ودورها في تحقيق التنمية المجتمعية، ولا سيما أن الأمانة قدمت خلال مسيرتها إسهامات عديدة في شتى المجالات المتعلقة بخدمة المجتمع وتخفيف العبء عن أفراده، لافتة إلى أن الأمانة استعرضت تجربتها الخاصة وغيرها من التجارب العربية والعالمية الأخرى في هذا المجال. وأشادت الحميدان بوجود ضيوف الملتقى من الدول الشقيقة والصديقة مثمنة مشاركاتهم الفاعلة وتجاربهم العملية الحقيقية التي أسهمت في تأصيل جوانب رعاية الوقف للتنمية المجتمعية من خلال الندوات والفعاليات والحلقات النقاشية التي استمرت على مدى يومين وارتكزت جميعها على دور الوقف في خدمة المجتمع.
نقلة نوعية للعمل الوقفي
من جهته أكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شريدة المعوشرجي أن إنشاء الأمانة العامة للأوقاف بموجب المرسوم الأميري رقم (257) لسنة 1993م كان بمثابة نقلة نوعية للعمل الوقفي في دولة الكويت وخطوة حكومية رائدة للنهوض والارتقاء بهذا الحقل في جميع مجالاته، وأن الأمانة التي تناهز بلوغ عشرين عاما في خدمة الوقف ورعايته وتحقيق أهدافه، لتفخر بها الكويت بوصفها جهة رسمية حققت إنجازات عديدة تُحسب لها في العديد من المجالات، ولعل أبرزها الجانب الاجتماعي والمجتمعي الذي ائتلف ملتقانا اليوم لتسليط الضوء عليه.
وأكد أن حكومة دولة الكويت تعتز بالدور الذي تضطلع به الأمانة العامة للأوقاف في مجال الشراكة مع المؤسسات الرسمية والأهلية المهتمة والمختصة في مجال الوقف في دولة الكويت لتقديم ما يمكن من خدمات وإسهامات في مجال تنمية المجتمع على المستوى المحلي، وقال: إننا كذلك لننظر بعين الفخر والاعتزاز إلى ما حققته الأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت من إنجازات على المستويين الإقليمي والدولي من خلال إنجازاتها في إدارة ملف الوقف على مستوى دول العالم الإسلامي الذي كُلفت به دولة الكويت في مؤتمر وزراء الدول الإسلامية في جاكرتا عام 1997م وحتى اليوم، حيث أنجزت عدداً من المشروعات المهمة التي تصب في اتجاه خدمة المسلمين في كل مكان.
جوهر الـملتقى
من جهته قال الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف د.عبد المحسن الجار الله الخرافي: إن جوهر الملتقى الوقفي التاسع عشر الذي يعقد اليوم تحت شعار «تنمية مجتمعية.. برعاية وقفية» ينطلق من واقع حرص الأمانة على المساهمة الفاعلة في تنمية المجتمع وتلبية احتياجاته في مختلف المجالات؛حيث تشارك الأمانة منذ نشأتها في الجهود التي تخدم إحياء سنة الوقف ومن ثم تقدم مشاريع تنموية مجتمعية لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية التي يفرزها الواقع مع مراعاة تحقق الترابط بين المشروعات الوقفية وبين المشروعات الأخرى التي تقوم بها الأجهزة الحكومية وجمعيات النفع العام.
وأشار إلى سعي الأمانة العامة للأوقاف إلى إيجاد أطر جديدة تستوعب التوجهات الإستراتيجية نحو تفعيل دور الوقف في تنمية المجتمع، فأنشأت من بين إدارتها الإحدى والعشرين إدارتي المشاريع الوقفية وإدارة الصناديق الوقفية التي تعنى بالجوانب المجتمعية داخل وخارج الكويت، حيث أنشأت صناديق وقفية عبارة عن قوالب تنظيمية يترأسها نخبة من المتخصصين في مجالات عملها ليكونوا مجلس إدارة لكل صندوق، وأوضح أن الأمانة تعاونت مع العديد من الجهات الكويتية في القطاعين الحكومي والأهلي على السواء.
الوقف واقع ملموس ورؤى مستقبلية
أثرى المشاركون والمشاركات النقاش حول العمل الوقفي خلال جلسات الملتقى؛ حيث قدم الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف د. عبد المحسن الجار الله الخرافي ورقة عمل ركز خلالها على أن علاقة الوقف بالتنمية المجتمعية حظيت باهتمام كبير من الفقهاء المسلمين الذين أكدوا أنها ليست عملية إنتاج فحسب، وإنما هي عملية كفاية في الإنتاج مصحوبة بعدالة في التوزيع، وأنها ليست عملية مادية فقط، وإنما هي عملية إنسانية تهدف إلى تحسين حالة الفرد وتقدمه في المجالين المادي والروحي معاً، والتنمية أو إعمار الأرض فريضة على الإنسان المسلم وعلى الدولة بمؤسساتها المجتمعية المختلفة، ويتجلى بوضوح دور الوقف في التنمية المجتمعية في مجال التكافل الاجتماعي الذي يعني التساند والتآزر والتضامن ومن ثم نجد دور الوقف في تأمين الضروريات أو الحاجيات للأفراد في المجتمع المسلم، ومن ذلك: الإطعام، الكسوة، المأوى، (المسكن) الصحة، العناية بالأيتام والأرامل اللواتي لا عمل لهن ولا عائل يكفيهم حاجتهن الإنسانية؛ لذلك حرصت الأمانة العامة للأوقاف على إنشاء الصناديق الوقفية انطلاقاً من فلسفتها في إحياء المفاهيم الحضارية والتنموية للوقف، باعتبارها أداء رئيسية وخياراً إستراتيجياً في أسلوب تطوير مسيرة الوقف وتنفيذ الرسالة الوقفية للأمانة العامة للأوقاف بفاعلية، ومن مشروعاتها ما يلي: مشروع إصلاح ذات البين، مشروع من كسب يدي، مركز الاستماع، مركز تقويم الطفل.
دور الوقف في بناء الحياة الاجتماعية وتماسكها
وفي ورقه بعنوان: (دور الوقف في بناء الحياة الاجتماعية وتماسكها) أكد د.عبد الله بن ناصر بن عبد الله السدحان أن دور الوقف يتجلى في بناء الحياة الاجتماعية وتماسكها في المجتمع المسلم من خلال مداخل متعددة في المجتمع، مثل المدخل الوقائي، والمدخل العلاجي، والمدخل التنموي، كما سيكون هناك توضيح للدور الذي أداه الوقف في حياة المجتمعات الإسلامية على مر العصور السابقة، وإبراز سمات التكاتف والتعاضد التي تفرَّد المجتمع المسلم وتميّز بها عن غيره من المجتمعات، من خلال المؤسسات الاجتماعية التي كان للوقف أثر بالغ ودور كبير ليس في قيامها وحسب، بل في استمرارها لعقود طويلة. وسيسبق ذلك الحديث عن الوقف بشكل عام وتعريفه وأهدافه وتطوره دون الدخول في الجانب الفقهي.
مجالات الوقف في الحياة الاجتماعية
وعدد السدحان مصارف الأوقاف لدى المسلمين على مرّ العصور التي تنوعت تنوعا كبيرا، فكان هناك تلمس حقيقي لمواطن الحاجة في المجتمع لتسد هذه الحاجة عن طريق الأوقاف، كما يتضح دور الوقف في الحياة الاجتماعية بشكل جلي في الأربطة، والخانقاوات، والزوايا، والتكايا، فضلاً عن الأسبلة التي يقصد بها توفير ماء الشرب للمسافرين وعابري السبيل وجموع الناس سواء داخل المدن أو خارجها، بالإضافة إلى البيمارستانات، وبخاصة عندما يقترن بها جانب من جوانب الرعاية الاجتماعية، وقد شمل الوقف معظم مجالات الرعاية الاجتماعية وكان له دور في بناء الحياة الاجتماعية وتماسكها، ومنها رعاية الأيتام، رعاية الغرباء والعجزة، رعاية الفقراء والمعدمين، رعاية المرضى اجتماعياً.
تجربة أوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي النوعية
وعن هذه التجربة تكلم د. بدر بن محمد بن عبدالعزيز الراجحي رئيس مجلس إدارة أوقاف محمد بن عبد العزيز الراجحي؛ حيث أكد فيها أن الأوقاف تقوم بدور كبير وفاعل في دعم العمل الخيري وتنميته والارتقاء به وتطويره، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي لتحقيق الاستدامة المالية التي تسهم في تعزيز مكانة العمل الخيري في المجتمع، وتمكين الجهات الخيرية من ممارسة دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع وفي مختلف المجالات، وأوقاف الشيخ محمد بن عبدالعزيز الراجحي تعد من الأوقاف التي لها إسهامات في مجال تنمية المجتمع وخدمته من خلال عمل مؤسسي منظم ومحكم.
رؤية مسلمي أستراليا ونيوزيلندا في مجال العمل الوقفي
وفي ورقة عمل بعنوان: «رؤية مسلمي أستراليا ونيوزيلندا في مجال العمل الوقفي» قال حسين بن يونس الأمين العام للأوقاف النيوزيلندية بالتعاون مع الأوقاف الأسترالية: إن مؤسسة الأوقاف النيوزيلندية مؤسسة خيرية تأسست عام 2011 ومقرها الرئيس في مدينة أوكلاند بنيوزيلاندا، وقد تبنت في نظامها الأساسي لائحة مؤسسة الأوقاف الوطنية بجنوب أفريقيا لريادتها في مجال تأسيس كيان ونظام للأوقاف بدولة غير إسلامية.
وتهدف المؤسسة إلى إرساء نظام الوقف وتفعيل دوره وإيجاد آليات ومؤسسات تقوم على التوظيف الأمثل لموارد مسلمي دول العالم الغربي الخيرية وربطها باحتياجات المجتمعات الإسلامية بطريقة علمية وعملية لتكون ذاتية الاكتفاء والعمل على حث مسلمي العالم الغربي على المساهمة المادية والبشرية في إنشاء أوقاف تخدم مجتمعاتهم وتخدم المسلمين في الدول الإسلامية الأقل حظا بتوفير المناخ والبيئة الحاضنة للمشاريع الوقفية.
إحياء سنة الوقف في تنمية المجتمعات
وفي ندوة بعنوان: «العمل الوقفي.. نظرة عن قرب» قدم ممثل الهيئة الشرعية التابعة للأمانة العامة للأوقاف د. خالد الصافي – ورقة عمل بعنوان: «إحياء سنة الوقف في تنمية المجتمعات»، أكد فيها أن الوقف هو الحجر الأساس الذي قامت عليه كل المؤسسات الخيرية في تاريخ حضارتنا الإسلامية حيث ساهم في نهضة المجتمعات الإسلامية، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سن الوقف لعامة المسلمين وخاصتهم كما وقف جمهور الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشار الصافي إلى أن الأوقاف في الحضارة الإسلامية امتازت بالتنوع والانتشار، موضحا أن النظام الوقفي كان دليلا على انفراد الحضارة الإسلامية بمثل هذا النظام الذي حقق للمسلمين ولغير المسلمين آليات متعددة لم يعرفها العالم من قبل للتكافل والتراحم ونهضة الحضارة الإسلامية.
تجارب عالمية في تنمية المجتمع
وفي حلقة نقاشية بعنوان: «تجارب عالمية في تنمية المجتمع» تناول ممثل دولة البوسنة (سنايدر زايموفيتش) تجربة المشيخة الإسلامية في البوسنة في ورقة عمل له تناول فيها تاريخ الأوقاف في دولة البوسنة ونشأتها ووضعها الراهن والتطلعات المستقبلية، مؤكدا أن الوقف له هدف تعبدي وخيري، وأنه حبس دائم للمتلكات أو لإيراداتها لصالح مستفيدين محددين أو لصالح أغراض محددة بغية اكتساب مرضاة الله تعالى، معتبرا أن مؤسسة الوقف مؤسسة اقتصادية واجتماعية تسهم في تحسين جودة حياة الفرد وتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا.
وعدد (زايموفيتش) المشروعات التي نفذتها وأنجزتها المشيخة الإسلامية في البوسنة وكذلك المشروعات التي يتم تنفيذها حاليا علاوة على المشروعات المستقبلية التي تنتوي المشيخة تنفيذها مثل إنشاء مسجد قالين حاج علي في سراييفو ومشروع تجديد مبنى الأوقاف في حي فراتسا في سراييفو وتنظيم دورة في الكويت لكوادر مديرية الأوقاف ومساعديها وإنشاء المستشفى التركي في سراييفو.
لاتوجد تعليقات