رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ د. صالح بن مقبل العصيمي 6 أغسطس، 2018 0 تعليق

الألعاب الإلكترونية وخطرها

مِنْ خِلَالِ التَّتَبُّعِ لِمَكَامِنِ الْخَطَرِ فِي الِإنْتَرْنِتِ، وَلاسيما فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالأَطفَالِ؛ لُوحِظَ اِنْتِشَارُ وَسَائِلِ التَّرْفِيهِ الْحَدِيثَةِ، وَلاسيما الأَلْعَابَ الإِلِكْتُرُونِيَةَ، ذَائِعةَ الصِّيتِ، يُزَاوِلُهَا الأَفرَادُ عَلَى اِخْتِلَافِ أَعْمَارِهِمْ وَأَجْنَاسِهِمْ لأَوْقَاتٍ طَوِيلَةٍ دُونَمَا كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ؛ حَيْثُ تَحْتَوِي عَلَى أَلْعَابِ الْقِتَالِ وَالْحُرُوبِ وَالْخَيَالِ الْعِلْمِيِّ، وَالرِّيَاضَةِ، وَالإِثَارَةِ، وَغَيْرِهَا، وَهَذِهِ الأَلْعَابُ لَهَا سَلْبِيَّاتٌ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا:

إِفْسَادُ الْعَقَائِدِ

     فَلَا تَكَادُ تَخْلُو لُعْبَةٌ مِنْ مُخَالَفَاتٍ شَرْعِيَّةٍ؛ فَتَجِدُ فِي بَعْضِ الأَلْعَابِ تَكْيِيفًا لِصُورَةِ الْخَالِقِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَمَعَ شِدَّةِ حُرْمَةِ تَكْيِيفِ الرَّبِّ-جَلَّ وَعَلا- إِلَّا أَنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يُصُوِّرُونَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِصُورَةٍ مُشَوَّهَةٍ؛ تَعَالَى اللُه عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا؛ فَهُوَ الْجَمِيلُ الَّذِي حَوَى صِفَاتِ الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، مُنَزَّهٌ عَنِ النِّدِّ وَالْمَثِيلِ وَالتَّعْطِيلِ وَالتَّكْيِيفِ.

     كذلك تَحْتَوِي هَذِهِ الأَلْعَابُ عَلَى تَدْنِيسٍ لِكِتَابِ اللهِ، وَاِمْتِهَانٍ لِمَقَامِ نَبِيِّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؛ حَيْثُ يُظْهِرُونَهُ بِأَشْنِعِ صُورَةٍ؛ لإِنْقَاصِ قَدْرِهِ، كَمَا يُسِيئُونَ لِصَحَابَتِهِ الْكِرَامِ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمِ، كَذَلِكَ اِنْتِشَارُ الأَصْنَامِ وَالصِّلْبَانِ فِي كَثِيرٍ مِنْ هَذِهِ الأَلْعَابِ؛ فَأَصْبَحَ مَنْظَرُ الصَّنَمِ وَالصَّلِيبِ مَأْلُوفًا مُسْتَسَاغًا وَمَقْبُولًا عِنْدَ اللَّاعِبِينَ، لَا يَمْتَنِعُ الطِّفْلُ عَنْ لِبْسِهِ، وَلَا يَأْنَفُ غَالِبًا مِنْ ذَلِكَ.

صُوَرِ النِّسَاءِ

لَا تَخْلُو لُعْبَةٌ فِي الْغَالِبِ مِنْ صُوَرِ النِّسَاءِ الْعَارِيَاتِ، وَشِبْهِ الْعَارِيَاتِ؛ فَمَنْ أَدْمَنَ مُشَاهَدَةَ هَذِهِ الأَلْعَابِ اِسْتَسْهَلَ اللِّبْسَ الْفَاضِحَ، وَالنَّظَرَ إِلَى الْعَارِيَاتِ.

الْحَرَكَاتِ الْمُثِيرَةِ لِلْغَرَائِزِ

تَرْبِيَةُ الأَطْفَالِ عَلَى تَقَبُّلِ الْحَرَكَاتِ الْمُثِيرَةِ لِلْغَرَائِزِ فِي أَثْنَاءِ اللَّعِبِ، وَلَمْسِ الشُّبَّانِ بَعْضِهِمْ لِعَوَرَاتِ بَعْضٍ فِي مَشَاهِدَ مُقَزِّزَةٍ مُنَفِّرَةٍ.

اِسْتِسْهَال تَعَاطِي الْمُخَدِّرَاتِ

     تَجِدُ فِي هَذِهِ الأَلْعَابِ اِسْتِسْهَالًا لِتَعَاطِي الْمُخَدِّرَاتِ مِنْ هِيرُوينَ وَحَشِيشٍ وَغَيْرٍهِمَا، وَإِيضَاحًا لِوَسَائِلِ الْحُصُولِ عَلَيْهَا، كَمَا أَنَّ فِيهَا تَحْسِينًا لِصُورَةِ شَارِبِي الْخُمُورِ؛ فَيُظْهِرُونَهُمْ بِصُوَرٍ مُغْرِيَةٍ، تُشَجِّعُ عَلَى الِاقْتِدَاءِ بِهِمْ، وَتُظْهِرُ حَيَاتَهَمْ كَأَنَّهَا أَسْعَدَ حَيَاةٍ، وَهُمْ بِالْوَاقِعِ مِنْ أَشْقَى النَّاسِ.

ِتَعَاطِي الْمُنَشِّطَاتِ

     تُغْرِي هَذِهِ الأَلْعَابُ بِتَعَاطِي الْمُنَشِّطَاتِ عِنْدَ مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ؛ وَتُهَوِّنُ مِنْ أَمْرِهَا؛ فَتُبْرِزُ اللَّاعِبَ الَّذِي يَتَعَاطَاهَا بِأَنَّهُ قَوِيُّ الْبِنْيَةِ؛ وَلَا يَشْعُرُ بِالتَّعَبِ عِنْدَ مُمَارَسَةِ الرِّيَاضَةِ، وَغَالِبُهُمْ لَا َيَعْرِفُ أَنَّهَا تُؤَثِّرُ عَلَى صِحَّتِهِ تَأْثِيرًا بَالِغًا. حَيْثُ تُضَخِّمُ هَذِهِ الْمُنَشِّطَاتُ عَضَلَةَ الْقَلْبِ، وَهَذَا هُوَ السِّرُّ فِي عَدَمِ التَّعَبِ، فَتُتْلِفُهَا -بَعْدَ ذَلِكَ- وَتُتْلفُ الْكُلَى وَالْكَبِدَ؛ دُونَ أَنْ يَحِسَّ بِهَا مُتَعَاطِيهَا إِلَّا بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ.

السُّبَابِ وَالشَّتَائِمِ

انْتِشَارُ السُّبَابِ وَالشَّتَائِمِ فِي هَذِهِ الأَلْعَابِ بِأَلْفَاظٍ عَرَبِيَّةٍ وَاضِحَةٍ، يَسْتَعْظِمُ الإِنْسَانُ الْعَاقِلُ النُّطْقَ بِهَا؛ فَيَتَرَبَّى الأَطْفَالُ عَلَى هَذِهِ الأَلْفَاظِ السَّيِّئَةِ نُطْقًا بِهَا وَتَقَبُّلًا لَهَا.

التَّهَوُّرُ وَالْمُغَامَرَةُ

     يَكْثُرُ فِي هَذِهِ الأَلْعَابِ: التَّهَوُّرُ وَالْمُغَامَرَةُ عِنْدَ قِيَادَةِ السَّيَّارَاتِ، وَقَطْعُ الإِشَارَاتِ، وَمُخَالَفَةُ الأَنْظِمَةِ؛ فَيَتَرَبَّى الصِّغَارُ عَلَى الاِسْتِهَانَةِ بِحَيَاةِ النَّاسِ، وَأَنْظِمَةِ الْمُرُورِ، وَالتَّمَرُّدِ عَلَى رِجَالِ الأَمْنِ، وَالْهُرُوبِ مِنْهُمْ عِنْدَ نِقَاطِ التَّفْتِيشِ، وَإِطْلَاقِ النَّارِ عَلَيْهِمِ، وَعَلَى دَوْرِيَّاتهمْ، ويعدون هَذِهِ الأَفْعَالَ قُوَّةً وَشَجَاعَةً؛ لِذَا فَإِنَّ الْفِرَقَ الضَّالَّةَ الْمُنْحَرِفَةَ عَنِ الْمَنْهَجِ السَّلِيمِ اِسْتَغَلَّتْ هَذِهِ الأَلْعَابَ أَسْوَأَ اِسْتِغْلَالٍ؛ فَنَجِدُ فِيهَا حَثًّا عَلَى قَتْلِ الْمُسْلِمِينَ فِي الَمَسَاجِدِ وَغَيْرِهَا، وَالْقَاتِلُ لَهُمْ يَهْتِفُ: اللهُ أَكْبَرُ! وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الشَّهَادَةِ، وَإِطْلَاقِ الْقَذَائِفِ وَالرَّصَاصِ عَلَى مَنْ بِالْمَسْجِدِ.

الْعُنْفِ وَالْعَدَاءِ

     تُنَمِّي هَذِهِ الأَلْعَابُ رُوحَ الْعُنْفِ وَالْعَدَاءِ، وَحُبَّ الِانْتِقَامِ، فِي لَاعِبِيهَا، وَالْقَتْلَ بِأَنْوَاعِه جميعاِ، وَتَقْطِيعُ الأَجْسَادِ بِشَكْلٍ مُخِيفٍ بِاِسْتِخْدَامِ: الأَسْلِحَةِ، وَالسَّكَاكِينِ، وَكُلِّ أَدَوَاتِ الْقَتْلِ. وَلِذَا نَجِدُ أَنَّ مَنْ يَنْضَمُّونَ إِلَى الْفِرَقِ الضَّالَةِ الْمُنْحَرِفَةِ يَسْتَهِينُونُ بِالْقَتْلِ، وَيَقْتُلُونَ خُصُومَهُمْ بِأَبْشَعِ قِتْلَةٍ، وَأَفْظَعِ وَسِيلَةٍ؛ دُونَمَا رَادِعٍ مِنْ: دِينٍ، أَوْ عَقْلٍ، أَوْ عُرْفٍ.

سَرِقَةِ الأَمْوَالِ

تَرْبِيَةُ الأَطْفَالِ عَلَى سَرِقَةِ الأَمْوَالِ وَالسَّيَّارَاتِ، وَتَعْرِضُ لَهُمْ حِيَلًا وَطُرُقًا مُبْتَكَرَةً للسَّرِقَةِ؛ تُغْرِي الشَّبَابَ بِتَنْفِيذِهَا، إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَاِب الْحَاجِةِ لِلْمَالِ، فَمِنْ بَابِ إِظْهَارِ الشَّجَاعَةِ وَالإِقْدَامِ.

الْعُزْلَةِ وَالاِنْطِوَاءِ

تُنَمِّي هَذِهِ الأَلْعَابُ رُوحَ الْعُزْلَةِ وَالاِنْطِوَاءِ عِنْدَ الأَطْفَالِ؛ فَالطِّفْلُ يَسْتَغِنِي بِهَا عَنْ رِفْقَتِهِ؛ لأَنَّهُ يَلْعَبُ مَعَ هَذِهِ الأَلْعَابِ لِوَحْدِهِ؛ فَيَتَرَبَّى عَلَى الاِنْطِوَاءِ وَالْعُزِلَةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ.

أَصْدِقَاءُ السُوءٍ

     يَتَعَرَّفُ مِنَ خِلَالِهَا الأَطْفَالُ عَلَى أَصْدِقَاءَ مِنْ خِلَالِ اللَّعِبِ مَعَهُمْ عَنْ بُعْدٍ، وَغَالِبُهُمْ أَصْدِقَاءُ سُوءٍ؛ حَيْثُ يَتَحَرَّى بَعْضُهم اللَّعِبَ مَعَ الْغِلْمَانِ، وَيُغْرُونَهُمْ بِإِهْدَائِهِمْ أَلْعَابًا أَوْ أَسْلِحَةً أَوْ مَالًا، وَيَتَوَاصَلُونَ مَعَهُمْ عَبْرَ مَوَاقِعِ الاِتِصَالِ الْإِلْكْتُرُونِيَّةِ، ثُمَّ يَبْتَزُّونَهُمْ دُونَ مَعْرِفَةِ الآبَاِء عَنْ ذَلِكَ، فَهُتِكَتْ أَعْرَاضُ بَعْضِهِمْ دُونَ عِلْمِ وَالِدِيهِمْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ!

آثَار صِحِيَّةً وَخِيمَةً

     أَوْرَثَتْ هَذِهِ الأَلْعَابُ آثَارًا صِحِيَّةً وَخِيمَةً؛ مِنْهَا: ضَعْفُ الْبَصَرِ عِنْدَ عَدَدٍ لَا يُسْتَهَانُ بِهِ مِنَ الأَطْفَالِ؛ مِنْ جَرَّاءِ التَّرْكِيزِ الشَّدِيدِ عَلَى الشَّاشَةِ، مَعَ تَقَوُّسِ الظَّهْرِ وَالْعَمُودِ الْفِقَرِيِّ. كَمَا أَوْرَثَتْ اِضْطِرَابًا فِي الأَعْصَابِ عِنْدَ فِئَةٍ مِنَ الأَطْفَالِ، وَتَوَتُّرًا دَائِمًا؛ بِسَبَبِ التَّرْكِيزِ الشَّدِيدِ أَثْنَاءِ اللَّعِبِ. وَسَبَّبَتْ إِيذَاءً نَفْسِيًّا لِكَثِيرٍ مِنَ الأَطْفَالِ؛ مِنْ جَرَّاءِ الْمَنَاظِرِ الْمُرْعِبَةِ الْمُخِيفَةِ أَثْنَاءِ اللَّعِبِ.

الدَّعَاوَى الْقَضَائِيَّةِ

     وَلِذَا نَجِدُ الْغَرْبَ، مَعَ أَنَّهُمْ مَنْ أَسَّسَ هَذِهِ الأَلْعَابَ؛ إِلَّا أَنَّهُمْ مَعَ ذَلِكَ يَتَتَابَعُونَ بِرَفْعِ الدَّعَاوَى الْقَضَائِيَّةِ ضِدَّ مُنْتِجِي هَذِهِ الأَلْعَابِ؛ لآثَارِهَا السَّيِّئَةِ عَلَى أَبْنَائِهِمْ، وَيَحِدُّونَ مِنْ اِنْتِشَارِهَا؛ فَهَلْ هُمْ أَحْرَصُ عَلَى أَبْنَائِهِمْ مِنَّا على أبنائنا؟! لَا وَاللهِ. فَلَابُدَّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ هَذِهِ الأَلْعَابِ أَصْبَحَتْ عِنْدَ بَعْضِ الأَطْفَالِ حَاجَةً أَسَاسِيَّةً، وَمَظْهَرًا مهما مِنْ مَظَاهِرِ سُلُوكِهِمْ؛ فَهِيَ لَمْ تَعُدْ وَسِيلَةً لِقَضَاءِ وَقْتِ الْفَرَاغِ؛ بَلْ أَصْبَحَتْ وَسِيلَةً تَرْبَوِيَّةً تَفُوقُ الْمَدْرَسَةَ وَالْبِيْتَ، وَتُسَاهِمُ فِي نُمُوِّ الشَّخْصِيَّةِ وَالتَّرْكِيبِ الصِّحِيِّ، فَأَثَرُهَا خَطِيرٌ جدا عَلَى أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ؛ لِذَا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهَا.

أَسْبَابِ وَلَعِ الأَطْفَالِ

     إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ وَلَعِ الأَطْفَالِ بِهَذِهِ الأَلْعَابِ الْغَفْلَةُ مِنَ الآبَاءِ عَنْ أَطْفَالِهِمْ، أَوْ عَدَمُ مَعْرِفَةِ بَعْضِهِمْ بِخَطَرِهَا؛ لِذَا نَجِدُ بَعْضَ الآبَاءِ يَطْمَئِنُّ عِنْدما يجد ابنه يزاولهَا؛ بِظَنِّهِ أَنَّها تُثَقِّفُهُ، وَتُنَمِّي قُدُرَاتِهِ، وَتَحْمِيهِ مِنَ الاِخْتِلَاطِ بِرِفْقَةِ السُّوءِ، وَمَا عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ أَسْلَمَهُ لأَشَرِّ رِفْقَةٍ، وَأَضَرِّهَا عَلَى دِينِهِ وَخُلُقِهِ وَصِحَّتِهِ.

رِقَابَةٍ الآبَاءِ

     لَابُدَّ مِنْ رِقَابَةٍ لِلآبَاءِ عَلَى أَوْلَادِهِمْ بِلُطْفٍ وَرَحْمَةٍ، بَعِيدًا عَنِ الرَّخَاوَةِ وَالضَّعْفِ وَالْحِجَجِ الْوَاهِيَةِ الْبَارِدَةِ؛ كَمَنْ يَقُولُ: أَخْشَى أَنْ أُحَطِّمَهُ إِذَا رَاقَبْتُهُ. سُبْحَانَ اللهِ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ إِذَا لَمْ تُرَاقِبْهُ؛ فَأَنْتَ لِلشَّيْطَانِ تُسْلِمُهُ؟ فَتُدَمَّرَهُ وَتُهْلِكَهُ، فَهَلْ حَقًّا تَخْشَى أَنْ تُحَطِّمَهُ فَتُهْمِلَهُ؟ أَمْ أَنَّكَ تَتَعَلَّلُ لاِنْشِغَالِكَ عَنْهُ بِعِلَلٍ تُقْنِعُ بِهَا نَفْسَكَ فَقَطْ؟

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك