رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 1 سبتمبر، 2014 0 تعليق

الأقليـة المسلمة فـي سويسرا


سويسرا دولة اتحادية صغيرة المساحة، تتكون من اثنتين وعشرين مقاطعة (canton)، أعلنت بها الجمهورية في سنة (690هـ - 1291م)، وبرغم صغر مساحتها اتبعت نظام الحياد، وهذا أكسبها احترام دول العالم وجنبها مشكلات الحروب، ويعد الإسلام أحد أبرز الديانات في سويسرا، ويبلغ سكان سويسرا حوالى 7.8 مليون شخص، عدد المسلمين في سويسرا حالياً قد يناهز 400.000 أربعمائة ألف شخص، أي ما يمثل 4.3% من مجموع السكان استناداً لإحصائيات سنة 2010.

كيف وصل الإسلام إلى سويسرا؟

     كانت هناك بداية مبكرة لوصول الإسلام إلى قلب أوروبا، فلقد أسس بعض البحارة الأندلسيين المسلمين دولة في جنوبي فرنسا، وغزوا الأراضي الواقعة إلى شمالهم، ففي سنة (321هـ - 939م) وصلوا إلى بلدة (سان غال) في سويسرا، وأرسلوا الحملات إلى المنطقة التي تشغلها سويسرا حاليا وذلك لتأمين الأندلس، وبنوا أبراجا في أماكن متعددة في جبال الألب، وبقي قسم من هذه الجبال تحت سيطرة العرب، وكانت تصلهم الإمدادات من البحر، وقد بعث (أوتون) إمبراطور ألمانيا سفارة في شأن هؤلاء إلى (عبد الرحمن الناصر) خليفة الأندلس، وبعد سقوط الأندلس هاجر عدد من المسلمين فرارا من الاضطهاد الديني إلى أودية جنوب سويسرا، وأقاموا بها، وسكان هذه المنطقة يدعون أنهم من أصل عربي، غير أن هذه الجماعات اندمجت في المجتمعات المحيطة بهم.

     ووصلت سويسرا هجرات إسلامية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، فلقد لجأت إليها أقلية مسلمة بعد الحرب العالمية الثانية، ونتيجة لجهود بعض الدعاة اعتنق عدد من السويسريين الإسلام، ومن أوائل من دخل في الإسلام الشاعر السويسري (فريشيوف شوون) صاحب ديوان (الليل والنهار)، وقبل إسلامه كان ملتحقا بدير فرنسي للرهبان، ثم انتقل إلى الجزائر، وبها اعتنق الإسلام ثم عاد إلى سويسرا، وهناك قام بمهمة الداعية المسلم، فأسلم على يديه عدد من السويسريين، وأخذ عدد المسلمين يتزايد في سويسرا نتيجة الهجرة إليها، أو استيطان بعض المسلمين بها، وكان عدد المسلمين بسويسرا في سنة (1371هـ - 1951م) يقدر بألفين، وتضاعف مرات عدة خلال عشرين عاما.

ثم بدأ تكاثف المسلمين في سويسرا منذ سنة 1970 نتيجة الموافقة على التجمع العائلي، فقد كان عددهم  16 ألف عام 1970م، وارتفع ارتفاعا ملحوظاً سنة 1980م ليصل إلى 56 ألف، ثم إلى 152 ألفا سنة 1990م، و310 ألف سنة  2000م.

     حيث قصد العديد من المسلمين سويسرا في العقود الثلاثة الأخيرة لأسباب عدة أهمها اللجوء السياسي و الإنساني للهرب من أنواع مختلفة من الاضطهاد في بلدانهم الأم، كما أن الجامعات السويسرية تمثل قبلة أساسية لآلاف الطلبة المسلمين، فضلا عن رجال الأعمال القادمين من مختلف البلدان الإسلامية.

المراكز أو الجمعيات التي تخدم المسلمين

     يوجد عدد كبير من المؤسسات الإسلامية يصل إلى 28 مؤسسة وهيئة موزعة على المدن السويسرية أغلبها في جنيف؛ حيث يوجد العديد من هذه المؤسسات، منها مؤسسة الثقافة الإسلامية في الغرب، وجمعية صوت الإسلام، والمركز الإسلامي، والمركز الثقافي الإسلامي، والمعهد الإسلامي في جنيف، والمؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، ومؤسسة الثقافة الإسلامية، ويوجد بعض المؤسسات في زيورخ، وفي برن، وبعض هذه المؤسسات تعليمية أو فروع ملحقة بالجامعات السويسرية.

     لكن أكبر هذه المؤسسات وأهمها وأبرزها هو (مجلس الشورى الإسلامي)الذي ذاع صيته بدفاعه المستمر عن حقوق المسلمين وتنظيمه على مدار السنة لأنشطة و مؤتمرات ضخمة بجودة عالية من الاحترافية تتوازى مع الأحداث التي ينظمها غير المسلمين في سويسرا، وقد ذكر التقرير حول المنظمات الإسلامية في أوروبا أنه المنظمة الأولى الوحيدة في سويسرا التي تمارس تأثيراً مهماً لهذه الدرجة وتستقطب عدداً ضخماً من المسلمين.

وعلى الرغم من ذلك ليس هناك إلي الآن اتحاد يجمع كل المنظمات الإسلامية، لكن هناك  محاولات كبيرة أن يتحقق هذا الاتحاد و يتجمع كل المسلمين أمة واحدة متجانسة.

تمثيل المسلمين في البرلمان أو المؤسسات الحكومية:

للأسف ليس هناك أي تمثيل للمسلمين في البرلمان أو الحكومة السويسرية؛ لذلك فحقوقهم مهدرة على جميع المجالات.

المساجد:

     يوجد في سويسرا مسجدين فقط، أحدهما في زيورخ والآخر في جنيف. إلا أن هناك نحو 120 مصلى في مختلف أرجاء البلاد، ونحو 100 مصلى غير رسمي. وقد رفض مجلس مدينة برن عام 2007 خطط بناء أحد أكبر المراكز الثقافية الإسلامية في المدينة. كما أن هناك مبادرات سياسية حالية من بعض اليمينيين تستهدف منع بناء أي مآذن لأي مساجد مستقبلية.

أبرز التحديات التي تواجه المسلمين:

     إن من أبرز التحديات التي تواجه المسلمين في سويسرا، ظاهرة الإسلاموفوبيا وهي الخوف من الإسلام الذي تفشى سريعا في البلاد خلال السنوات الأخيرة وقد نتج عنه العديد من المشكلات الأخرى كإقصاء النساء المتحجبات في المجتمع عبر منعهن من ارتياد المدارس أو ممارسة أي نشاط آخر، والتمييز الذي يعاني منه المسلمون في التوظيف، وحظر النقاب في الأماكن العمومية وكذلك الجدل الدائر في الرأي العام حول بناء أو تعديل مقار المراكز الإسلامية، ورفض بناء مآذن رمزية الشكل لها، وصعوبة الحصول على تأشيرات دخول للدعاة والعلماء من الخارج.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك