رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 10 أغسطس، 2014 0 تعليق

الأقلية المسلمة في جامو وكشمير

تقع (جامو وكشمير) في أقصى شمال غرب شبه القارة الهندية الباكستانية، وإلى الجنوب من عقدة (البامير) الجبلية، وتحيط الصين بكشمير من الشمال والشرق والباكستان من الغرب، والهند من الجنوب وأفغانستان من الشمال الغربي، وقسمت الآن إلى قسمين، ثلثها تقريبا يخضع لإدارة الباكستان، والقسم الثاني ويقدر بثلثيها أعلنت الهند ضمه إليها، وكشمير في حقيقة الأمر ولاية إسلامية، فالمسلمون بها أغلبية لا أقلية، ونسبة المسلمين بها تصل إلى أكثر من 80%.

     ظهرت مشكلة كشمير غداة استقلال الهند والباكستان في سنة 1367 هـ - 1947م، وكان يحكم (جامو وكشمير) مهراجا من الهندوس، وعندما تم تقسيم شبه القارة الهندية إلى دولتين رفض المهراجا الذي كان يحكم كشمير الانضمام إلى الهند أو الباكستان، ومن ثم ثار المسلمون مطالبين بالانضمام إلى الباكستان، فهرب حاكم كشمير إلى الهند وطلب تدخلها لحمايته، ورأت الباكستان من واجبها إرسال وحدات من قواتها لتحمي المسلمين في كشمير، ونشبت الحرب بين الدولتين، وتدخلت الأمم المتحدة لحل المشكلة في سنة 1369 هـ - 1959م، وتوقف إطلاق النار وتجمد الوضع على ما كان عليه قبل الهدنة، وبقيت الأجزاء التي سيطرت عليها كل دولة تحت نفوذها، وأعلنت الهند في سنة 1376 هـ - 1956م أن القسم الذي استولت عليه جزء من أرض الهند ورفضت باكستان ذلك، ولم تصل الأمم المتحدة إلى حل، وتجدد النزاع في سنة 1385 هـ - 1965م، وتدخلت الأمم المتحدة من جديد، وتجمد الوضع على ذلك، وتسيطر الهند على ثلثي أرض كشمير، وتدير الباكستان الباقي باسم (كشمير آزاد) أي كشمير الحرة.

     السكان: في إحصاء 1401هـ - 1981م سكان (كشمير وجامو) 5.9 ملايين نسمة في القطاع الخاضع لإدارة الهند، وأكثر من 3 ملايين في المنطقة الخاضعة لإدارة باكستان، ويقدر عددهم بحوالي 10 ملايين في القطاعين، وأكثر من ثلاثة أرباع السكان يعتنقون الإسلام، ويتكون المسلمون من قبائل السيخ، والسند والمغول والباتان، ويشكل الهندوس أقل من ربع السكان ومعظمهم من قبائل (بانديت وربيئي)، ويبلغ عدد المسلمين في كشمير وجامو حوالي 10 ملايين نسمة بما في ذلك القطاع الباكستاني، ففي القطاع الهندي 6.500.000 مسلم، وفي القطاع الباكستاني حوالي 3.500.000 نسمة، وعدد المسلمين في القطاعين حوالي 8.000.000 مسلم.

-  كيف وصل الإسلام إلى كشمير؟

- من الصعب تحديد بداية وصول الإسلام إلى كشمير، وليس من المعقول أن ينتشر الإسلام مبكرا إلى شمالها في منطقة التركستان الشرقية؛ حيث وصل الإسلام إلى (كاشغر) في نهاية القرن الأول الهجري، كما وصل إلى جنوبها في منطقة حوض السند والبنجاب في وقت معاصر، لهذا تأثرت كشمير بوجود الإسلام في جنوبها وشمالها، فلقد سجلت الأحداث إسلام ملك كشمير في مستهل القرن الثامن الهجري على يد داعية مسلم هو (بلبل شاه)، وبعد أن أعلن ملك كشمير إسلامه سمي بصدر الدين، وتذكر بعض المصادر أن الإسلام وصل كشمير في القرن الرابع الهجري.

وبعد أن استقر الإسلام بكشمير خضعت لحكم أباطرة المغول المسلمين الذين حكموا الهند، وصارت كشمير جزءا من الإمبراطورية المغولية الإسلامية في الهند، وذلك منذ سنة 740هـ.

     ولما ضعفت الدولة الإسلامية في الهند، سيطر السيخ على كشمير في القرن 13هـ، فغزاها المهراجا (رانجيت سنك) في سنة 1224هـ، وعندما بدأ النفوذ البريطاني يستشري في الهند، وبسط نفوذه على كشمير وأبقى على حكم المهراجا (كولاب سنك) في كشمير نظير 7.500.000 روبية يدفعها للحكم البريطاني، لمدة مائة عام، ووقعت معاهدة (أمريتسار) في سنة 1263هـ بين الطرفين، وظل حكم كشمير في أيدي أسرة (كولاب سنك)، وقبل استقلال الهند كان يحكم كشمير المهراجا هاري سنك.

     وظل المسلمون في كشمير يخضعون لحكام مستبدين طيلة قرن كامل، وكان هؤلاء من الهندوس؛ لذا تعرض المسلمون لتحديات عقائدية في عهد أسرة (سنك)، وفرضت القيود على عقيدتهم، وأمام هذا التحدي ألف المسلمون حزبين للنضال ضد تحدي الهندوس:، حزب المؤتمر الإسلامي ورأسه تشودي غلام عباس، وحزب المؤتمر الوطني ورأسه (الشيخ محمد عبدالله)، وتدخلت الهند في غزو عسكري لكشمير، وهذا أعطى باكستان حق التدخل لحماية المسلمين فيها، وسبقت الإشارة إلى نتائج هذا الوضع، وكان سكان كشمير يكتبون لغتهم بحروف عربية منذ أوائل القرن الخامس الهجري وحتى بداية الاستعمار البريطاني.

     ودعا مؤتمر العالم الإسلامي جميع الدول المحبة للسلام والعدالة في العالم إلى بذل الجهد لضمان الحقوق المشروعة للمسلمين في كشمير وجامو على أساس قرارات الأمم المتحدة التي وافقت عليها كل من الهند وباكستان، كما قدمت رابطة العالم الإسلام في مذكرتها لمؤتمر القمة الإسلامي الثالث بمكة المكرمة، قدمت دعوة للملوك والرؤساء المسلمين لبذل مساعيهم في الأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها الخاصة بكشمير وجامو، على أن يقرر الشعب مصير هذا البلد، وذلك بإجراء استفتاء حر.

وهناك مخطط هندوسي يستهدف محاربة الإسلام في كشمير، ويبني هذا المخطط أسلوبه على:

1- تغيير مناهج التعليم في كشمير.

2- نشر الإباحية بين الشباب المسلم.

3- تشجيع الزواج بين الهندوس والمسلمين.

4- إباحة شرب الخمور.

     ولهذا أخذ المسلمون في مقاومة هذا التحدي فكوّنوا الجبهة الإسلامية الموحدة، وقتل الهندوس في أشهر عدة 5 آلاف مسلم وجرحوا 6 آلاف، وسجنوا 12 ألفا، وأدت هذه الأحداث إلى اشتباك بين الهند والباكستان على خط الحدود في 15/5/1990م، وارتكب حاكم كشمير مذبحة أثناء تشييع جنازة الزعيم المسلم المرحوم محمد فاروق فأطلق جنوده النار على المشيعين في 21/5/1990م وقتلت قواته أكثر من 50 مسلمًا.

الهيئات الإسلامية في (جامو وكشمير) تتمثل المنظمات فيما يلي:

1- الجماعة الإسلامية بجامو وكشمير.

2- جمعية الطلبة الإسلامية بولاية جامو وكشمير.

3- جمعية الطالبات المسلمات بولاية جامو وكشمير.

4- جمعية الطلبة العرب بولاية جامو وكشمير.

5- جمعية اتحاد العلماء والمشايخ بولاية جامو وكشمير.

6- جمعية الأساتذة بولاية جامو وكشمير.

7- جمعية السيدات بولاية جامو وكشمير.

8- دائرة الأصدقاء الإسلامية بولاية جامو وكشمير.

متطلبات الجالية المسلمة

لقد اجتمع المسؤولون في هذه المنظمات وقاموا بوضع خطة خمسية للدعوة الإسلامية والعمل الإسلامي في جامو وكشمير، وتشكلت لجنة من ممثلين لهذه الجمعيات واختارت 30 مسجدا موزعة على أنحاء جامو وكشمير ومناطق اللاجئين، لتكون مراكز لنشاط الدعوة الإسلامية، ومن أبرز متطلبات العمل الإسلامي في جامو وكشمير:

1- الوقوف في وجه الهندوس لتغيير منهج التعليم الإسلامي.

2- مقاومة الدس والتخريب من جانب الهندوس للشباب المسلم.

3- منع الزواج المختلط.

4- الدعم السياسي والعادي من العالم الإسلامي.

الجبهة الإسلامية الموحدة

أمام الأحداث المؤلمة التي تمر بها جامو وكشمير، اقتضى الأمر توحيد الهيئات الإسلامية في هيئة واحدة، هي الجبهة الإسلامية المتحدة، وذلك للحفاظ على الشخصية الإسلامية لمواجهة تحديات الهندوس، وللمطالبة بحقوق المسلمين، وتضم الجبهة أكثر من 10 أحزاب وهيئات سياسية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك