رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 30 سبتمبر، 2013 0 تعليق

الأقصى يصرخ.. فهل من مجيب؟!

     الأقصى أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه المسجد الأقصى ومكان أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء والرسل جميعا، وقد فتحها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه دون أن تراق فيها قطرة دم، ووقّع مع بطريركها (صفرونيوس) وثيقة الأمن والسلام: (العهدة العمرية)، وحررها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين وحرّر مسجدها الذي يعدّ من المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال.

     لقد أجرمت الجماعات اليهودية اليمنية المتطرفة بالمسجد الأقصى وعاثت فيه فساداً: من حرق وتدمير وإنشاء مدن وجسور تحتية مما عرّضه للخطر، ومنع المصلين من أداء الصلاة فيه، وهجّروا المسلمين من جواره وغيروا وبدلوا واستولوا على الأراضي والبيوت.

     وأعلنت الجماعات المتطرفة أنها تريد هدمه لبناء الهيكل المزعوم وقد أخذوا حكما قضائيا لاقتحامه،والدخول فيه.. وقد تم القبض أكثر من مرة على تلك الجماعات وحمى الأمن المحتل تلك الجماعات لتقوم بالاشتباكات المسلحة مع المسلمين وتعددت محاولاتهم.

     وهذه مخالفة لما جرى عليه الاتفاق بين الدول الإسلامية، ومخالفة للقانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، واتخذ اليهود الإجراءات لطمس معالم القدس الحضارية العربية والإسلامية بهدم البيوت ومصادرة الأراضي وعدم السماح بالترميم أو البناء، فهدمت حارة المغاربة والمساجد الأثرية والمقابر وحارة الشرف، وهدمت المساجد والمدارس، وأقاموا جدار الفصل العنصري لعزل القدس عن المدن والتجمعات السكانية، وفي 21 /8 /1969 أقدم سائح صهيوني (مايكل دينيس) على إحراق منبر صلاح الدين وأعاقت سلطات الاحتلال عمليات الإطفاء وتباطأت في تقديم أية تسهيلات لإخماد الحريق.

     وفي 2 /3 /1982 وفي 10 /7 /1986 أقلع طيار من سلاح الجو الإسرائيلي بطائرته المزودة بالصواريخ مستهدفا المسجد الأقصى ولكن الله سلم وأوقفته طائرات من سلاح الجو.

     وارتكب المجرم الصهيوني (هارني جولد مان) جريمة في اقتحام مسجد قبة الصخرة وأطلق النار على المصلين واستشهد عدد من المصلين في 11 /4 /1982م.

     وحفروا نفقا تحت المسجد في 24 /9 /1986 بأمر من رئيس حكومة الصهاينة (بنيامين نتن ياهو)، وقام شارون المجرم بتدنيس الأقصى عام 28 /9 /2000 فثار أهل فلسطين في انتفاضة شاملة وقتل منهم العشرات.

     أعتقد أن على الأمة الإسلامية حكاما ومحكومين وعلماء ومحامين ودبلوماسيين إعادة طرح الموضوع إعلاميا وقضائيا وفي المؤتمرات حتى يوقف الصهاينة تلك الاعتداءات الجائرة، وفتح مجال لإعادة البناء ليرجع في حضن الأمة الإسلامية تحت إشراف الوقف ويتبع منظمة العالم الإسلامي على سبيل المثال.

 سوريا مازالت تنزف

     الدماء العربية الإسلامية ما زالت تنزف بتفجيرات وتمثيل وقتل وإبادة في سوريا وفي العراق، وفي المساجد والأسواق، فضلاً عن الإعدامات في إيران والإبادة في بورما، وطائرات دون طيار تبيد الباكستانيين في وزيرستان، ودماء تراق في الفلبين واليمن وغيرها من البلدان.

     الأمة تحتاج إلى وقفة من قبل العلماء، فضلاً عن التوعية الإعلامية، وعلى وزارات الأوقاف والمصلحين أن يهبوا لتعرية المجرمين، لوضع حد لهذا النزيف.. ففي الحديث: «لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم». وفي الحديث: «زوال الكعبة حجراحجرا أهون عند الله من قتل مسلم»، وغيرها الأحاديث التي تبين أنها كبيرة من الكبائر.

     ولا بد من تحرك لإخراج قرارات ملزمة ونداءات ولجان وقوات حفظ السلام؛ عسى ربي أن يرحم الجميع ويشفي مرضى المسلمين ويحرر ديار المسلمين من الأعداء.. والحمدلله رب العالمين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك