الأسرة المسلمة – 1246
وصايا نبوية للزوجة المسلمة
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»، أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - المرأة المسلمة في هذا الحديث بوصايا عدة؛ حتى تفوز بجنة ربها :- المحافظة على الصلاة، لأن الصلاة من أعظم العبادات التي أوجبها الله على عباده، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي عماد الدين، ولا تسقط بأي حال عن الرجل والمرأة، جاء في الحديث الصحيح: «من حافظ عليها، كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة».
- صوم رمضان، وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: 183)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه».
- حفظ الفرج، قال -تعالى-: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (النور:31)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه، أضمن له الجنة».
- طاعة الزوج؛ لأن للزوج مكانة عظيمة، كما قال -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (النساء: 34)، فالزوجة الصالحة من حافظت على بيتها، وصانت فرجها، وأطاعت زوجها في المعروف، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: كل ودود ولود، إذا غضبت، أو أسيء إليها، أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى».
صلاح الزوجة هو التجارة الرابحة
إذا كانت طاعة الزوج سبيلا لدخول الجنة، فإن صلاح الزوجة هو التجارة الرابحة، فبعد افتراض الزكاة، جاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أي المال نتخذ؟ فقال: «ليتخذْ أحدكم قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة»، قال المباركفوري: «أي: تعينه على دينه، بأن تُذكره الصلاة والصوم، وغيرهما من العبادات، وتمنعه من سائر المحرمات».دور المرأة لا يسده غيرها
للمرأة دور لا يسده غيرها، ولا يملؤه سواها، فهي المربية الناصحة، والرأي الحصيف، وهي لزوجها السند المتين، ولأسرتها الركن الركين، والحنان المتدفِّق والرحمة الغامرة، فقدها لا يعوض، بل يهز كيان الأسرة، وغيابها عن أدائها رسالتها لا يضعف الأسرة فحسبُ، بل يزعزع دعائم المجتمع وأركانه.الزوجة شريكة الحياة والمسؤولية
الزوجة شريكة الحياة والمسؤوليَّة، وقادرة -بما حبَاها اللهُ من عقل وقلب وعاطفة- أن تُقدِّم رأيًا، وقد حمَّلَها الشرعُ مسؤوليَّةً في إدارة البيت ورعاية الزوج والولد، وهذا يقتضي المشارَكةَ في القرار، وإبداء الرأي، وسماع رأيها واحترامه وتقديره، فإذا اختلَفَا فالقرار الفصل للزوج، وله حق الطاعة بالمعروف، وليست الطاعة المطلقة، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف»، ووصف الرجولة يوحي بأهمية أن يكون قائد الأسرة رجلًا يتحلى بصفات الرجولة، رجاحة العقل، الحكمة، سعة الصدر، بعد النظر، القدرة على الحوار، استيعاب أفراد الأسرة، ماهرًا في إدارة المشكلات.من معكرات صفو الحياة الأسرية
هناك أمور تُعكِّر حياةَ الأسرة، بل قد تُفسِدها وتُعرِّضها للدمار، ومن أهم هذه المعكرات عدم الشعور بالمسؤولية من قِبَل الزوجين كليهما؛ فكثير من الزوجات لا يَشعرنَ بمسؤوليتهن التي قرَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها»، فهؤلاء الزوجات يُطالِبن الزوجَ بأداء معظم الواجبات، من الإنفاق على البيت، وهو واجب عليه وحده ضِمن قُدرته، ويُطالِبنه أيضًا بالإشراف على دراسة الأولاد، وتربيتهم، وطعامهم، وبحل المشكلات كلِّها التي تَعرِض للأسرة، ولا يشعُرنَ بأن المسؤولية مشترَكة، وهناك حالات نرى الأزواجَ لا يشعرون بمسؤوليتهم في شؤون الأسرةِ، فترى الزوج مُهمِلا في القيام بواجباته نحو أسرته، من جوانب الإنفاق، والتربية، والتوجيه، والرعاية الصحية، وما إلى ذلك، ويُلقي ذلك كلَّه على الزوجة، والحق أن المسؤولية مشترَكة بين كلا الزوجين، ولابد من حمْل كل منهما بعض الأعباء، حتى يَخِف الحملُ على كل منهما، وهذا يُحقِّق التفاهمَ والسعادة.قوامة الرجل تشريفٌ وتكليف
قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}(النِّسَاءِ: 34)، القوامةُ ولايةٌ تَمنَح الزوجَ حقَّ القيام على شؤون الأسرة وتدبيرها، فهو أمينٌ على الأسرة، يتولَّى أمرَها، ويحميها، ويقوم على مصالح الزوجة والأولاد، بتأمين المأكل والملبس والمسكن والنفقة، ويتعاهد زوجَه وأسرتَه بالتعليم والرعاية، فهذه القوامة تشريفٌ للرجل وتكليفٌ، وزيادةُ مسؤولياتٍ وأعباء، ومِنَ الزلل التمردُ على منصب القوامة، ومنازَعة الرجل ما كلَّفَه اللهُ به.أسس بناء الأسرة المسلمة
الحياة الأسرية مبناها على المودة، والألفة، والرحمة، والتفاهم، لكن قد يعكِّر صفوها، ويكدِّر حياتها أمورٌ عارضة للطبيعة الأسرية، والمشكلات الأسرية أمر جبلِّيٌّ لا تخلو أسرة منها، وسرعان ما تزول وتتلاشى المضارُّ بزوال سببها، إذا عُولجت بحكمة وصبر وتغافل عن الهفوات والزلَّات، وشريعة الإسلام تحرص على بناء صرح الأسرة القوية المتماسكة الجادة المتعاونة؛ لكونها اللَّبِنة الأولى للمجتمع؛ فالزوج والزوجة، والأولاد والأحفاد يعملون بجدٍّ ونشاط، لتحقيق الأهداف التي أرادها الإسلام من الأسرة، ومنها: مد المجتمع ببناة الجيل الصالح، الذي منه تتكون الأمة القوية الناجحة.أخطاء تتساهل فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها كثير من النساء في عصرنا الحاضر، ولا سيما مع تطور وسائل التواصل الحديثة، جلوس العديد من النساء ربما لساعات، وانشغالها عن خدمة زوجها وتربية أولادها، وتنظيم بيتها، وبدلًا من أن تكون هذه الوسائل نعمةً يُسخِّرها الإنسان في الخير، ويستخدمها في المعروف، أضحت في كثير من الأحيان نقمةً وبلاءً على الأسر الإسلامية؛ فلتحذر المرأة المسلمة من الوقوع في مصيدة هذه المواقع! فتضيع نفسها وتضيع أسرتها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «كفى بالمرءِ إثمًا أن يُضَيِّعَ من يقوتُ».خير نساء العالمين
قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «كمل من الرجال كثيرٌ، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وإن فضل عائشة على النِّساء كفَضل الثريد على سائر الطعام»، ومعنى الكمال التناهِي والتمام، والكمال المطلق لله خاصّة، وأكمل نوع الإنسان الأنبياء ثم يَليهم الأولياء من الصِّدّيقين والشهداء والصالحين، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، وخديجة بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خُويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون».
لاتوجد تعليقات