الأسرة المسلمة – 1243
أهمية العلم بسِيَر أمهات المؤمنين
إن أهمية العلم بسير أمهات المؤمنين، اللاتي طهرهن الله واختصهن بمكانة عالية، ليكنّ مدارس للتربية والفضيلة، ومنارات هادية للأخلاق والقيم الإسلامية، تكمن في نقلهن لأجيال المسلمين الحكمة النبوية والأخلاق الحميدة من خلال عيشهن في بيت النبي الكريم، ليصنعن نموذجًا مثاليا للمرأة المسلمة الصالحة، المتعلمة والعاملة، والصابرة الزاهدة. لقد اختص الله -تعالى- كل واحدة من أمهات المؤمنين بمزايا وخصائص، لا توجد في نساء العالمين، كيف لا؟ وقد زكاهن الله في كتابه الكريم، وسجل لهن هذا الفضل في قرآن يتلى إلى يوم الدين، ومما فضلهن الله به، أن الوحي المبارك كان يتنزل في بيوتهن في الليل والنهار، وليس بعد ذلك الفضل شرف ومنقبة، ومنزلة ومرتبة، قال -تعالى-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (الأحزاب:34)، وقد نقلت أمهات المؤمنين ما كان يجري في البيت النبوي، من الهدي والسمت إلى الأمة الإسلامية، ولقد بين القرآن الكريم أن لأمهات المؤمنين فضائل ومناقب شريفة، منها أنهن أمهات للمؤمنين والمؤمنات جميعهم، مع ما لهن من شرف الصحبة والمعية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن تلك الفضائل العلية: أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، على زينة الدنيا ومتاعها، لما خيرهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وآثرن الصبر على الجوع، والعيش على ما تيسر من زاد قليل، ومتاع زهيد من كسوة وبيت وغيره، كما ذكر الله ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}(الأحزاب: 28-29).رسالة إلى كل فتاة
الحياء زينتك، وتاج أمرك، وهو منبع الإيمان بالله -تعالى-، فلا ترخي سمعك لأولئك المخادعين، الذين يدعونك إلى التبرّج باسم الحرية والانفتاح؛ فالحرية في ديننا هي العبوديّة المطلقة لخالقنا -سبحانه وتعالى-، وبانضباطنا للشرع وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، وبهذا نكون على الطريق المستقيم الذي يرضاه الله لنا -سبحانه وتعالى.أمهات المؤمنين معلمات وقدوة للبشرية
أمهات المؤمنين قدمن مثالا صادقا على سلوك المرأة المسلمة الصالحة، العالمة والعاملة، والمجاهدة في سبيل الله، والحافظة لبيتها وزوجها، فوجب علينا التعرف عليهن، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد اهتدين بهديه - صلى الله عليه وسلم -، ونهلن من ينابيع العلم النبوي، والمعرفة بكتاب الله -عز وجل-، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية جميعا، بنقل سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريفة، والتعريف بأحواله وأعماله وخلقه في بيته وبين أهله.أهمية وجود المرأة القدوة
إن وجود المرأة القدوة من أعظم أسباب القوة والالتزام والعطاء في المجتمع المسلم؛ وذلك لأن وجود المرأة القدوة يعني وجود البنت الصالحة والزوجة الصالحة والأم المربية، ومن ثم وجود الأسرة الناجحة والذرية الصالحة والمجتمع المسلم المنشود، فنحن عندما نولي المرأة اهتماماً كبيراً فإننا نهيئ أسباباً عظيمة لأهم الأمور وأخطرها في بناء المجتمعات عمومًا، وفي بناء المجتمع المسلم خصوصًا.قدوات زائفة!
من الفتن المعاصرة أن يرتبط كثير من الفتيات عبر وسائل التواصل والإعلام الحديث بشخصيات لا تصلح أن تكون قدوةً في دين ولا علم، ولا خلق ولا سلوك، إما لفسادها وانحرافها وإما لجهلها وسطحيتها، إن هذه القدوات الزائفة قد تزين للمعجبات بهن الإلحاد والبدع والتبرج والاختلاط والتمرد على منظومة القيم والأخلاق، بأسلوب مباشر مرة وبأساليب غير مباشرة في كثير من الأحيان، فعلى الآباء والأمهات أن يبينوا لبناتهن خطر اتخاذ هؤلاء قدوة لهن، وآثاره السيئة عليهن، وعليكم أن توثقوا صلتهن بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبسير الصالحين والصالحات من سلف هذه الأمة، فسيجدن القدوة الصالحة في العقيدة والإيمان والعبادة والأخلاق.كيفية زكاة حلي النساء
سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- كيف نزكي ذهب النساء؟ فأجاب -رحمه الله-: يزكى مثل ما يزكى غيره ربع العشر، بالنسبة للذهب يزكى ربع العشر ولو يلبس، الصواب فيه: الزكاة ولو يلبس، إذا بلغ النصاب تخرج ربع العشر من قيمة الحلي من الذهب، والخواتم، والقلادة، والأسورة، وغير ذلك، يعرف وزنه في السوق، ويزكى بقدر قيمته في السوق الذهب المعروف، هذا إذا كان ذهبًا وفضة، أما غير ذلك من الماس، وأنواع الحلي التي غير الذهب والفضة فما فيها زكاة إذا كانت للبس، لا للبيع، ولا للتجارة، ليس فيها زكاة.أثر القدوة الصالحة
إن القدوة الحسنة لها الأثر البالغ في تقويم العقيدة والعبادة والخلق والسلوك، وكذلك القدوة السيئة لها الأثر البالغ في الزيغ والضلال في العقيدة والعبادة والخلق والسلوك؛ فلتحرصي أختي غاية الحرص على أن تقتدي بالصالحات، ولتحرصي أن تكوني قدوة صالحة لزوجك وبناتك وأبنائك وغيرهم كما قال -تعالى- عن عباد الرحمن أنهم يدعون ربهم فيقولون: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.مخالفات تقع فيها النساء
من الأمور التي تتساهل فيها بعض النساء ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا سيما في الأوساط النسائية، والله -تعالى- يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه}، وكذلك إهمال بعض النساء للنصح للزوج والأولاد - بنين وبنات - فيما يقصرون فيه من أداء الفرائض، وعدم النصح لهم، ومن ذلك تكاسل الزوج والأبناء عن الذهاب للمسجد لأداء الفرائض، وكإهمال البنات إذا بلغن المحيض لأداء الفرائض والصيام وغيرها من الواجبات.مفهوم العزة بالإسلام
من أهم المفاهيم التي ينبغي على المرأة المسلمة أن تتشربها وترسخها في نفسها: مفهوم العزة بالإسلام، والعزة لهذا الدين، فهذه العزة تصنع من شخصية المرأة المسلمة شخصية تستطيع بها أن تكون امرأة قدوة، ومربية، وداعية، وصابرة، وأن تكون امرأة مستعلية على ركام الدنيا بكل ما تحويه من الفتن، فإذا فقدت المرأة عزتها بهذا الدين فإنها تصبح نهماً وطمعاً لكل عدو ماكر يتربص بها الدوائر، ويريد أن يدخل إلى نفسها كل غريب عن الإسلام، وكل منافٍ لدين الله، قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «كنا أذل أمة فأعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله».
لاتوجد تعليقات