رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: العميد أحمد رحال 1 نوفمبر، 2015 0 تعليق

الأسد فتح معركة الساحل وفضح استراتيجية الروس

 الأهمية الأكثر بالنسبة لجبهة الساحل تكمن بتلالها وجبالها المطلة على سهل الغاب، تلك المواقع الممتدة من (قمة النبي يونس) و(كتف الجلطة) وحتى (السرمانية)

جبهة الساحل التي عانت كثيرًا التفقير والتهميش، هي اليوم حجر الرحى التي يراهن عليها الاحتلال الروسي أو الجيش الأسدي لقلب الميزان العسكريفي المنطقة

 

القوات الروسية التي اتخذت من مطار (حميميم) قاعدة جوية تتموضع فيها طائراتها المتنوعة (12 طائرة سو-24، و12 طائرة سو-25، و4 طائرات سو-30، و6 طائرات سو-34)، ولأكثر من 16 حوامة مختلفة الأنواع  من نوع (مي23 -24-25و-27-28) ، والأسلحة المتممة لعملها وحمايتها من محطات سطع جوي، وقواعد راجمات صواريخ، و15 قطعة مدفعية من نوع (bm-30 وmrls)، ولأكثر من 35 عربة (ب ت ر-82آ) مع أكثر من 1200 جندي روسي من اللواء (810) القادم من أوكرانيا والوحدة (363) القادمة من (سيفاستوبل)، وسفن من الأسطول الروسي (المدمرات والطراد موسكوفا) (وبعض سفن الشحن) التي تنقل بقية القوات من موانئ روسيا إلى الموانئ السورية.

الهجوم الجوي على الجيش الحر

     مع صباح 30-9-2015 بدأ الهجوم الجوي للطائرات القاذفة الروسية على مواقع ومقرات قيادة فصائل وكتائب الجيش الحر وجيش الفتح ومستودعاتها وبمخالفة واضحة للأهداف التي طرحتها القيادة السياسية الروسية والمتمثلة بالحرب على تنظيم الدولة (داعش)، واستمرت الهجمات الجوية الروسية التي طالت هجماتها الخطوط الدفاعية الأولى لفصائل الثورة على الحدود الساخنة مع النظام في جبهات الساحل وسهل الغاب وريف حمص، بل طالت الخطوط الخلفية في جبل الزاوية وريف حلب، أما مواقع تنظيم داعش فقد تعرضت لعدد ضئيل من الضربات الخجولة وصلت لست طلعات من أصل أكثر من (200)  طلعة جوية نفذها الطيران الروسي.

فتح المعركة البرية

     مع صباح 7-10-2015 فتحت قوات جيش الأسد وحلفاؤها من حزب الله والحرس الثوري الإيراني وبمساندة من الطيران الروسي وراجماته الصاروخية والمدفعية، فتحت المعركة البرية التي كانت تتحضر وبتوازٍ مع الضربات الجوية الروسية في مواقع النظام في سهل الغاب، وكانت معركة خُطط لها أن تنطلق بثلاثة رؤوس من مواقع حاجز المغير وقرية معان وبلدة مورك، وتستهدف الوصول إلى بلدة كفرنبودة وقرية العطشان واللطامنة والصياد وكفرزيتا على التوالي وبخطة واضحة تستهدف فصل ريف إدلب عن جبهة سهل الغاب بوصفه مرحلة أولى تسمح بالاستفراد بجيش الفتح وجيش النصر في سهل الغاب الغربي.

ورطة عسكرية

     الأيام الثلاث الأولى للمعركة أوقعت قوات النظام ومن معها بورطة عسكرية ومجزرة بآلياته الثقيلة من دبابات وعربات مجنزرة وعربات حاملة للرشاشات وصل عددها لأكثر من (60) آلية معظمها من الدبابات (تدمير 36 دبابة موثقة)، وكانت أكبرها مجزرة الدبابات التي حصلت في مورك، رغم أن الطائرات القاذفة وحوامات قتال الجانب الروسي قدمت كل ما تستطيع من دعم ومرافقة نارية للهجوم، ونالت نصيبها بعد إسقاط ثلاث حوامات لها في سهل الغاب وجبل الأكراد في الساحل، بعد محاولتها الدخول بتكتيك جديد في المعارك عبر إدخال أسلوب الانزالات التكتيكية خلف الخطوط كما فعلت إن كان في كفرنبودة في سهل الغاب أم في كفردلبة في جبل الأكراد.

فشل ذريع

بعد هذا الفشل الذريع للهجوم نقلت قوات النظام معاركها من ريف حماه الشمالي الشرقي إلى ريفها الشمالي الغربي عبر سهل الغاب، وكذلك تم نقل الجهود الرئيسة للطيران الروسي وقوات الأسد القتالية نحو جبهة الساحل وعلى محورين أساسيين:

- محور غمام – دير حنا في المنطقة الفاصلة بين جبلي الأكراد وجبل التركمان وعلى المنطقة المطلة على الأوتستراد الدولي الذي يربط اللاذقية بمدينة حلب والمسيطر عليه من قبل فصائل الثورة منذ منتصف عام 2012.

- محور قمة النبي يونس وترتياح وكفر عجوز وكفردلبة وصولاً إلى الجب الأحمر.

المخطط العملياتي الروسي

اهتمام المخطط العملياتي الروسي الذي يدير المعارك الآن في الشمال والغرب السوري يأتي من أهمية استراتيجية:

- أولاها هذا المخطط من أجل حماية مناطق تموضع النظام وحاضنته الشعبية بعد إدراكه أن وصول جيش الفتح وحلفائه من الجبهة الساحلية ولاسيما الفرقة الأولى الساحلية واللواء العاشر ومن قدرتهم على اختراق تلك المنطقة عبر جبهة الساحل وسهل الغاب مع ما يشكله هذا الخرق من خطورة واحتمال كبير قد يتسبب بانهيار لنظام الأسد.

- أيضاً وجود الطيران الروسي في مطار حميميم غير المجهز لحماية الطيران المقاتل وبالتالي عدم وجود التجهيزات من حظائر جوية ومستودعات يمكن ان تؤمن الحماية من ضربات الثوار الأرضية، وبالتالي عدم القدرة على تأمين الحماية من الخطر الكبير الذي شكلته صواريخ الغراد المطلقة من جبهة الساحل على الطائرات الروسية الجاثمة على أطراف مدرج الإقلاع في المطار، وحتى الطائرات التي قام الروس بنقلها لمطار حماة لم تسلم من ضربات الثوار بصواريخ الغراد.

- لكن الأهمية الأكثر بالنسبة لجبهة الساحل تكمن بتلالها وجبالها المطلة على سهل الغاب، تلك المواقع الممتدة من (قمة النبي يونس) و(كتف الجلطة) وحتى (السرمانية) في أول سهل الغاب مروراً بجب الأحمر وجب الغار؛ لأن تلك التلال فيما لو سيطر عليها النظام، فإنها ستكون المواقع النارية والإسناد الناري التي تؤمن تقدم قوات النظام نحو سهل الغاب الأوسط في بلدات تل واسط وزيزون والمنصورة وتؤمن أيضاً المرافقة النارية لما بعد ذلك.

     المعركة التي فتحها النظام على محوري القتال في جبهة الساحل في محور غمام ومحور قمة النبي يونس، تشكل من الأهمية الاستراتيجية المزدوجة ما يفوق التوقع؛ كونها لا ترتبط فقط بأهمية جبهة الساحل بل أيضاً ترتبط وتؤثر على المعارك الدائرة في سهل الغاب، حتى الآن يمكن القول: إن الفرقة الأولى الساحلية واللواء العاشر قد أبلوا بلاء حسناً من حيث الدفاع عن تلك المحاور المستهدفة بالهجوم؛ أو من حيث استعادة بعض المواقع التي خسروها في بداية شن الهجوم الأسدي المدعوم من حزب الله والحرس الثوري الإيراني إضافة للطيران الروسي والحوامات التي تقوم بالتغطية الجوية والدعم الناري.

حجر الرحى

     جبهة الساحل التي عانت كثيرًا التفقير والتهميش، هي اليوم حجر الرحى التي يراهن عليها الاحتلال الروسي أو الجيش الأسدي لقلب الميزان العسكري في المنطقة وفرض أجنداته إن كانت بإجهاض الثورة أم السير بمشروع التقسيم، وهذا ما يتطلب المزيد من الدعم والمزيد من الاهتمام من أصدقاء الشعب السوري إذا ما أرادوا تقليم أظافر وإعادة تهجين الدب الروسي الذي فلت عقاله على دماء السوريين الأبرياء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك