رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 26 أغسطس، 2024 0 تعليق

الأساس شرعنا

  • لا يغتر أحد بأن في المسلمين من يتسمون بأسماء الأنبياء السابقين، ويظن أنه اعتراف بشريعتهم كاملة؛ فهذا خطأ كبير، فلو تسمى أحد المسلمين باسم (عيسى) أو (موسى) أو (داود)، فهذا لا يعني أنه ملتزم بشريعة كل منهم كاملة، وهذا قرره العلماء بجوابهم عن السؤال: (هل شرع من قبلنا شرع لنا؟).
  • والأصل أن شرع من قبلنا شرع لنا، قال -تعالى-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} (الأنعام:90)، وقال -تعالى-: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ} (يوسف:111)؛ لذا قال الشيخ ابن  باز -رحمه الله-: «أنه شرع لنا ما لم يأت شرعنا بخلافه»، وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: «القول الراجح بل المتعين أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه»؛ وذلك لأن شريعتنا ناسخة لجميع الأديان.
  • فإذا ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر أمرا من الشرائع السابقة، صار هذا شرعا لنا، وإذا لم يقره لم يكن شرعا لنا.
  • وذهب الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- إلى ترجيح القول بأن «شرع من قبلنا ليس بشرعنا ما لم يأت شرعنا بما يوافقه»، واستدل على ذلك بما صح من قوله -صلوات الله وسلامه عليه-:«وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة». وقوله: «ولو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي».
  • وفي الحديث قال - صلى الله عليه وسلم -: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي»، وذكر منها: «وبعثت إلى الناس كافة»، وفي رواية «عامة»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي».
  • وفي هذا الحديث نفهم أن رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - لكافة الناس، وهي باقية، وليس لأحد من الخلائق الخروج عن طاعته ومتابعته - صلى الله عليه وسلم -..، ولو كان الأنبياء السابقون أحياء، لوجب عليهم اتباعه صلى الله عليه وسلم ، ومصداق هذا الحديث الآية الكريمة: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (آل عمران:81).
  • قال ابن عباس - رضي الله عنه -: « ما بعث الله نبيا من الأنبياء، إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بعث الله محمدا وهو حي، ليؤمنن به ولينصرنه ».
  • وعيسى -عليه السلام- عندما ينزل آخر الزمان، فإنه يحكم بالقرآن.
  • كل هذه الأدلة، تبين أن الدين عند الله الإسلام، وأن الأنبياء لا يسعهم إلا اتباع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وهم أولى من غيرهم من البشر في الفهم والاتباع.
 

26/8/2024 م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك