رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 14 فبراير، 2016 0 تعليق

الأزمات.. أسباب وحلول

المتابع للأحداث المتسارعة في منطقتنا والأزمات المتلاحقة التي تهدم ولا تبني، تدفعنا جميعا لتحريك الأذهان لإيجاد مخارج لوقفها أو الحد منها والخروج بأقل الخسائر الممكنة.

     وكلنا يبحث عن حل دائم وليس حلا مؤقتا، ولا شك أن هناك عوامل كثيرة تؤدي أدواراً، منها تغير الأحزاب التي تسيطر على الدول الكبرى، وتغير المصالح، والصراع الديني وحب السيطرة، وتعارض الأهداف، وسوء التخطيط في التعامل مع الأحداث، وعدم إعداد القوة وتوفير الأمن في مستوياته كلها، والتنازع والتحاسد وتفرق دول الصف الأول؛ لأن عدوهم واحد وذلك كله أدى إلى الفشل وزراعة عناصر توالي من في الخارج وتحرك من قبلهم وكأنهم قنبلة موقوتة أو خلايا نائمة خطيرة.

فضلا عن أن قلة المعلومات وقلة التقديرات سببت أخطاء جسيمة في اتخاذ القرارات، وأدت إلى تفاقم الأوضاع وتدهورها وسط ضغوط إعلامية ودولية واقتصادية أربكت الصف، وأثارت الفوضى مع الانفتاح عبر التواصل الاجتماعي.

     فالتعتيم الإعلامي أو إنكار حدوث.. سياسة أصبحت غير مجدية، والتقاعس والتسويف وتأجيل التعامل مع الحدث تزيد الأمور تعقيدا، وإخماد الأزمات بالدماء والاعتقالات والتعذيب تزيد العداوة والانتقام بأي ثمن من قبل المخالفين في الداخل والمنظمات في الخارج.

     والصواب هو التعامل مع الأزمات من خلال دراسات مختصة من ذوي الخبرة مع لغة الأرقام والتعامل المباشر والسريع والحازم، والبحث عن أسباب حدوثها حتى لا تتكرر ويتم القضاء عليها، مع وجود فرق عمل دائمة من كوادر متخصصة لمواجهة الطوارئ، والعمل بطريقة الاحتواء عبر الحوار دون تصعيد.

فهناك أسئلة مستحقة تطرح في الأزمات مثل: من صنعها؟ ومن يقف وراءها؟ وما أبعادها وخطورتها؟ وما الخطوات الواجبة لمواجهاتها؟ ومن يتصدى لها؟ وما مدتها الافتراضية؟

والمهمة الصعبة في كيفية رفع المعنويات وتجنب آثارها واحتوائها وتسويتها والاستفادة من الأزمة وتحديد نقاط الضعف، وإيجاد الإنذار المبكر للأزمات، وسرعة التغلب على المعوقات.

-  إيجاد المناطق البديلة، وإيجاد وسائل الوقاية والتعامل الإيجابي لعلاج ما حدث، وإيجاد المختبرات وتشجيع الأبحاث لإيجاد علاج إن كانت الأزمة صحية والقيام بالتدريب وتنمية القدرات ومدى إمكانية العاملين.

- العمل على إيجاد البدائل وعدم الاعتماد على صنف واحد من الاقتصاد، فمثلا نحن نعتمد على البترول وحده، ونطرح بقوة ضرورة إيجاد البدائل، ثم إذا تم حل المشكلة توقفنا تماما عن البدائل المساندة للاقتصاد.

-  أما أزمات الفساد بصوره وأشكاله، فهي معروفة: (الجهات، الأموال، المنظمات) في الداخل والخارج وحتى أرقامها وأشخاصها لكن لا حزم في تطبيق العقوبات، ولا حشد إعلامياً من رجال الأمن ورجالات الدولة والعلماء للتصدي لها، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.

- أهم وسيلة لحل الأزمات هو التطلعات لمفهوم الأمن والسلامة والاستقرار مع ترسيخه في نفوس الأجيال وتعزيز مفهوم الولاء لديهم، والحرص على تطبيق الحقوق والواجبات.

نسأل الله التوفيق والسداد والصلاح للجميع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك