رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جهاد العايش 31 ديسمبر، 2016 0 تعليق

الأربعون الفلسطينية (الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُون ) مَلائِكَـةُ الله بَاسِطَـة أَجْنِحَتَـهَا عَلَى الشَّـامِ

كتاب الأحاديث الأربعون الفلسطينية، وثيقة نبوية تؤكّد ارتباط الأرض المقدسة فلسطين برسالة التوحيد عبر الأزمان كلها أولها وأوسطها وآخرها، إنها أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي تشد العالمين إلى أرض فلسطين، إنها زبدة أحاديث سيد المرسلين حول فلسطين وأهلها، صحيحة صريحة تبعث فينا الأمل والجرأة في الحق، وصدق اليقين، ولقد لقي متن كتاب: (الأحاديث الأربعون الفلسطينية) قبولا واسعا فقد تدافع كثيرون إلى ترجمته إلى لغاتهم، فاستحق أن يكون لهذا المتن شرح يليق به، وها نحن أولاء نشرح هذه الأحاديث في هذه السلسلة المباركة، واليوم مع شرح الحديث الثامن والعشرون:

     عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «يا طوبى للشـام، (وفي رواية عن زيد: طوبى للشام، طوبى للشام)، قالـوا: يا رسول الله، وبم ذلك؟ قال: تلك ملائكة الله، (وفي رواية: ملائكة الرحمن)، باسطة، (وفي رواية زيد: الملائكة باسطو)، أجنحتها على الشام، (وفي رواية: عليها)».

شرح الحديث

     لقد تنوعت طرائق رعاية الله -جل جلاله- في حفظ الشام وأهلها والثناء عليها، لكن هذا الحديث جاء بنوع جديد من الرعاية والحفظ، فهم جند الله من الملائكة تحوط وتظلل سماء الشام بكفالة ربانية ليست لغيرها من البلدان.

     قوله: «يا طوبى للشـام»: طوبى: من الطيب، قلبوا الياء واوًا لضم ما قبلها. و المرادُ بها فُعلى من الطّيب. وأصله طيبي قلبت الياء واوا لانضمام ما قبلها، ومعنى طوبى لك: أَصبت خيرا وطيّبا.وهي « راحة وطيب عيش حاصل للشام؛ لأن ملائكة رحمةِ الله التي وسعت كل شي تحفها وتحوطها بإنزال البركات، ودفع المهالك والمؤذيات».

     والمقصود من الحديث: أن حالها طَيِّب لها ولأهلها، والتكرار الذي جاء في بعض الروايات الأخرى يدل على التأكيد. قالـوا: يا رسول الله وبم ذلك؟: أي لأيّ شيء، أو لأيّ سبب قُلتَ ذلك؟

     قال: تلك ملائكة الله باسطة: وفي رواية «ملائكة الرحمن» وفي رواية زيد: «الملائكة باسطو» باسطة: بسط: الشيء بالسين والصاد نشره. والمراد في البسط هو الرعاية والحفظ والحراسة الربانية لها وبسط الأجنحة عليها كما يبسط الطائر جناحيه على صغاره لهو دلالة على أن الملائكة تحفها وتحوطها بإنزال البركة ودفع المهالك عنها.

     قوله:أجنحتها: أي إن الملائكة تحفها وتحوطها بإنزال البركات ودفع المهالك والمؤذيات.: فيه إِيماء إِلى أنّ المراد بهم ملائكة الرّحمة (بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا) أي: على بقعة الشام وأهلها بالمحافظة عن الكفر. كما أنها دلالة جلية على أن الملائكة تحفها وتحوطها بإنزال البركة ودفع المهالك عنها. قوله:على الشام: سبق التعريف بها ومكانها وفضلها.

من فوائد الحديث:

1- من محبة الله للشام وأهلها أن خصَّها بحراسة ملائكته لسمائهم دون غيرهم من البلدان.

2- عظيم الثناء على الشام وأهلها في الحديث وغيره من أحاديث كثيرة.

3- تعددت ألوان فضائل الشام وأهلها، وما جاء في بسط الملائكة أجنحتها على الشام

مزية أخرى تضاف إلى ما سبق من أحاديث فضائل بلاد الشام.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك