رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جهاد العايش 10 يناير، 2017 0 تعليق

الأربعون الفلسطينية (الْحَديثُ الثَّلاثُون) عَسْقَلانُ أَفضلُ الرّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

عسقلان مدينة فلسطينية مرابطة تحت نير الاحتلال الصهيوني تقلبت أحوالها بين رباط وجهاد منذ زمن بعيد وكانت من خير الرباط عما سواها من مرابط وثغور

اختلف أهل العلم هل الجهاد أفضل أو الرباط مع أن الحديث يدل على أن الرباط أفضل لأن به الغاية التي تنتهي إليها أعمال البر كما أن الرباط يحقن دماء المسلمين

تكرار الرحمة في الحديث هو أمر اختصت به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودلالة على رحمة الله بهذه الأمة مع ما يجري عليها من تغير في الأحوال

 

كتاب الأحاديث الأربعون الفلسطينية، وثيقة نبوية تؤكّد ارتباط الأرض المقدسة فلسطين برسالة التوحيد عبر الأزمان كلها أولها وأوسطها وآخرها، إنها أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم التي تشد العالمين إلى أرض فلسطين، إنها زبدة أحاديث سيد المرسلين حول فلسطين وأهلها، صحيحة صريحة تبعث فينا الأمل والجرأة في الحق، وصدق اليقين، ولقد لقي متن كتاب (الأحاديث الأربعون الفلسطينية) قبولا واسعا فقد تدافع كثيرون إلى ترجمته إلى لغاتهم، فاستحق أن يكون لهذا المتن شرح يليق به، وها نحن أولاء نشرح هذه الأحاديث في هذه السلسلة المباركة، واليوم مع شرح الحديث الثلاثون:

     عن ابن عبـاس - رضي الله عنه -، قـال: قـال رسـول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أولُ هذا الأمر نبوةٌ ورحمةٌ، ثُمَّ يكونُ خلافةً ورحمةً، ثم يكونُ ملكاً ورحمـةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثـم يتـكـادمـونَ عـلـيـه تـكـادُمَ الحُمُرِ، (وفي رواية: الحميرِ)، فعليكم بالجـهـادِ وإن أَفضلَ جهادكـم الـرِّبـاطُ، وإن أفـضلَ رباطِكم عسقلانُ».

شرح الحديث

عسقلان تلكم المدينة الفلسطينية المرابطة تحت نير الاحتلال الصهيوني تقلبت أحوالها بين رباط وجهاد منذ زمن بعيد، بل وكانت من خير الرباط عما سواها من مرابط وثغور.

قوله: أولُ هذا الأمر: ما بعث به من إِصلاح الناس دينا ودنيا وهو الإِسلام وما يتعلَّق به من الأحكام. قوله: نبوةٌ ورحمةٌ: نصبُهَا على التمييز أو الحال أي: ذا نُبُوة ورحمة كاملة،من نبي الرحمة على الأمة المرحُومة.

     قوله: ثُمَّ يكونُ خلافةً ورحمةً: خلافَةً، أي: نيابة عن حضرة النبوة (ورحمَةً) وشفقة على الأمة بطرائق كمال الولاية على وجه التبعية. وهي الخلافة الكاملة، وهي منحصرة في الأربعة، فلا يُعَارَض الحديث «لَا يزال هذا الدين قائما حتى يملك اثنا عشر خليفة»؛ لأن المراد به مطلق الخلافة واللَّه أعلم.

     قوله: ثم يكونُ ملكاً ورحمـةً: ثم يكون: أي: أمر الدين بعد انقضاء زمان خلافة النبوة يكون ملكا؛ لأن اسم الخلافة إِنما هو لمن صدق عليه هذا الاسم بعمله للسنة، والمخالفون ملوك لا خُلفاء، وإِنما تسموا بالخلفاء لخُلفِهِم الماضِي. وكانت إمارة معاوية مُلكًا ورحمة.

     قوله: ثـم يتـكـادمـونَ عـلـيـه تـكـادُمَ الحـُمـُرُ: يتكادمون: الكدْم: العض بأدنى الفم كما يكدم الحمار.أي: يقبضون عليها ويَعَضّونها. كدم الحمار كدمًا أي عض بأدنى فمه كتكادم الفَرَسين يعضّ أحدهما صاحبه، وكأنهم يتقاتلون على الملك حتى لا يبقي أحدهم الآخر.  قوله: فعليكم بالجـهـادِ: أي الجهاد في سبيل الله بقصد إعلاء كلمة لا إله إلا الله.

أيهما أفضل الجهاد أم الرباط

اختلف أهل العلم هل الجهاد أفضل أم الرباط مع أن الحديث يدل على أن الرباط أفضل؛ لأن به الغاية التي تنتهي إليها أعمال البر، كما أن الرباط يحقن دماء المسلمين.

     وإن أَفضلَ جهادكـم الـرِّبـاطُ: يشير هذا الحديث مفاضلة الرباط على الجهاد، ومثله ما روي في الأثر عن عِصْمَةَ ابن راشد، قال: سَمعت رجالا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُفَضِّلون الرباط على الجهاد، قلت لأبي: ولمَ ؟ قال: لأن في الجهاد شروطا كثيرة، وليست في الرباط.

غير أن طائفة أخرى من العلماء ترى أن الرباط في المرتبة الثانيةِ من الجهاد؛ لأنَّ الرِّباط لا يكون من واحدٍ، بل يكون من التناوبُ، فانحط منه منزلةً.

وقد جاءت أحاديث صحيحة كثيرة تبين فضل الرباط في سبيل الله قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ»

     قوله: وإن أفـضلَ رباطِكم: الرباط في الأصل، الإِقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخيل وإِعدادها، فشبّه به ماذكر من الأفعال الصالحة والعبادة . قال القُتيبي: أصل المرابطة أن يربِط الفريقان خيولهم في ثغر، كل منهما مُعِدّ لصاحبه فسمي المقام في الثغور رباطاً، ومنه قوله «فذلكم الرباط».

     وأصل الرباط ما تربط به الخيل، ثم قيل لكل أهل ثغر يدفع عمن خلفه، وهو ملازمة الثغر أو المكان الذي بيننا وبين العدو، وفي اللغة من الربط، وهو الحبس والمنع، ومنه سمي الرباط، وهو لزوم الثغور والإقامة بها لصد عدوان الكافرين، وسمى - صلى الله عليه وسلم - الإقامة في المساجد لانتظار الصلوات رباطاً؛ لما فيها من حبس النفس على الطاعة، وكفها عن الانهماك في الدنيا.

أجر الرباط في سبيل الله

     وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الرِّباط بالثغور أفضل من مجاورة مكة والمدينة كما جاء في الصحيح، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا».

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية: هل الأفضل المجاورة بمكة، أو بمسجد النبي - صلى الله عليه وسلم -‏‏ أو المسجد الأقصى، أو بثَغْر من الثغور لأجل الغزو؟

     فأجاب‏: ‏الحمد لله رب العالمين، المرابطة بالثغور أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة، كما نص على ذلك أئمة الإسلام عامة، بل قد اختلفوا في المجاورة‏: ‏ فكرهها أبو حنيفة، واستحبها مالك وأحمد وغيرهما، ولكن المرابطة عندهم أفضل من المجاورة، وهذا متفق عليه بين السلف، حتى قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: ‏ لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود‏.‏ وذلك أن الرباط من جنس الجهاد، وجنس الجهاد مقدم على جنس الحج، كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له‏: ‏ أي العمل أفضل‏؟‏ قال‏: ‏ ‏«‏الإيمان بالله ورسوله‏»‏‏.‏ قيل‏: ‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏: ‏ ‏«‏جهاد في سبيل الله‏».‏ قيل‏: ‏ ثم ماذا‏؟‏ قال‏: ‏ «‏حج مبرور‏»‏‏.‏ وقد قال تعالى‏: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ  وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)} (التوبة: 19-22).

     عَسْقَلانُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وآخره نون. وهو اسم أعجمي فيما علمت، وقد ذكر بعضهم أن العسقلان أعلى الرأس، فإن كانت عربية فمعناه أنها في أعلى الشام، وهي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين، ويقال لها: عروس الشام، وكذلك يقال لدمشق أيضًا، وقد نزلها جماعة من الصحابة والتابعين وحدَّثَ بها خلق كثير، قال صاحب الإشارات مادحًا عسقلان: ثغر قليل مثله في البلاد في حسنه وحصانته.

     ولا يعني هذا الحديث أن لعسقلان فضيلة دائمة ومزية شرعية خاصة،بل كان لها هذا الفضل لما كانت ثغرًا من ثغور المسلمين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما السفر إلى ‏(‏عسقلان‏) في هذه الأوقات فليس مشروعًا ولا واجبًا،ولا مستحبًا؛ ولكن عسقلان كان لسكناها وقصدها فضيلة لما كانت ثغرًا للمسلمين يقيم بها المرابطون في سبيل الله.

فعامة ما يوجد في كلام المتقدمين من فضل عسقلان فهو لأجل كونها كانت ثغورًا، لا لأجل خاصية ذلك المكان‏.‏ وكون البقعة ثغرًا للمسلمين أو غير ثغر هو من الصفات العارضة لها .

مسيرة حافلة

ينقل لنا الدباغ في سفره الكبير «(بلادنا فلسطين) سيرة ومسيرة حافلة للمراحل التاريخية التي مرت بها هذه المدينة الكنعانية العريقة التي غير اسمها اليهود بعد ان احتلوها إلى اسم (أشكلون) .

     يقول (هيرودوتس) -المؤرخ اليوناني- : إن أول بناء أُقيم للإله (ديركتو –Derketo) كان في عسقلان. وهذه الآلهة لها وجه المرأة وجسم السمكة، وكان عبّادها يمتنعون عن تناول السمك إِكرامًا لها؛ وكانوا - بقرب هياكلها- يغذون لإكرامها سمكاً يربونه في أحواض يشيدونها لهذا الغرض.

     ويخبرنا التاريخ، أنه كان في عسقلان معبد وثني شركي للبعلة أو (الرَّبَّة الأم)؛ وإن الحمامة كانت طيرًا مقدسًا عندها. ويقول هيرودوتس إن الذين أسسوا معبدًا للربة الأم في قبرص كانوا جماعة من الكنعانيين من مدينة عسقلان، ولما نزل (الكريتيون) – الفلسطينيون- أرض فلسطين، كانت عسقلان المدينة الوحيدة من مدنهم الخمسة التى تقع مباشرة على ساحل البحر.

     لما فتح العرب المسلمون بلاد الشام امتنعت عسقلان، وحوصرت زمناً طويلاً، وفي فتوحها قال البلاذري: «كتب عمر بن الخطاب إلى معاوية، يأمره بتتبع ما بقي من فلسطين، ففتح عسقلان صلحًا بعد كيد. ويقال: إن عمرو بن العاص كان فتحها ثم نقض أهلها، وأمدّهم الروم، ففتحها معاوية وأسكنها الروابط ووكَّل بها الحفظة» وعلى كل فإنها كانت آخر مدينة استسلمت للعرب المسلمين في فلسطين وانتهت بفتحها سنة 23هـ: 644م. الحرب في هذا القطر ودخل في حوزة المسلمين.

في أيام عبدالله بن الزبير - رضي الله عنه -، نزل الروم عسقلان وأخربوها وأجلوا أهلها عنها. ولما ولي (عبدالملك بن مروان 26-86هـ: 646-705م) الخلافة أعاد بناءها وحصنها.

وفي سنة 237هـ حدثت في عسقلان حريقة عظيمة التهمت البيوت والبيادر وهرب الناس ودامت إلى ثلث الليل.

     وفي عهد الدولة الفاطمية كانت السواحل السورية معرضة لغزو البيزنطيين؛ مما اضطر الفاطميين لأن يكون لهم أسطولًا قويًا، كانت عسقلان أحد مراكزهم للرسوّ والإقلاع،وفي عهدهم كانت عسقلان إحدى الدور التى كانت تضرب فيها النقود، كما كانت هي وعكا من الموانئ التى تصنع فيها الأساطيل.

وفي سنة 425هـ. حصلت زلزلة في فلسطين سقطت على إثرها منارة جامع عسقلان وجزر البحر نحو ثلاثة فراسخ فخرج الناس يتتبعون السمك والصدف. فعاد الماء فأخذ قوماً منهم وغمرهم.

وزارها، في القرن الخامس الهجري، ناصر خسرو وذكرها بقوله: «ثم بلغنا مدينة تسمى عسقلان. بها سوق وجامع جميل. رأيت بها طاقاً جميلاً، قيل إنه كان مسجداً. وهو طاق من الحجر الكبير. ولو أرادوا هدمه للزمهم إنفاق مال كثير».

سقوط عسقلان بيد الإفرنج عام: 548هـ - 1153م

رأى بَلْدَوين الثالث (بَقدَوين) ملك بيت المقدس وجوب الاستيلاء على عسقلان، المدينة التى وقفت خمسين سنة دون أن تفتح أبوابها للإفرنج الذين كانوا قد استولوا على فلسطين.

     عاد الإفرنج وشدَّدوا حصارهم ولكن المحصورين قاوموا مقاومة شديدة، ودافعوا دفاعاً مجيداً. ولكن الحصار طال وازداد هجوم الصليبيين عنفاً فلم تجد حامية عسقلان بدًا من طلب التسليم. اتفق الطرفان على منح العسقلانيين مدة ثلاثة أيام يخرجون فيها من المدينة بحرية وأمان، إلا أن الصليبيين لم يعملوا بهذه الشروط، فقد قتلوا الكثيرين من أعدائهم، ونهبت جنودهم الأموال والمتاع شأنهم في ذلك شأن كل بلد يدخلونه.

     وهكذا انتهى أمر هذه المدينة التي اضطرت للتسليم بعد مضي خمسة شهور على حصارها، وكان ذلك في 27 جمادى الثانية 548هـ: 19 أغسطس1153م، في أيام الخليفة الظافر أبي منصور بن الحافظ العسقلاني 544-549هـ، 1149-1154م. وقام الصليبيون، بعد دخولهم البلدة، بتحويل جامعها الكبير إلى كنيسة باسم (القديس بولس)، وضمت هذه الكنيسة إلى أُسقفية بيت لحم.

     وقد ذكر الإدريسي (المتوفى عام 560هـ: 1165م). عسقلان أثناء احتلال الصليبيين لها بقوله: «وأما مدينة عسقلان فهي مدينة حسنة ذات سورين، وبها أسواق وليس لها من خارجها بساتين. وليس فيها شيء من الشجر. واستفتتحها صاحب القدس بعساكر الروم من الفرنج وغيرهم، في سنة 548هـ: 1153م. وهي الآن بأيديهم. وعسقلان معزوزة في أرض فلسطين». وفتحت المدينة أبوابها لصلاح الدين في يوم السبت الواقع في 29 جمادى الثانية 583هـ: 4 أيلول 1187م. بعد حصار امتد أربعة عشر يومًا.

     وقد فوَّض السلطان صلاح الدين القضاء والحكم والخطابة، وجميع الأمور الدينية بمدينة عسقلان وأعمالها إلى (جمال الدين أبي محمد بن عبدالله بن عمر الدمشقي) المعروف بقاضي اليمن. وفي الثالث من محرم عام 588هـ. احتل الإفرنج عسقلان وناحيتها وتشاوروا في إعادة تحصينها وإعمارها. بقيت هذه المدينة في يد الإفرنج إلى أن تمكن من استردادها الأمير فخر الدين بن الشيخ في 12 جمادى الآخرة سنة 645هـ: 15 تشرين الأول 1247م. وفخر الدين هذا أحد قواد الملك الصالح الأيوبي الذي يعد من أعظم بني أيوب ملكًا وأحزمهم أمرًا.

بقيت أطلال عسقلان، مدة طويلة، تستعمل كمحجر تأخذ منها الحجارة للبناء في غزة وغيرها حتى لم يبق شيء من أطلالها فالجوامع التي بناها أحمد باشا الجزار في نحو 1790م، جُلِبت أكثر حجارتها من بقايا مدينة عسقلان.

من فوائد الحديث

1- تكرار الرحمة في الحديث هو أمر اختصت به أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ودلالة على رحمة الله بهذه الأمة مع ما يجري عليها من تغير في الأحوال .

2- التكادم فيه إشارة إلى ما سيصل إليه المسلمون من تفرقة، وتنازع على السلطة كما هو حاصل في هذا الزمن !

3- رتب الشارع الأجر العظيم على الرباط لما فيه من ترقب واستنفار وجاهزية عالية في وقت طويل.

4- قد يترتب على بعض الأماكن فضل وأجر يزول بزوال السبب، كما هو في حديث فضل الرباط في عسقلان .

5- مع أن هذا الحديث قد رتب أجر الرباط في عسقلان في زمن مضى إلا أنه لا يمنع أن يعود بترتيب أجر الرباط فيها مرة أخرى، والله أعلم .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك