رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: جهاد العايش 17 يناير، 2016 0 تعليق

الأربعون الفلسطينية الحديث الثالث – هل المسجد الأقصى حرم؟

ليس في الدنيا حرم إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي

القول بأن المسجد الأقصى (ثالث الحرمين) عبارة لا تصح من حيث الاصطلاح الشرعي؛ لأن الحرم هو ما يحرم صيده وشجره وله أحكام تخصه عن غيره

قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء وافتراءات المعتدين

 

كتاب: الأحاديث الأربعون الفلسطينية، وثيقة نبوية تؤكّد ارتباط الأرض المقدسة فلسطين برسالة التوحيد عبر الأزمان كلها أولها وأوسطها وآخرها، إنها أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم  التي تشد العالمين إلى أرض فلسطين، إنها زبدة أحاديث سيد المرسلين حول فلسطين وأهلها، صحيحة صريحة تبعث فينا الأمل والجرأة في الحق، وصدق اليقين، ولقد لقي متن كتاب: (الأحاديث الأربعون الفلسطينية) قبولاً واسعًا؛ فقد تدافع كثيرون إلى ترجمته إلى لغاتهم، فاستحق أن يكون لهذا المتن شرح يليق به، واليوم نستكمل معًا شرح الحديث الثالث الذي نبدأه بالإجابة عن سؤال مهم وهو هل للمسجد الأقصى حرم؟.

المسجد الأقصى ليس حرمًا!

     المسجد الأقصى فضله عظيم ومكانته جليلة لكنه ليس حرمًا، و هي تسمية لا تصح؛ لأن الحرم ما يحرم صيده وشجره وغير ذلك من أحكام فقهية خاصة، وهذا ما لم يحرم في المسجد الأقصى، ولا يصح إطلاق كلمة (حرم) إلا على المسجد الحرام في مكة ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم  في المدينة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «والأقصى اسم للمسجد كله ولا يسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة..».

     ولم تثبت تسمية المسجد الأقصى حرمًا عند أحد من العلماء المحقِّقين ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في: (إعلام الساجد بأحكام المساجد)، والشيخ مجير الدين الحنبلي -رحمه الله- في كتابه: (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) والشيخ عبد الغني النابلسي -رحمه الله- في كتابه: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية).

     وقال شيخ الاسلام -رحمه الله-: «وليس في بيت المقدس مكان يقصد للعبادة سوى المسجد الأقصى. وليس ببيت المقدس مكان يسمى ‏(‏حرمًا)‏ ولا بتربة الخليل، ولا بغير ذلك من البقاع؛ فإن الحرم‏:‏ ما حـرم الله صيده ونباته، ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارجًا عن هذه الأماكن الثلاثة‏.

     وقال: «وليس في الدنيا حرم لا بيت المقدس، ولا غيره، إلا هذان الحرمان، ولا يسمى غيرهما حرمًا كما يُسَمِّي الجهال؛ فيقولون: حرم المقدس، وحرم الخليل؛ فإن هذين وغيرهما ليسا بحرم باتفاق المسلمين، والحرم المجمع عليه حرم مكة، وأما المدينة فلها حرم أيضًا عند الجمهور، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ».

      من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: اللهم إن إبراهيم حَرَّمَ مكة، فجعلها حرمًا، وإني حرمت المدينة، حرامًا ما بين مأزميها ألا يهراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا تخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا اللهم بارك لنا في مدنا، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين» الحديث.

     إن مكة صارت حرامًا شرعًا وقدرًا بتحريم الله لها، وإبراهيم -عليه السلام- لا يحرم ولا يحلل إلا بإذن الله وتوجيهه؛ فإبراهيم حرمها لتحريم الله لها، والنبيصلى الله عليه وسلم  حرم المدينة بأمر الله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم: 3-4).

     قال ابن القيم -رحمه الله-: «فذوات ما اختاره الله واصطفاه من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها مشتملة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها، ولأجلها اصطفاها الله، وهو -سبحانه- فضلها بتلك الصفات، وخصَّها بالاختيار،فهذا خلقه، وهذا اختياره {سُبْحَانَ الله وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (القصص: 68)».

ثالث الحرمين عبارة لا تصح

وكذلك القول بأن المسجد الأقصى (ثالث الحرمين) عبارة لا تصح من حيث الاصطلاح الشرعي؛ لأن الحرم هو ما يحرم صيده وشجره وله أحكام تخصه عن غيره، أما بيت المقدس فإنه لا يحرم صيده ولا شجره، كما هو الحال في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة وذلك باتفاق العلماء، وبعضهم تجاوز حتى أطلق على المسجد الإبراهيمي في الخليل مسمى (الحرم الإبراهيمي)، وهذا لا يجوز؛ لأنه تحريمٌ لهذا المسجد الذي لم يجعله الله حراماً.

     قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «هذا كله؛ لأن دين الله بلغه عنه رسوله فلا حرام إلا ماحرمه الله، ولا دين إلا ما شرعه الله، والله -تعالى- ذم المشركين؛ لأنهم شرعوا في الدين مالم يأذن به الله، فحرموا أشياء لم يحرمها الله».  وقال الأنصاري: «وما سمعته من كبار أهل البلد أنهم يقولون: (حرم القدس) فيحرمون ما أحل الله افتراءً على الله، ونعوذ بالله من الخذلان».   قوله: ولنعم المصلَّى: وهو مدح من النبي  صلى الله عليه وسلم  للمسجد الأقصى.

     قوله:وليوشَكن أن يكون للرجل: لكن هنا وفي هذا الحديث تحديدًا، ما الجديد؟ وما ناقوس الخطر الذي أخبر به وعنه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ إنه قوله «وليوشَكن» وفي رواية: ألا يكون» للرجل مثل «شطن» فرسه من الأرض «وفي رواية: مثل سِيَة قوسه من الأرض»، «وفي رواية: وليوشكن أن يكون للرجل مثل سبط قوسه من الأرض»: ليوشكن: أي ليقربن، أي لابد من ذلك سريعًا، الرسول يخبر عن مستقبل يكون فيه المسجد الأقصى بعيد المنال عن المسلمين.

     قوله: مثل شطن فرسه من الأرض:بفتحتين: الحبل. وقال الخليل: هو الحبل الطويل، وجمعه أشطان. والشطنُ: الحبل الطويل يستقى به من البئر، أو تشدُّ به الدابة. الشّطَن: الحبْل، وقيل: هو الطّويلُ منه، جمعه أشطان، لأشْطَانِها هي جمع شَطَن. والشطن: الحبل الطويل الشديد الفتل. وفي رواية «سِيَة قَوْسِه» هو ما عُطِف من طَرَفَيها ولها سِيَتاَن والجمعُ سِياتٌ. ما عُطِفَ من طرفيها هو الفَرْضُ الذي فيه الوَتَر.  إنه إخبار واضح جلي عن حال المسجد الأقصى، وما آل إليه اليوم من حرمان المسلمين من الوصول إليه والصلاة فيه، إنها دلالة من دلائل نبوة المصطفي صلى الله عليه وسلم ، يخبر عن يوم يتمنى فيه المسلم أن يقف على مساحة ضيقة من الأرض جاءت بقوله: «شطن محاولًا من هذه البقعة أن يُطِلَّ برأسه ليرى فقط المسجد!، فضلًا عن الصلاة فيه، أَلَا نرى في هذا الحديث وصفاً لحال المسجد اليوم، وما آل إليه من إحكام السيطرة اليهودية عليه حتى حرم ما يزيد عن المليار والنصف مليار مسلم من الوصول إليه!!

     قوله: حيث يرى منه بيت المقدس خيراً له من الدنيا جميــعًا، أو قـــال: خيــراً مـــن الـدنـيا وما فيها: ومن المُؤسِف والمُحزِن أن وقائع الأحداث وتتابعها تسير في فلك تحقيق هذا الحديث، وأن حراك اليهود المتنامي في اتجاه السيطرة على المسجد الأقصى يومًا بعد يوم حتى تجلَّى أمامنا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم  في هذا الحديث وأن الأحداث تدور في جملتها لتصب في النهاية إلى الأمنية التي تتمناها الأمة المسلمة بجملتها التي زادت عن المليار والنصف مليار من المسلمين كلهم يتمنى أن يحال بينه وبين يهود وما جعلوه من حواجز وموانع تحول بيننا وبين المسجد الأقصى، حتى أصبحت أمنية وحلماً يتمناه كل مسلم أن يصل إلى المسجد الأقصى ليصلي فيه أو يكحل عينه به، ويكون ذلك أحب إليه من الدنيا جميعًا، وها هو ذا المسجد اليوم يعيش زمنًا نلمس فيه صدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم  عما سيكون عليه وضع المسجد الأقصى. 

     وما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم  في منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى تمثل في أنواع من الأطواق والحواجز والموانع اليهودية حول بيت المقدس والمسجد الأقصى، المتمثلة بالمغتصبات المتنامية يوميًا، التي أنشأها اليهود حتى لا يرى المسجد الأقصى؛ حيث طوقت المدينة المقدسة بأكملها بأطواق خانقة متعددة ومتنوعة،ومن ذلك:

(الطوق الأول) حول أسوار البلدة القديمة في المدينة المقدسة (القدس):

الحي اليهودي، المركز التجاري الرئيس، مشروع قطاع ماميلا، الحديقة الوطنية.

(الطوق الثاني) مجموعة من الأحياء اليهودية الآتية: رامات أشكول، نحلات دفنا، سانهدريا، النبي يعقوب، التلة الفرنسية(حي شاييرا)، الجامعة العبرية، تلبيوت (الطالبية الشرقية)، راموت، غيلو (شرفات)، غفعات همفتار، وعطاروت.

(الطوق الثالث) المغتصبات اليهودية حول مدينة القدس: الكانا، كندا بارك، كفار عتسيون، إيلون شفوت، روش تسوريم، أليعيزر، أفرات، تكواع، غفعات حداشا، غفعون، الموغ، معاليه أدوميم (أ)، معاليه أدوميم (ب) معاليه أدوميم (ج)، بيت حورون، هارغيلو (روش غيلو).

أما الطوق الرابع فهو الجدار اليهودي الفاصل حول مدينة القدس والأحياء والتجمعات الفلسطينية، كما أن هناك جملة من الممارسات أسهمت بجملتها في طرد المقدسيين وتفريغ المدينة المقدسة ومسجدها من المصلين، من ذلك:

- غلاء الأراضي وفحش أسعارها: مقارنة بدخل المقدسيين التي أثقلتها تبعات الإقامة في المدينة المقدسة، وقد ساهمت المنظمات الصهيونية وما تقدم من إغراءات مالية مهولة في ارتفاع أسعار العقار حتى غدا المقدسي بين مطرقة الإغراءات المالية الضخمة في شراء بيته الصغير الذي لا يستوعب أفراد أسرته، وسندان شراء بيت يستوعب أفراد أسرته لكن بمبالغ تنوء بحملها الجمال.

- النكبات الاقتصادية: من خلال سلسلة إجراءات منع وصول أبناء عموم سكان فلسطين من الضفة والقطاع إلى المدينة المقدسة؛ مما أثر سلبًا على الحركة الاقتصادية وضعف وارداتها؛ مما اضطر كثيرًا من التجار المقدسيين إلى عدم الصمود أمام سلسلة من الضرائب التي لا مثيل لها في العالم.

- الطوق الأمني: والذي يرمي إلى حصار ممنهج مدروس يحقق المطلب الصهيوني للتضييق الديني أولًا؛ ليمنع المدد الجماهيري من عموم أهل فلسطين الموصول بالمسجد الاقصى والاقتصادي ثانيًا الذي يدعم صمود التاجر المقدسي، والاجتماعي ثالثًا، الذي يدعم اللُّحمة ويغذي التواصل الاجتماعي بين عموم الفلسطينيين، وفي المقابل منحت السلطات اليهودية المستوطنين اليهود العديد من التسهيلات لتمكينهم في الإقامة داخل المدينة المقدسة وضواحيها، وكانت النتيجة أن (420) ألف يهودي يقطن في القدس اليوم في جزئيها الشرقي والغربي مقابل (170) ألف عربي يقطنون في الجزء الشرقي من المدينة.

- الطرد: عندما احتل اليهود كامل مدينة القدس سنة 1967م عدَّت السكان الأصليين الموجودين – مواطني القدس – أجانب يقيمون إقامة دائمة في الكيان اليهودي بموجب قوانينهم، ووجودهم في المدينة المقدسة بمثابة أجانب اضطرتهم الظروف إلى الاستقرار في دولة أجنبية، وكل من أمضى مدة سبع سنوات خارج حدود بلدية القدس، فقد حقه في الإقامة فيها، وكل من يسكن خارج مدينة بيت المقدس تلغى هويته المقدسية، ولا يحق له دخولها والسكن بها أو التمتع بامتيازات القاطنين فيها.

- خطورة السكن والإقامة في البلدة القديمة وحول المسجد الأقصى: وذلك لما يتعرض له السكان المسلمون من الاعتداءات اليومية من اليهود التي تمثلت بالطعنات والمضايقات بالحركات والألفاظ البذيئة، وإلقاء القاذورات على أبواب وفي أحواش البيوتات المقدسية، وتكسير السيارات وتخريبها ونوافذ البيوت وأبوابها والمرافق الخاصة بالسكان المقدسيين، فضلًا عن المضايقات التي يواجهها المصلون المسلمون المتجهون للصلاة في المسجد الأقصى من اليهود في حال خروجهم لصلاة الفجر وصلاة العشاء خاصة؛ حيث يتعرضون للمضايقات والأذى الجسماني؛ وهذا مما يجبر بعض من يطلب الأمان الخروج خارج أسوار القدس الشرقية، وتشتد وطأة كل ما سبق في الأعياد والمناسبات اليهودية التي تحظر على المسلمين التحرك وممارسة أعمالهم اليومية. وما سبق هو غيض من فيض الكثير من الإجراءات والقوانين التي لا يتسع المجال لذكرها والإسهاب بها، وتطرقت لها الكتب والدراسات الخاصة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

     والمتتبع اليوم لأحوال المسجد الأقصى في ظل الاحتلال اليهودي الحاقد، وتصاعد الأحداث والممارسات اليومية، والممارسات الصهيونية يوقن بصدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حيث يسعون بكل الطرائق لتفريغ المسلمين -أهل الأقصى- منه وتهجيرهم والتضييق عليهم.

     التشكيك بمكان المسجد الأقصى عند الشعوبيين ومكانتة: ومما جاء في كتبهم أنهم لا يرون أن المسجد الأقصى الذي نعرفه في فلسطين هو ذاك الذي جاء ذكره في مطلع سورة الإسراء، قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1)، إنما في السماء ولا فضل له بل مسجد الكوفة أفضل منه، وهذا ما يروونه عن أبي عبدالله -عليه السلام- قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، وقلت المسجد الأقصى جعلت فداك؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسري برسول الله[، فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس فقال: مسجد الكوفة أفضل منه.

 أَين المسجد الأقصى بنظر اليهود؟!

قد مضى من محاولات اليهود في التشكيك بمكان المسجد الأقصى ومكانته، وأشاعوا أنه ليس هو ذاك المسجد المتعارف عليه فيما بين المسلمين أنه في القدس وإنما هو في مكان آخر !! ويجب على المسلمين أن يبذلوا وسعهم في البحث عنه بعيدًا عن القدس...!!

     يقول (يهودا ليطاني) في مقالة له (بجريدة يديعوت): «إنّ هناك تفسيرات إسلامية أخرى لعبارة المسجد الأقصى تجعله في مناطق أخرى من جملتها، بقرب المدينة المنورة». وعدّوا العرب والمسلمين أنهم احتلوا القدس والمعبد عام (638) م وحطّموا ما بقي من آثار الهيكل الثاني والمذبح.

كما يتهمون الخليفة الأمويَّ عبدالملك بن مروان -رحمه الله- أنه بنى قبة الصخرة على أقدس بقعة يهودية -قدس الأقداس-، وكل ذلك من غير إذن أو موافقة اليهود، ويعدون ذلك تعديا على أملاك الغير واستعمارها.

ويتهمون المسلمين أَنهم يحاولون إتلاف كل ما يمت لليهود بصلة في الأرض المقدسة وإخفائه، كما يدَّعون أن المسلمين يروجون الأكاذيب حول ملكيتهم للأقصى!!

كما يتهمون الدول الكبرى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الولايات المتحدة الأمريكية بتقصيرهم جميعًا، تجاه مطالب اليهود بإرجاع المقدسات اليهودية من العرب المسلمين، وأن هؤلاء جميعًا ينافقون العرب لكسب نفطهم.

المسجد الأقصى

من فوائد الحديث:

1- المسجد الأقصى، في أرض باركها الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1). قيل: لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية؛ لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة، ومن بركته أنه فُضِّل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .

2- فيه دلالة واضحة على اهتمام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  بالمسجد الأقصى وفضله وقصد زيارته وأجر الصلاة فيه بمئتين وخمسين صلاة، مع أنه مُحتَل من قبل الرومان الصليبيين، ولم يفتح بعد، وفيه ثناء النبي صلى الله عليه وسلم  على المسجد الأقصى المبارك بقوله «ولنعم المصلى هو».

3-الحديث فيه دلالة ظاهرة على أنه سيُفتَح ويُصلي فيه المسلمون. كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم  بفتحه، فقد أَخبر عن أمر غيبي سيقع للمسجِد الأقصى لا محالة وهو احتِلاله مرة أخرى، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم  عن أحوال يصير إليها المسجد من حصارٍ ونحوه و بأن المُحتَل سيمنع المسلمين من الاقتراب منه و الصلاة فيه أو حتى مشاهدته عن بعد وأن من نال شرف رؤية المسجد فقد حظي خيرًا كثيرًا. الحديث من أعلام نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

4- فيه دلالة على حسن تربية النبي صلى الله عليه وسلم  لأصحابه وكيف غرس فيهم حب المسجد الأقصى والاهتمام به مع أن أغلبهم لم يعرفه من قبل.

10- وفيه إشارة إلى عظم التبعات التي سيتحملها أهل فلسطين بعامة وأهل بيت المقدس بخاصة.

11-والحديث فيه دلالة بالغة على مكانة المسجد في نفوس المسلمين، بل مكانة المسجد الأقصى في الشرع الإسلامي.

12-وفيه دلالة واضحة على أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء وافتراءات المعتدين.

13- نسخ القبلة الأولى – المسجد الأقصى – لم يلغ منزلته ومكانته الشرعية في الإسلام، بل بقيت منزلته محفوظة ومكانته مرموقة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك