رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 17 يونيو، 2010 0 تعليق

اقترح رابطة تضم علماء السلف.. وتأسّف على ضعف المسلمين الدكتور عبدالله شاكر: الوحـدة السلفية يعــد من أولويات المرحلة القادمة

 

 أكد رئيس جماعة أنصار السنة بمصر الدكتور عبدالله شاكر أن القدس والمسجد الأقصى لهما مكانة في تاريخنا الإسلامي ومكانة في التاريخ عموما، وأعرب عن أسفه من ضعف المسلمين وتفريطهم وتهاونهم وتشتتهم.

وقال: إن عدم التفافهم حول قيادتهم أضعفهم وأضعف هذه القيادات، مشيرا  إلى أنه لا بد أن نشحن شبابنا وعلماءنا وحكامنا، وأن نطلعهم على حقيقة حجم هذه القضية وأن يعلم الجميع قوة أعدائنا.

واقترح الدكتور شاكر أن تكون هناك رابطة تضم علماء السلف ليخرجوا فتاوى موحدة فيما يمكن أن ينزل بالأمة؛ حيث يمكن أن تؤدي هذه النوازل  إلى كثرة الكلام وكثرة الاختلاف وإبداء الآراء التي لا تتفق مع منهج السلف. وبيّن أن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - دعوة مباركة ثمارها تستمر حتى يومنا هذا. وأشار  إلى أن نقد المسؤولين على شاشات التلفاز أو في وسائل الإعلام يعد فوضى إعلامية يجب ألا تكون؛ فالرموز والقيادات وشخصيات الأمة الموجودة في أي دولة يجب أن يتم توجيههم برفق ولين بما يتناسب مع مكانتهم.

الوحدة السلفية

- كيف تنظرون إلى الوحدة السلفية؟ وما رؤيتكم لجميع السلف في العالم؟

- موضوع الوحدة السلفية يعد من الأهمية بمكان؛ لأننا نجد مسميات مختلفة كثيرة كلها تزعم أنها تنتسب  إلى السلفية، وقد سمعنا في الآونة الأخيرة مع اتساع المد السلفي بشيء اسمه: (الجهادية السلفية) أو غير ذلك، وهذا يدفعنا  إلى أننا يجب أن نحكم الدعوة السلفية من خلال علماء سلفيين في العالم الإسلامي، والحمد لله لا يوجد قطر أو دولة إلا وبهما علماء سلفيون ينهجون منهج السلف الصلاح، هؤلاء يجب أن يستفاد منهم وهؤلاء هم الذين يأخذ عنهم، ومن هنا اقترح أن تكون هناك رابطة تضم علماء السلف ليخرجوا فتاوى موحدة فيما يمكن أن ينزل بالأمة ويمكن أن تؤدي هذه النوازل  إلى كثرة الكلام وكثرة الاختلاف وإبداء الآراء التي لا تتفق مع منهج السلف، وإن كان المتحدث قد يميل  إلى منهج السلف إلا أن قلة الوعي لديه أو عدم الفقه أو عدم وصوله  إلى درجة العلماء الربانيين المتعلمين المتعمقين أمثال الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، قد تؤدي إلى فتاوى غريبة، والأمة لن تخلو من علماء أجلاء كأمثال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ والشيخ الفوزان حفظهما الله، ولدينا علماء في دولة الكويت يشار لهم بالبنان وكذلك في البحرين والمغرب وكل بلاد العالم، فهناك نماذج سلفية على مستوى رفيع، هؤلاء يجب ألا يغيبوا عن الساحة الإسلامية وأن تكون أقوالهم المدعمة بالدليل والتي تخرج من واقع فقههم الأمة الإسلامية في جميع العالم الإسلامي، ويجب أن تؤصل وأن تخرج ويستمع إليها الناس، وأن يكف الآخرون عن الرأي في كلام أو نازلة أو غير ذلك، ولا سيما الأمور المهمة؛ حتى لا يُشق الصف ولا تكثر الفتن والخلافات.

آراء شاذة

- ظهرت على السطح آراء شاذة وتجمعات صغيرة من غلو وإفراط وتساهل وتفريط...ما المناخ الذي هيأ لخروج مثل هذه التجمعات؟

- الحقيقة غياب دور العلماء أو ربما تحجيم دورهم، وعدم إبراز دورهم كما يجب وكما يكون في وسائل الإعلام المختلفة، وعدم إفساح المجال لهؤلاء العلماء كي يصل صوتهم  إلى شباب الأمة، كل ذلك محتما أفرز مجموعة من الشباب ممن يلجأون إلى أنصاف العلماء لياخذو عنهم، ولاسيما أن الشباب لديه الشجاعة والتعجل في اتخاذ القرار وعدم التريث، أو قد يكون ممن لديه عاطفة تخرج عن حد الاعتدال، فتخرج منه ألفاظ متعددة مايجعلهم يلتفون حول أنصاف العلماء، فالشيطان يزين للناس الإثم والفجور.

والوقاية من كل ذلك بالرجوع إلى العلماء الربانيين أصحاب الفقه في الدين الذين لا يخرجون عن آراء سلف الأمة الصالحين.

أما البؤر التي خرجت وكفرت، أو الأخرى التي نادت برجعية الإسلام وتخلفه وأنه لا يصلح للعصر الحاضر، فأدت  إلى تسيب وطرحت أطروحات بعيدة عن مفهوم الدين، وقد تلتقي مع العلمانيين أعداء الإسلام، كل هذه أسباب أدت إلى انحراف الشباب وعدم أخذهم عن العلماء الربانيين.

نقص التربية

- وكيف يقبل شباب متعلمون، وفيهم أصحاب شهادات عليا وأصحاب اختصاصات علمية أن يتبعوا رجلا صفرا من العلم، صفرا من الأخلاق؟

- الحقيقة أن نقص التربية من الأسباب الداعية لمثل ذلك وأنا أعرف أناسا ليسوا بكثير من حملة الدراسات العليا، وبعضهم وصل  إلى درجة الدكتوراه ولو فتح المصحف لم يستطع أن يقرأ منه آية قرإة صحيحة؛ لأنه لم يترب التربية الصحيحة ولم يلتزم بهدي النبي [ وقد أتت عليه فترة يريد أن يتعلم فلم يجد أمامه إلا أنصاف العلماء أو رجلا سطحيا في الدين فتتلمذ على يديه وهو أصلا ناقص المؤهلات.

- القدس قضية إسلامية من الدرجة الأولى... ما دورنا بوصفنا حكام ومحكومين في التصدي لهذا التهويد؟

- في الواقع سؤالك فتح جرحا له أثر كبير وعميق في القلب؛ لأن القدس والمسجد الأقصى لهما مكانة في تاريخنا الإسلامي ومكانة في التاريخ عموما؛ فالمسجد الأقصى قد بارك الله حوله وذكر اسمه في القرآن الكريم، ويؤسفني أن أقول: إن ضعف المسلمين وتفريطهم وتهاونهم وتشتتهم وعدم التفافهم حول قيادتهم أضعفهم وأضعف هذه القيادات، وكلنا يقع علينا نوع من أنواع الخطأ والتقصير في هذا الأمر، وإن لم يكن تقصيرا في المساعدة فهو تقصير في الفهم والوعي، ولا بد أن نوصل رسالتنا إلى شبابنا وعلماءنا وحكامنا، وأن نطلعهم على حقيقة حجم هذه القضية، وأن يعلم الجميع قوة أعدائنا، وأحب أن أشير إلى أن المسلمين لو اتحدوا لن يكون للصهاينة قوة على ظهر الأرض، ولكن المشكلة أننا متفرقون وأضعفنا قيادتنا وأضعفنا دولنا وخرجنا عليها أو نسبنا إليها أمور هي في الحقيقة قد يجب عليها فعلها، ولكن قد تعجز في الوقت الحالي تحقيقها لأمور قد تخفى على الجميع، ومن هذا المنطلق يجب أن ندعم هذه الدول ونقف  إلى جوارها وننصحها ونوجهها والحمد لله وزراء الخارجية لديهم نشاط ملحوظ في معظم الدول، وقد يكون لديهم دور في جمع الصف وتوحيد الكلمة في مواجة الأعداء.

الإمام المجدد

- دعوة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أبرز دعوة في العصور المتأخرة، وقد أثير حولها العديد من الحوارات·· كيف تراها؟

- دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله دعوة مباركة ثمارها تستمر حتى يومنا هذا، وأحب أن أشير  إلى أن الصحوة السلفية القائمة والبارزة على السطح وهي - والحمد لله - منتشرة في العالم أجمع وأعني بذلك السلفية التي لا تخرج عن حد الاعتدال فقد يسمى أناس بالسلفيين ولكنهم لديهم ألوان مختلفة من فهم غير سليم لبعض القضايا الإسلامية حتى العقدية منها، ولكني أعني مفهوم السلفية التي تتبناها وترعاها جمعية إحياء التراث الإسلامي بمنهجها الوسطي المعتدل المعروف، هذه الجمعيات والمؤسسات السلفية المعروفة الموجودة في الكويت أو في مصر أو في المغرب أو في سائر العالمين العربي والغربي، هي ثمرة من ثمرات دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فهي دعوة مباركة بإذن الله.

- دكتور عبدالله بحكم أنكم رئيس لجماعة أنصار السنة بمصر، ومصر تشهد الآن حراكا سياسيا واضحاً للجميع... هل توافق على نقد المسؤولين على شاشات التلفاز أو في وسائل الإعلام؟ وهل يندرج ذلك تحت قضية الحاكمية وولي الأمر؟

- هذه في الواقع فوضى إعلامية يجب ألا تكون، فالرموز والقيادات والأعلام وشخصيات الأمة الموجودة في أي دولة يجب أن يتم توجيههم برفق ولين بما يتناسب مع مكانتهم ومع ما هم عليه حتى لا تتجرأ العامة عليهم، ولي كلمة قد نقلتها من كتاب ابن الجوزي رحمه الله، حيث ذكر فيه كيفية النصيحة للأمراء والمسؤولين وولاة الأمور، فأرجو أن يطلع عليه الجميع؛ لأن نقد المسؤولين أو نقد وزير أو رئيس دولة على صفحات الجرائد وشاشات التلفاز قد يشجع العامة والرعاع من الناس على التطاول عليه، والنصيحة يجب أن تقدم برفق ولين على حسب درجات المنصوح؛ فيجب أن ينظر  إلى مكانته الأدبية والاجتماعية، فهذا النقد قد يدعو هذا المسؤول عل النقيض وإلى عكس ما يدعى إليه.

استقطاب الشباب

- كيف يمكن استقطاب الشباب للساحة الإسلامية؟

- الشباب عمود كل أمة والاستفادة من الشباب شيء ضروري للغاية؛ فعلى المؤسسات الإسلامية أن تضع برامج خاصة تهتم بالشباب الإسلامي حتى تجذبه لديها وتبعده عن الهوى والأفكار الهدامة.

- كيف يمكن التصدي لحملة ذوبان المرأة المسلمة ومحاولة إفسادها؟

- فيما يتعلق بالمرأة المسلمة فلا شك أن الغرب يريد أن تكون المرأة المسلمة كما هم في الغرب تخرج بلا ضوابط وبلا حدود، وتشارك الرجال وتزاحمهم في كل الأعمال، هؤلاء وقع عندهم خلال وأنا أتوقع أن هذه الدول لن تستمر بحال من الأحوال؛ لأنها عبارة عن أفراد لا يوجد بينهم أي ترابط أسري أو اجتماعي، والعلة في ذلك عدم وجود الأم المربية التي تتبنى تعليم الدين، وقد سمعت وشاهدت أن البنت عندما تصل إلى سن 16 سنة تخرج من البيت وتستقل بذاتها وتتحرك كما تشاء، فهم يرغبون أن تكون المرأة عندنا في مجتمعنا الإسلامي الذي له قواعده وأصوله مثلهم تماما، ولكن المرأة عندنا منتجة فهي عاملة في بيتها ومربية لأطفالها، وهي التي تصنع الرجال، بيت الخبرة، المصنع الذي يخرج لنا الأجيال ويربي لنا الرجال: أما إذا احتاجت المراة للعمل وكان العمل يتناسب مع قدراتها وإمكانياتها ومع طبيعة خلقتها، وتفيد بنات جنسها ولا يؤثر على بيتها، ويكون محكوما بضوابط شرعية، فمرحبا بهذا.

- إعلام الجريمة وأثره على الأمة من وجهة نظرك... كيف تراه؟

- في الواقع لدينا آية قرآنية تقول: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} فإعلام الجريمة يجرئ على الوقوع فيها وينزع من المشاهدين مهابة الوقوع في الجريمة، وربما ينظر إليها بعض الشباب فيحاكي الجريمة ويقع فيها؛ ولذلك نهى الإسلام عن نشر الجرائد والفحش بين الناس ومايدور بينهم.

وإذا كان الإسلام قد نهى عن التحدث بما يدور بين الرجل وامرأته من أمور شرعية، فما بالك بنشر الجريمة للعالم كله على وسائل الإعلام?!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك