رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 9 ديسمبر، 2021 0 تعليق

افـتراء الاهـتراء

 

 

- الفرع يستمد قوته دائما من الأصل، فإذا كان الأصل هو الإسلام العظيم، فإن الفروع حتما ستكون قوية ومثمرة دائما وأبدا، وإن اعتراها الضعف يوما ما، فإن ذلك يكون بسبب من يسعى ليحطم الفروع، ويعتدي عليها، ويمكر بها مكر الليل والنهار.

- ويظن بعض المخادعين أن خطاب الإسلام السياسي أصبح باهتا! مهترئاً لذا لا ينبغي أن نسمع لهم ولا نعيرهم اهتماما؛ ذلك لأن الخطاب الإسلامي السياسي كان ولا يزال خطابا قويا ومفعما بالحيوية وسيظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

- فمنذ النداء الأول للنبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنَا النبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ»، والأمة جميعها تحتشد وتتنادى لجمع الصف والقوة في مواجهة الأعداء. ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا هَلَكَ كِسْرَى فلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وإذا هَلَكَ قَيْصَرُ فلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُما في سَبيلِ اللَّه»ِ؟ دليل على استشراف المستقبل بأن الغلبة لهذا الدين مهما ادلهمت الخطوب، واحتدمت المحن، وتأمر المتآمرون.

- استمرارية الدعوة والجهاد والرفعة والعزة، سنة من سنن الله لهذا الدين، وهو الحافز والدافع للمخلصين من الأمة لأن يكونوا دائما ظاهرين على الباطل لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم؛ حيث وصفهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «لا يَزالُ مِن أُمَّتي أُمَّةٌ قائِمَةٌ بأَمْرِ اللَّهِ، لا يَضُرُّهُمْ مَن خَذَلَهُمْ، ولا مَن خالَفَهُمْ، حتَّى يَأْتِيَهُمْ أمْرُ اللَّهِ وهُمْ علَى ذلكَ». وفي رواية أخرى: «لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ».

- ومع هذه الطائفة القائمة بأمر الله والظاهرة على الحق، فإن الله يبعث من يحثهم ويقويهم على الاستمرار والعمل والدعوة والجهاد، قال - صلى الله عليه وسلم -: «يَبعثُ اللَّهُ على رأسِ كلِّ مائةٍ مَن يجدِّدُ لهذهِ الأُمَّةِ أمرَ دينِها».

- ولو تأمل المنصف المريد للحق، لعلم بأن الخطاب الإسلامي بأنواعه كافة، هو السائد؛ فالخطاب الإسلامي في وسائل التواصل الاجتماعي يجد حضورا مبهرا وفاعلا، وكذلك الكتاب الإسلامي يلقى رواجا وانتشارا ليس في العالم الإسلامي فحسب بل في مختلف أنحاء العالم، أما أصداء القرآن الكريم فهي في كل أرجاء الدنيا.

- إن الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين لا يمكن أن تحسب على الإسلام بجميعه، ولا يمكن أن تنسحب على قدرة الإسلام على التجدد والتعايش والفعالية في كل عصر وزمان، بل هذه الأخطاء تعود للنهج الخطأ الذي يسير عليه هؤلاء، ولا يمكن تحميل الإسلام مثل هذه الأخطاء.

- لقد جرب العالم الإسلامي أنواعا من الخطاب البعيد عن إرث الأمة وتاريخها المجيد، بدئا من الليبرالية الغربية والإلحادية الشيوعية، والاشتراكية المؤدلجة، والقومية والشعوبية وغيرها، إلا أنها جميعا فشلت وتهافتت أمام الظهور الإسلامي، بعدما يئست الأمة من الشعارات الكاذبة، والهتافات الجوفاء، والأيدولوجيات الفارغة، وعادت الحياة للأمة تدريجيا، ونحن مؤمنون بموعود الله بأن الغلبة للدين الحق ولو بعد حين.

 

م6/12/2021 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك