رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ذياب أبو سارة 12 أغسطس، 2024 0 تعليق

افاق التنمية والتطوير – استراتيجيات النجـاح في العمل المؤسسي والخيري

  • المتدبر في أحكام الشريعة يجد أن من أهم سمات المنهج القرآني، الجمع بين الثبات والمرونة في الإدارة بما يحقق المصالح العامة ويحقق التنمية والتطوير
  • النجاح في بيئة العمل المؤسسي يتطلب جهدًا مستمرا وتطويرًا ذاتيا ينسجم مع الأهداف والغايات المنشودة
  • تتطلب استراتيجيات النجاح في العمل المؤسسي تكامل الجهود في مختلف المجالات من التخطيط والتنظيم إلى الابتكار وإدارة الجودة
 

يعدّ النجاح في العمل المؤسسي هدفا تسعى إليه الكيانات المؤسسية والمنظمات الخيرية والدعوية وغيرها، فهو يتطلب مزيجًا من المهارة والكفاءة والرؤى الاستراتيجية، ويأتي قبل ذلك كله بلا شك تحري الدقة والإخلاص والتوكل على الله واستحضار نية الخير والإصلاح وعمارة الأرض، وذلك مصداقا لقول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقوله سبحانه: {فإذا عزمت فتوكل على الله} وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه».

أولاً: منظومة التخطيط الاستراتيجي

المؤسسات عموما تعدّ جزءًا أساسيًا من الاقتصاد والمجتمع، ومن أجل تحقيق النجاح المؤسسي، يجب على الشركات تطوير استراتيجياتها؛ بحيث تشمل جوانب متعددة وتركز على المحاور الأساسية التالية:
  1. التخطيط الاستراتيجي
يقصد بالتخطيط الاستراتيجي الخطوات الأساسية لتحقيق النجاح، ويشمل ذلك بلا شك تحديد الأهداف والرؤية المستقبلية للمؤسسة، وهنا ينبغي أن تكون الأهداف واقعية وقابلة للقياس وأن تتماشى مع رؤية المؤسسة.
  1. تنظيم الموارد البشرية
حيث تعدّ الموارد البشرية أحد أهم عناصر النجاح المؤسسي، فيتعين على المؤسسات استقطاب وتطوير الأفراد الموهوبين وتوفير بيئة عمل تحفز على الابتكار والإنتاجية، وتشمل استراتيجيات تنظيم الموارد البشرية التدريب والتطوير؛ بحيث يكون الاستثمار في مهارات الموظفين لزيادة الكفاءة، إلى جانب تعزيز نظام التحفيز والمكافآت لمكافأة المحسن وتحذير المسيء.
  1. التواصل الفعال
يمثل التواصل الفعال عنصرًا حاسمًا في النجاح المؤسسي، ويمكن أن تحسن استراتيجيات التواصل الداخلي والخارجي من تفاعل الموظفين والعملاء والشركاء، وتشمل عناصر التواصل الفعال تحقيق الشفافية من خلال توفير معلومات دقيقة حول قرارات المؤسسة وأدائها، وقياس التغذية الراجعة من خلال إنشاء قنوات للتغذية الراجعة من الموظفين والعملاء لتحسين العمليات.
  1. الابتكار والتكيف
يجب على المؤسسات أن تكون قادرة على الابتكار والتكيف مع التغيرات السريعة في بيئة العمل، ويتطلب ذلك بلا شك تشجيع الإبداع، وخلق بيئة تسهل تبادل الأفكار الجديدة، مع القدرة على التكيف مع التغيرات، والعمل على تعديل الاستراتيجيات والعمليات لمواجهة الأزمات والتحديات والمخاطر المتوقعة.
  1. إدارة الجودة
تحسين جودة المنتجات والخدمات يعدّ أمرًا حيويًا للنجاح المؤسسي، ويمكن أن تؤدي استراتيجيات إدارة الجودة إلى تعزيز رضا العملاء وزيادة الولاء المؤسسي بما تتضمنه من تطبيق معايير الجودة، والمراجعة المستمرة والتقييم الدوري للعمليات والمنتجات لضمان الجودة، وتحسين الأداء.
  1. فهم السوق والعملاء
معرفة احتياجات السوق والعملاء تعد من العوامل الأساسية لنجاح المؤسسة، ويجب في هذا الإطار إجراء البحوث التسويقية لجمع البيانات حول تفضيلات العملاء والسوق، والحرص على تقديم خدمات مخصصة تلبي احتياجات العملاء بشكل محدد.

ثانيًا: تلازم المعارف والمهارات

        لا شك أن العوامل المؤثرة على النجاح في العمل المؤسسي تتنوع بين المهارات الفنية التي تشمل المعرفة بالمجال، والقدرة على حل المشكلات، والمهارات التقنية اللازمة لتولي الوظائف المختلفة، إلى جانب تطوير المهارات الشخصية التي تشمل التواصل الفعال، والعمل الجماعي، ومهارات القدرة على التأثير والإقناع، وطرائق التفكير النقدي، ويضاف إليها الذكاء العاطفي والاجتماعي بما يتضمنه من مفاهيم القدرة على فهم المشاعر، وإدارة العلاقات العامة والشخصية، وحل النزاعات، وإدارة المخاطر وتحديد الأولويات وإدارة الموارد وصيانة الإنجازات، وتعزيز مواطن القوة، ومعالجة مواطن الخلل والضعف، والحرص على تحقيق التنافسية والقيمة المضافة في السوق المستهدف.

ثالثًا: دور القيادة في تحقيق النجاح

       تلعب القيادة دورًا محوريًا في تحقيق النجاح المؤسسي والخيري على حد سواء، فالقائد الفعال هو الذي يستطيع توجيه المؤسسة نحو تحقيق أهدافها، وتحفيز فريق العمل، وبناء علاقات قوية مع الشركاء والمستفيدين، في جو من الإيجابية والحرية المسؤولة، وتبرز أهمية القيادة في المؤسسات من خلال ما يلي:
  • تحديد الرؤية والرسالة: القادة هم المسؤولون عن وضع الرؤية الواضحة للمؤسسة وتحديد رسالتها، هذه الرؤية هي التي توجه جهود جميع أفراد الفريق وتساعدهم على فهم أهمية عملهم.
  • بناء فريق العمل: القادة الناجحون يجيدون بناء فرق عمل متماسكة ومتنوعة، فهم يعملون على خلق بيئة عمل إيجابية تشجع على التعاون والابتكار.
  • اتخاذ القرارات: يقع على عاتق القادة اتخاذ القرارات الصعبة والمهمة، التي تؤثر على مستقبل المؤسسة.
  • إدارة التغيير: القادة هم المحرك الرئيسي للتغيير في المؤسسة، عليهم أن يكونوا قادرين على إدارة التغيير بفعالية وتقليل المقاومة.
  • تحفيز الموظفين: يجب على القادة أن يكونوا قادرين على تحفيز موظفيهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم.

القيادة في المؤسسات الخيرية

تكتسب القيادة في المؤسسات الخيرية أهمية خاصة، وذلك نظرا لكون القائد في هذه المؤسسات يجب أن يكون لديه:
  • رؤية إنسانية: فهم عميق للاحتياجات الإنسانية والرغبة في تقديم المساعدة.
  • مهارات إدارة الموارد: القدرة على إدارة الموارد المحدودة بكفاءة وفعالية.
  • مهارات بناء الشراكات: بناء علاقات قوية مع المانحين والشركاء الآخرين.
  • قدرة على التأثير: القدرة على التأثير على صناع القرار واتخاذ إجراءات إيجابية.

صفات القائد الناجح

  • الرؤية: القدرة على تصور المستقبل وتحديد الأهداف الطموحة.
  • الإلهام: القدرة على العمل بروح الفريق وعلى تحفيز الآخرين والعمل كقدوة.
  • التواصل الفعال: القدرة على التواصل بوضوح وشفافية مع جميع الأطراف.
  • المرونة: القدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات.
  • الثقة بالنفس: الإيمان بقدراته وقدرة فريقه على تحقيق النجاح.
  • الذكاء العاطفي: القدرة على فهم مشاعر الآخرين وإدارتها.

التحديات التي تواجه القادة

  • ضغوط العمل: يتعرض القادة لضغوط كبيرة لتحقيق الأهداف المحددة.
  • تغيير البيئة: يتعين على القادة التكيف مع التغيرات المستمرة في البيئة الاقتصادية والاجتماعية.
  • نقص الموارد: قد تواجه المؤسسات نقصًا في الموارد المالية والبشرية.
  • التنوع الثقافي: في المؤسسات الكبيرة، قد يكون هناك تنوع كبير في الثقافات والقيم.
 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك