رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 5 أكتوبر، 2015 0 تعليق

اسم الله (المحسن)

عندما رزق الله ابنتي ابنها الثالث استشارتني وزوجها في البحث عن اسم يبدأ بـ(عبد...) وذلك أن أخاه الأكبر اسمه (عبدالوهاب)، اقترحت عليهما (عبدالرزاق)، و(عبدالمحسن).

- هل (المحسن) من أسماء الله الحسنى؟!

- نعم هو من الأسماء التي لم ترد في القرآن ولكن ثبتت في حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حكمتم  فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسن يحب المحسنين» (صحيح الجامع).

وفي رواية أخرى: «إن الله محسن يحب الإحسان؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، ثم ليذبح ذبيحته» (صحيح الجامع).

نسيبي (بوعبدالوهاب) لا يقتنع بسهولة ولا سيما في الأمور التي أخبره بها، غاب يومين ثم رجع.

- لقد سألت وأخبرني إمامنا في المسجد أن بعض العلماء قال: إن (المحسن) ليس من الأسماء الحسنى.

- نعم لقد أسقط بعض العلماء هذا الاسم من الأسماء الحسنى ولكن الصحيح أنه ثابت والحديث صحيح ومن أثبته حجة على من لم يثبته.

كانت ابنتي معي وأحبت الاسم فتمت التسمية بـ(عبدالمحسن).

- ماذا عن المعنى اللغوي لـ(المحسن)؟

- في اللغة «أحسن إليه» و«أحسن به»: صنع له وبه معروفا، ويحسن الشيء: يعلمه ويتقنه، و«الحسنى» البالغة الحسن في الكمال والجمال، كما قال تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة}، في بعض التفاسير (الحسنى) الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى سبحانه، و(الإحسان) فسره الرسول صلى الله عليه وسلم : «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» (متفق عليه).

- وماذا عن  المعنى في حق الله عز وجل؟

- الله -سبحانه وتعالى- بلغ الكمال في كل شيء، فهو كامل الحسن في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله سبحانه، وكل كمال وجمال وحسن في الكون هو من صنع الله عز وجل، فقد أحسن ما خلق وأحسن إلى ما خلق: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} (السجدة:7).

ومن إحصاء هذا الاسم لله -عز وجل- أن يكون العبد محسنا في كل شيء في أخلاقه ومعاملاته حتى في ذبحه كما أمر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم .

- وماذا عن الدعاء باسم الله (المحسن)؟

     ورد عند مسلم من حديث علي أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال: «اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صورته، وشق سمعه وبصره وتبارك الله أحسن الخالقين»، وروى النسائي وصححه الألباني من حديث جابر بن عبدالله أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ثم قال: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت»، وروى أحمد وصححه الألباني من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي».

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك