رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 25 أغسطس، 2015 0 تعليق

اسم الله (الستير) سبحانه

     (عبدالستار) صديق دراسة مرحلة الدكتوراة، افترقنا منذ عام (1983) للميلاد، تواصلنا فترة عبر الإنترنت، ثم انقطعنا منذ أكثر من عشر سنين، التقيته في الحرم المكي، تعرف عليّ ولم أعرفه بعد أن أطلق لحية غلب بياضها سوادها، كان يسكن في الفندق ذاته الذي كنت فيه، كان لقاؤنا في مائدة الفطور، تحدثنا عن أمور كثيرة..

- إني أتابع كتاباتك على الأسماء الحسنى، من خلال موقعك في الشبكة العنكبوتية.

- هذا من فضل ربي.

- أجمل ما قرأت الحوارات في الأسماء الحسنى، استمتعت بها كثيرا.

- هل تعلم أن (الستّار) ليس من الأسماء الحسنى.

- نعم.. عرفت ذلك ولكن الوقت متأخر جداً لتغيير (الستار) إلى (الستير)، وهل ورد الستير في حديث آخر عدا الحديث الصحيح عن أبي داود: «إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر».

- كنت قد جمعت أحاديث الأسماء الحسنى التي ثبتت في السنّة ولم ترد في القرآن، وخزنتها في هاتفي، دعني أفتح الصفحة المطلوبة.

ها هي ذي الأحاديث:

حديث: «إن الله ستير يحب الستر» (صحيح).

     وعن يعلى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: «إن الله - عز وجل - حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر» رواه أبو داود والنسائي وفي روايته قال: «إن الله ستير فإذا أراد أحدكم أن يغتسل فليتوار بشيء» (حسن).

حديث: «إن الله ستير يحب الستر» صحيح.

فورد اسم الله (الستير) منفردا ومقترنا باسم الله (الحيي) فهو - سبحانه - (الحيي الستير).

- وماذا لديك من الذي ورد في اللغة؟!

قلبت صفحة أخرى في هاتفي.

- (الستير) على وزن (فعيل) صيغة مبالغة من (الستر)، وستر الشيء، أخفاه، وغطاه.

وفي حق الله -عز وجل- هو الذي يستر عباده على كثرة ما يقعون فيه من القبائح ولا يفضحهم، ويحب الستر -سبحانه وتعالى- ويأمر به، ومن ستره الله في الدنيا ستره يوم القيامة كما في الأحاديثالآتية:

روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة».

     وروى البخاري من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه»، وعند البخاري من حديث عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه، ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول: نعم يا رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين».

«من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة» (صحيح).

- اللهم استرنا في الدنيا والآخرة.

- دعني أكمل الأحاديث بحديث أخير، وذلك من إحصاء هذا الاسم لله - عز وجل - أن يتخلق العبد بهذا الخلق، فيكون ستيرا يحب الستر، ويستر غيره، كما كان وصف عثمان رضي الله عنه ؛ حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «إن عثمان حيي ستير تستحي منه الملائكة» (صحيح الجامع)، وفي الحديث الآخر: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» السلسلة الصحيحة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك