رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سامح أبوالحسن 4 سبتمبر، 2012 0 تعليق

استنكروا الدعوات المتكررة للخروج إلى ساحة الإرادة- دعاة: الإصلاح ليس بقوة الصوت لكن بقوة التغيير! في إطار التعاون البناء بين السلطتين

استنكر دعاة سلفيون الدعوات المتكررة للخروج إلى ساحة الإرادة دائما، وقالوا: إن الإصلاح دائما يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وليس بالخروج على الحاكم أو ولي الأمر، وأكدوا على أن فتنة خلق القرآن عصفت بالمسلمين زمن العباسيين وعذب بسببها الإمام أحمد وخاف الناس من بطش الولاة، ومع ذلك لم يدع الإمام أحمد الناس إلى الخروج على الولاة أو التظاهر ضدهم أو التجمع في مكان ما، وقالوا: إن من أهم أسباب حرمة الاعتصامات أنها من صنيعة الكفار وهي من التشبه بهم، كما أنها تخالف الكتاب والسنة في وسائل الإصلاح وهى خروج وشق لعصا الطاعة، و للأسف بعض نوابنا الأفاضل يعرف الكثير من أمور الدنيا ويجهل الشرع والدين، فإما أن يرجع للعلماء ليعرف كيف يصلح أو ليجلس ببيته ويعتزل!

     في البداية أكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح على حماية الشريعة الإسلامية للحق في التعبير السلمي عن الرأي، مبيناً أن أحكامها ومقاصدها جاءت لتحقيق مصالح البلاد والعباد، مؤكداً في الوقت نفسه على خصوصية المجتمع الكويتي وأسلوبه في تغيير الخريطة السياسية للبلاد الذي ينشده البعض.

     ولفت إلى أنه لم يكن هناك مسوغ لتجمع «الإرادة» الذي نادى بالإمارة الدستورية وتطبيق النظام البرلماني بحذافيره، مشيراً أن اتفاق القاعدة الشعبية على أن الحكم في ذرية المبارك، وأن الكويت إمارة وليست مملكة، كفيل بأن يجتمع الحكماء والوجهاء والعقلاء مع أبناء الأسرة لوضع التصور المناسب لتحقيق طموحات الشعب الكويتي بما لا يضر بالأمن القومي للبلاد أو يثير الفوضى والفتنة بين أبناء الشعب.

     وأوضح د. المسباح أنه نادى ونصح بعدم المشاركة في تجمع «الإرادة» لعدم وجود المسوغ لذلك من جانب وعدم استيفاء وسائل التغيير بالنصح والإرشاد من جانب آخر، مؤكداً احترامه للرأي الآخر فالمسألة اجتهادية، مشدداً على رفضه فكر التخوين والطعن في الولاء للوطن من أي طرف لآخر فالجميع يريدون الإصلاح ونهضة الوطن وإن اختلفت الوسائل.

     ولفت إلى أن التجمعات الكبيرة وإن كانت تمثل ضغطاً سياسياً إلا أنها تكون حماسية ملهبة لمشاعر الجماهير ما قد يؤدي إلى احتكاكات وصدامات لا تحمد عقباها ولا سيما مع زيادة وتيرة الحماس الشبابي الذي نتفهم ونعي مطالبه تماماً.

     وتابع: ينبغي على الجميع العمل على مصلحة الكويت التي تحتوينا جميعاً وتنحية الخلافات والمصالح الشخصية والطائفية جانباً، فقد مرت الكويت وشعبها بظروف صعبة وخرجنا منها سالمين بفضل الله تعالى ثم لحمة أبناء الوطن، مناشداً الجميع العمل على الوحدة والائتلاف والبعد عن الفرقة والاختلاف، مؤكداً أن آل الصباح والشعب الكويتي لا يرغبون مطلقاً في أن يروا مكروها في الكويت، فالكل يرغب في الإصلاح السياسي واستقرار نظام الدولة حتى ننعم جميعاً بالأمن والرفاهية.

     وقال الداعية الكويتي حمد عبد الرحمن الكوس: إن الإصلاح ليس بقوة الصوت لكن الإصلاح يكون بقوة التغيير! والتغيير ينشأ من النفس وإصلاحها بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، فقد قال تعالي: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.

     وأضاف الكوس أن هناك قوانين تبيح الربا وتبيح ما حرم الله فلماذا لا تأخذ بها كذلك؟ ستقول لأنها حرام في: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» ونطيعه بالمعروف، مشيرا إلى أن الذهاب لساحة الإرادة ليس محرما لذاته ولكن ما يرتبط به من تأجيج وإثارة للفتن هو المحرم وهذا ما لا يرضاه ولي أمرنا وحذر منه ربنا سبحانه.

     وتابع الكوس: للأسف بعض نوابنا الأفاضل يعرف الكثير من أمور الدنيا ويجهل الشرع والدين، فإما أن يرجع إلى العلماء ليعرف كيف يصلح أو ليجلس ببيته ويعتزل!

وقال الدكتور أحمد الكوس: إن طاعة ولاة الأمر والصبر عليهم ومناصحتهم بالحكمة هي سبيل المسلم وطريقه للإصلاح وإن وقع عليه الظلم؛ لحديث «من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر».

     وأضاف الكوس: إذا أردنا السعادة والخير فهما في الاعتصام بالكتاب والسنة ومنهج السلف الحقيقي وليسا في منهج الأحزاب وأصحاب الأهواء الذين ينتقون الفتاوى لمصلحتهم.

     وتابع الكوس: تكرار دعوة المواطنين إلى مساحة الإرادة في كل مشكلة صغيرة وكبيرة وكأن الحل وعلاج الظلم هو في الغوغاء والصراخ في الشارع وساحة الإرادة أمر غير سليم

     وقال الشيخ حاي الحايك إن من أهم أسباب حرمة الاعتصامات أنها من صنيعة الكفار وهي من التشبه بهم كما أنها تخالف الكتاب والسنة في وسائل الإصلاح، وهى خروج وشق لعصا الطاعة كما أنها تشعل صدور الرعية كما أنها تتسبب في اختلال الأمن وتتسبب في إفساد الممتلكات العامة والخاصة.

     وتابع الحاي: إنها سبيل في وقوع المخالفات الشرعية الجسيمة وذلك أنها تحت رايات حزبية وعلمانية وبالتالي فهي لا تحقق الحكم بما أنزل الله، كما أنها استهزاء وضحك على العقول وهي وسيلة لإخراج وسفور المرأة المسلمة.

     وأضاف الحاي أنها تأتي بمنكرات شنيعة كجمع الصلوات والاختلاط وتلاصق الأجساد، بل لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحولت لعبادات يؤجر من خرج فيها ويأثم من قعد عنها! وأصبحت بشعارات هابطة ولغة خطاب ساقطة وأفعال منافية، كما أنها وسيلة ظلم للآخرين كقطع الطرق على المسلمين وتعطيلها وإزعاج الآمنين!

     وقال الشيخ داود العسعوسي: يوم فتحت قبرص بكى أبو الدرداء وقال: بينما كانت هذه الأمة قاهرة ظاهرة فآل أمرها إلى ما ترون، ألا ما أهون الخلق على الله إن هم عصوا أمره!! وقد عصفت فتنة خلق القرآن بالمسلمين زمن العباسيين وعذب بسببها الإمام أحمد وخاف الناس من بطش الولاة ومع ذلك لم يدع الإمام أحمد الناس إلى الخروج على الولاة أو التظاهر ضدهم أو التجمع في مكان ما ويعلنون استنكارهم أو يؤلب العامة على ولا تهم، بل أمرهم بالصبر وإنكار البدعة بالطرق الشرعية خشية وقوع مفاسد لا تحمد عقباها من تصادم الرعية مع الولاة وإراقة الدماء المعصومة، واليوم بسبب أخطاء دنيوية لا عقائدية يتظاهرون على ولاة الأمور!!

     وتابع العسعوسي: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء، وهذا شأن الفتن كما قال الله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}، ووجه رسالة إلى المطالبين دائما بالخروج إلى «الإرادة» قائلا لهم: إن ما تكرهون مع الجماعة خير مما تحبون مع الفرقة، وأعقل الناس من لم يرتكب سببا حتى يعلم ما تجني عواقبه!!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك