رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 1 سبتمبر، 2015 0 تعليق

استمرار الحصار وعمليات تهجير العائلات كارثة إنسانية تحيق بالزبداني

حذّر ناشطون وسكان محليون من كارثة إنسانية تتعرض لها مدينة الزبداني الواقعة في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، وأشاروا إلى أن أكثر من ألفي عائلة محاصرة في المنطقة تفتقر لأدنى حد من الاحتياجات الإنسانية، وتواجه مصيراً مجهولاً.

وقال الناشط رياض عساف من مدينة الزبداني غرب دمشق: «هناك نحو ألفي أسرة محاصرة جلّها نساء وأطفال، والكثير من الجرحى والمرضى المدنيين، محاصرون من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني والقوات العسكرية للنظام، ويفتقدون لكل المقومات التي تضمن لهم الحياة».

     وأضاف «بعد نحو خمسين يوماً من القصف المتواصل على المدينة، سقط خلالها نحو1500 برميل متفجر وصاروخ، يمنع النظام السكان من الخروج من المنطقة، ويشدد على إقامة من استطاع الخروج في وقت سابق، ورغم أن قسماً كبيراً من مقاتلي المدينة خرجوا من أحيائها السكنية إلا أن النظام وميليشيات حزب الله يستمرون بقصف الجزء السكني من المدينة دون تمييز، ويتم استخدام الراجمات في القصف».

     وكانت قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة لها قد هجرت يوم السبت الماضي، عدداً من العائلات في مدينة الزبداني بريف دمشق، فيما تتواصل المعارك بالمدينة؛ حيث يواصل الثوار تصديهم لمحاولة النظام التقدم فيها.

ووصل عدد العائلات المهجرة 200 عائلة من بلودان و25 عائلة من الإنشاءات وبدأت حملة التهجير في المعمورة أيضاً.

     وتأتي هذه الحملة ضمن سياسة التغيير الديموغرافي التي أُعلن عنها في وقت سابق، وأَطلق ناشطو منطقة الزبداني نداءات استغاثة لمنع وقوع الكارثة إما بتجميع الأهالي في مضايا التي تعج بآلاف النازحين من الريف الدمشقي وتتعرض -على الرغم من الهدنة المزعومة مع النظام- للقصف والقنص والبراميل المتفجرة بطريقة متقطعة أم أن العملية ستكتمل، ويتم إكمال التهجير نحو الشمال السوري، ويتم بذلك السيطرة على الزبداني وما حولها وجلب المؤيدين للنظام ولا سيما الطائفة العلوية والمنتمين لحزب الله.

     ويتخوف سكان الزبداني من أطماع (حزب الله) في القلمون؛ فبعد القصير ويبرود تأتي الزبداني من جهة أهميتها للحزب؛ حيث يطمح -كما يرى مراقبون- لنقل قوته العسكرية وتوسعتها لتصل للقلمون وإيصال المد المؤيد من بعلبك إلى الزبداني، وبذلك يكون قريباً من العاصمة دمشق أيضاً، وعلى اتصال مباشر ودعم مؤكد بين ميليشيا الحزب ونظام الأسد.

     وذكر موقع زبداني نيوز عن ترحيل العائلات جاء في الخبر «تتوافد عشرات العائلات إلى بلدة مضايا التي تم تهجيرها من بلدة بلودان ومنطقة المعمورة ومنطقة الإنشاءات ومنطقة كروم مضايا من قبل الجيش الأسدي في نية على ما يبدو لمجزرة يرتكبها بحقهم؛ حيث لا يستطيع قصف المناطق المذكورة؛ لأنها تحت سيطرته، فيتم الفرز حسب المؤيد والمعارض وتطرد العائلات حسب اختيار شبيحة من منطقة الزبداني؛ حيث يسمعونهم أثناء تهجيرهم  القصري التهديد والوعيد والكلام الذي يدل على أخلاقهم الساقطة، ولا يقدرون شيخاً ولا امرأة؛ ولا يستعطفهم طفل».

     وما يزال مقاتلو المعارضة السورية يتحصنون في المدينة وحولها لمنع (حزب الله) وقوات النظام السوري من اقتحامها والسيطرة عليها؛ لما لها من أهمية استراتيجية وعسكرية للطرفين، ويتحصن قسم من المقاتلين في أطراف المدينة وقسم في الجبال المطلة عليها والمحيطة بها.

     وقال أبو عمر أحد سكان مدينة الزبداني في تصريح خاص لـ(السورية نت): إن «قوات النظام هجرت العائلات في مناطق بلودان، والإنشاءات، والمعمورة»، مشيراً إلى أن عملية التهجير تجري تحت تهديد السلاح عبر اقتحام المنازل دون سابق إنذار وإخلائها دون السماح للسكان بأخذ حاجياتهم، مضيفاً أن جنود النظام منعوا المهجرين من اصطحاب الملابس والأدوية.

     ولفت أبو عمر إلى أن جميع العائلات المهجرة يتم ترحيلها إلى مدينة مضايا، موضحاً أن الأخيرة أصبحت تعج بالسكان حيث يعيش في المنزل الواحد 5 عائلات، لافتاً أن شوارع ومساجد المدينة تشهد انتشاراً للمهجرين من مناطق الزبداني؛ حيث لا يؤمن النظام لهم أدنى مقومات الحياة.

     وتوقع أبو عمر أن يتبع عملية التهجير للعائلات جلب سكان من مناطق أخرى من العلويين والطوائف التابعة لهم وإسكانهم في منازل المهجرين، مبدياً تخوفه من أن يستخدم النظام فيما بعد مدينة مضايا التي تعج بالعائلات المهجرة والتي تعاني حصاراً مطبقاً، ورقة ضغط على المعارضة عبر قصفها؛ ما ينذر بارتكاب مجازر كبيرة، لا سيما وأن النظام لا يسمح للمهجرين بالتوجه إلى دمشق.

     ويقول: «نزحنا من الزبداني إلى الشلاح ومن ثم إلى الإنشاءات وبعدها إلى بلودان علّها أكثر أماناً؛ لكنهم أجبرونا على الرحيل، وحملونا بسيارات الجيش، وأوصلونا إلى حاجز مضايا، ورمونا كما يرمون الصناديق والعلب».

     ويذكر الحاج أبو عمر أن جيش النظام مدعوماً بحزب الله هم من أخرج المهجرين ومنعوهم حتى من أخذ أي أغراض وحتى احتياجات الأطفال على حد قوله.

     وتقول سعاد موظفة (32عاما) «زوجي اعتقل منذ أيام عدة واليوم جاؤوا لترحيلي أنا وعمي وطفلي، وبعد معرفتهم أنّي موظفة في بلودان أعادوني أنا وطفلي فقط» تقول كلماتها وهي ترتجف خوفاً من بقائها وحدها في بلودان ولا خيار آخر أمامها.

     ومن الجدير بالذكر أن النظام يفرض حصارا اقتصاديا على مضايا ومنع دخول المواد الغذائية والخضار وحتى الأدوية باتت قليلة وغالبيتها غير متوفر.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك