رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 2 أغسطس، 2011 0 تعليق

استقبال ضيف كريم

       بداية أهنئكم جميعا بحلول شهر رمضان المبارك، وأسأل الله العظيم أن يعينكم على صيامه وقيامه وينقبله منكم، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بشهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس، شهر يعودنا على الصبر وضبط النفس والوقوف في وجه المغريات والفتن، شهر يعلمنا العفو والصفح الجميل، شهر تصفد فيه الشياطين، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر ينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وشهر في كل ليلة لله عز وجل فيه عنقاء من النار.

نستقبل شهر رمضان بالدعاء لله عز وجل أن يبلغنا هذا الشهر ويرشدنا إلى عمل يقربنا إليه ويتقبله منا سبحانه وتعالى.

نتحرى رؤية هلاله {صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأتموا عدة شعبان}.

نتفقه الأحكام الشرعية حتى لا نقع بالمحظور الشرعي ونصوم كما صام رسولنا الكريم والسلف - رضي الله عنهم جميعا - «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».

نحقق معاني التقوى بفعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي وترك المحرمات والمنهيات ومراقبة الله جل جلاله في أقوالنا وأفعالنا والاستعداد ليوم الرحيل.

تهيئة الصغار والكبار لصيامه وقيامه وحضور مجالس العلم والتزود بالعمل الصالح وإحياء السنن لحديث: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها وإلى سبعمائة ضعف»، يقول عز وجل: {إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به} ترك شهواته وطعامه وشرابه من أجلي، «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» أخرجه البخاري.

نستقبل الشهر بإعداد جدول للاستفادة من وقته في الصباح والمساء من قراءة القرآن وصلة الأرحام ولهج اللسان بالذكر والكف عن الإيذاء وآفات اللسان والابتعاد عن الملهيات، فضلاً عن المحرمات لحديث: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، والحديث: «الصوم جنة (أي وقاية) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يغسل ولا يجهل فإن سابه أحد فليقل إني صائم» رواه البخاري.

نستقبل هذا الشهر بالكرم والعطاء وإخراج حق الله في المال وإطعام الطعام، ولاسيما فيما نراه في الصومال وغيرها من الدول الفقيرة، قال الله جل جلاله مادحاً عباده: {ويطعمون الطعام على حبة مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}.

وأيضا نسعى لعمل ولائم إفطار داخل المسجد أو المشاركة والمساهمة في ولائم الإفطار: «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».

نستقبل الشهر بالعفو والصفح الجميل عمن أساء إلينا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، فمن أجل الله تبارك وتعالى أصلح ما بينك وبين الناس، ولاسيما ذوي القربى والجيران، ففي الحديث: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا».

نستقبل الشهر بإحياء قيام الليل حتى نسمع القرآن كله غضا طريا ونبحث عمن يطبق سنة النبي[ في إعطاء الصلاة حقها، ففي الحديث: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

التوبة والرجوع إلى الله وإقلاع عن الذنب والندم على ما فات والعزم على عدم العودة للمعاصي وإرجاع الحقوق لأصحابها، والمحافظة على الصلوات الخمس في المسجد مع تكبيرة الإحرام.

وأخيراً أوصيكم بتبيت النية من أول ليلة عملاً بالحديث: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» رواه أبو داود، ولحديث: «من لم يبت الصيام قبل الليل فلا صيام له» صحيح النسائي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك