رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: حاتم محمد عبد القادر 21 يونيو، 2011 0 تعليق

استعداداً للانتخابات الرئاسية – الشباب التونسي: نؤيد حكماً إسلامياً معتدلاً

 

تونس الخضراء التي شبت فيها نيران الغضب والكرامة في نفوس شعبها الباسل ثأراً لكرامة الشاب المتعلم والمثقف محمد بوعزيزي الذي لم يتحمل صفعة على خده من شرطية تونسية بحجة عدم استخراج ترخيص لعربة يبيع عليها الخضراوات في مواجهة لشبح البطالة والفقر فأشعل في نفسه النار (نرجو أن يرحمه ربه ويغفر له)، ليتحول الشعب بعدها إلى جمرة حمراء على ظالم مستبد وعائلة فسدت في حكمها فأنهكت الدولة وأفقرتها، وفي ساعة المواجهة سقط النظام غير متحمل جمرة الغضب ليفر هارباً تاركاً الشعب ومصيره.

رسالة تونس: حاتم محمد عبدالقادر

      إنها تونس العربية ، الأفريقية ، الإسلامية ذات الطبيعة الساحرة والخضرة التي تحيط بها من كل جانب؛ لذا أطلق عليها تونس الخضراء.

    في مهمة صحافية قضيت في تونس ساعات عدة، ومن شارع الحبيب بورقيبة أهم وأشهر الشوارع بالعاصمة التونسية وأجملها، كان لنا هذه الجولة في الشارع الذي شهد المواجهة العنيفة مع الشعب التونسي –أثناء ثورته - ومن أمام وزارة الداخلية التي ما زالت تحاصرها دبابات الأمن الوطني التونسي ومدرعاته ونصبت الأسلاك الشائكة حولها.

      رأينا الهدوء يحيط بالمدينة، إلا أن رائحة الاحتجاجات ما زالت تنتشر في المكان، والحديث لا ينقطع، والآمال والحذر يتبادلان حديث الناس، فبالرغم من سقوط بن علي وأسرته وعودة الهدوء إلا أنه برواية التونسيين هدوء حذر ، فما زالت هناك عمليات يقوم به بعض الخارجين على القانون من سرقة وتعرض في الطريق..إلخ، وأكبر دليل على ذلك التوترات الأمنية الأخيرة التي انفجرت بعد تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحى بوجود حكومة ظل تدير شؤون الحكم في تونس بإشراف موالين للرئيس المخلوع بن علي، إلا أن الوزير الأول (رئيس الوزراء) الباجي قائد السبسي رأى أن هذه التصريحات مجرد أكاذيب، متهماً أطرافاً سياسية بأنها وراء هذه الاضطرابات.

      ومن ناحيته شكك الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي في مصداقية حكومة السبسي (الانتقالية)، مؤكداً على أن الجيش هو الدعامة الوحيدة التي تقوم عليها تونس بعد ثورتها ضد الفساد والقهر الذي عاناه الشعب طيلة 23 عاماً.

      ويتخوف الغنوشي من الوضع في تونس الذي وصفه بالخطير ، وخصوصاً تعامل الشرطة التونسية مع التظاهرات الأخيرة التي رأى أنها وحشية وشديدة القسوة، وأنه قد فات الشرطة ما حدث من تغيير وأن من حق الشعب التونسي التعبير عن رأيه، وأوضح الغنوشي أن رسالة حزبه تتمثل في نجاح المرحلة الحالية في تونس للانتقال من نظام بوليسي ديكتاتوري إلى نظام أكثر حرية لممارسة الشعائر والحرية التي تتفق مع الشريعة الغراء.

على أي حال نال التونسيون حريتهم التي لا رجوع عنها .

       وعندما قررت الحديث مع عدد من الشباب التونسي عن الأحوال بعد النظام السابق والتفكير في المستقبل فوجئت بترحيبهم الشديد والانهمار في الحديث وبدوا وكأنهم محللون سياسيون وقالوا إنهم لأول مرة يتحدثون للصحافة.

        وكانت المفارقة التي تستحق الوقوف عندها لتأملها حين سألتهم هل كانوا يتوقعون أن تكون مصر هي المحطة الثانية لتغيير النظام بعد ثورة تونس، فأجمع كل من تحدثت إليه على النفي، بل كانوا يتوقعون الجزائر، وحين سألتهم عن موقفهم من حكم إسلامي كانت الإجابة بالإجماع على الموافقة ولكن أن يكون معتدلاً ، فتونس في الأساس دولة إسلامية.

- والتفاصيل في السطور التالية:

      سألت رفقة المناعي، وهي تعمل  بالمعهد المؤهل للشرطة النسائية بعد المرحلة الثانوية، عن الثورة التونسية فقالت: نحن الجيل الصاعد في تونس من بعد حكم زين العابدين بن علي، ولم نكن نتوقع أبداً قيام هذه الثورة نظراً للحكم الاستبدادي والقمعي طوال 23 سنة حكمنا فيها «بن علي».

      وتضيف : تونس اليوم تعيش مرحلة تاريخية صعبة ولكن نتوقع حدوث قفزة في جميع القطاعات ومناحي الحياة، ولدينا ثقة في الحكومة الحالية، إلا أننا نمانع وجود وزراء كانوا من نظام زين العابدين بن علي.

      وعن نظام الحكم في تونس وأفضل النظم التي يريدها الشعب التونسي يرى كل من محمد شامخ ورفقة المناعي أن العلمانية ظلت تحكم تونس منذ عهد الرئيس السابق الراحل الحبيب بورقيبة، ونحن في هذه المرحلة الانتقالية نؤيد حكما إسلامياً معتدلا، وهذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس تؤهل لحكم إسلامي وسطي معتدل ولاسيما أن الحجاب كان ممنوعاً في عهد «بن علي» وكذلك الصلاة في المساجد في أوقات معينة لدرجة أنه لو ضبط مواطن يصلي في مسجد في غير منطقة إقامته يسأل أمنياً ويتم تتبعه، أيضاً التعليم الديني لم يكن موجوداً ، فالتعليم الفرنسي كان هو الغالب والمسيطر في عهد «بن علي».

  ونرجو أن يحكمنا الملتزمون بالدين ولكن القانون يدعو للاحتكام لصندوق الانتخاب الذي نأمل أن يفرز الأحسن للعباد والبلاد.

      ويقول محمد شامخ: عدت بعد الثورة حيث كنت ضمن ثلاثة آلاف من زملائي في الشرطة مفصولين بقرار من الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ودون سبب، ونقول لك: هذه أول مرة نتحدث فيها مع الصحافة ، فكان ممنوعا على الشعب الحديث مع الصحف.

      يقول محمد أنور شاكر (مهندس) : لقد تم حل حزب التجمع بزعامة «بن علي»، ومعروف أن السبسي حسب التاريخ من القيادات التي أسست لحزب التجمع؛ ولذلك فنحن نرفضه ونرفض كل من كان في النظام السابق .

      وأما عن تشكيل حكومة إسلامية في الوقت الراهن فنحن نؤيد هذا الاتجاه بشرط أن تكون حكومة معتدلة وسطية، ولكن المشكلة تكمن في قبول الغرب لنا ، ولكن إذا كانت حكومة معتدلة مثل النموذج التركي فأظن أن هذا حل جيد ومقبول.

      وعن أوضاع الحياة والشعب التونسي بعد الثورة يقول محمد : الصحافة تحررت كثيراً وكشفت عن فساد النظام السابق ولاسيما ما تعلق بالرئيس زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي وأقاربهما. وعن رأيه فيما يجري في ليبيا المجاورة لتونس، قال: قد أخذ منحى آخر بعد أن حمل (ما يطلق عليه) الثوار السلاح فصارت حرباً أهلية وهذا لا نؤيده.

      ويختتم محمد كلامه معنا بأن الوضع في تونس لم يتضح بعد ولم يتم حتى الآن تحديد موعد لانتخابات الرئاسة في تونس، إلا أن انتخابات المجلس التأسيسي لوضع دستور جديد للبلاد ستتم في 24 يوليو المقبل.

      وفي لقاء مع ثلاث فتيات هن : خديجة الشماخي (23سنة)، وأسماء صبري (23 سنة)، وأروى عيادي (24سنة) اشتكين من بطء الحكومة الحالية في اتخاذ القرار، كما أن هناك مظاهر وبقايا الأنظمة القديمة والأحزاب السياسية التي كانت مستأنسة بالحزب الحاكم السابق، وفي الحكومة الحالية وزراء من العهد القديم، وهذا يتنافى مع ثورة قام بها الشباب، فنحن نرى أن الشباب تم إقصاؤهم من المناصب القيادية فهناك وزراء أعمارهم 85 سنة.

      وتواصل الفتيات حديثهن بأن النظام السابق كبتهم فترة حكمه ومنع الشعب التونسي من الحديث في السياسة وممارسة الحرية، واليوم لا بد أن يتغير المناخ وأن تولد الحرية بعد ثورة الياسمين التي قام بها الشعب التونسي وألهمها للشعوب العربية التي تريد التخلص من حكم طغاتها ، ولكن للأسف وبكل صراحة نقول لك: إن المناخ في تونس اليوم يشوبه الخوف وعدم الاستقرار؛ فما زالت الأوضاع الأمنية غير مستقرة، فكنا مجموعة من الأصدقاء جالسين في أحد الأماكن في وسط العاصمة وجاء بعض الأفراد يتلصصون علينا ويمنعوننا من الحديث، وهو ما كان يحدث في العهد السابق، علاوة على ظهور بعض من لهم أغراض سرقة وغير ذلك وهم يظهرون بالليل، ويشكلون خطرا حقيقيا.  وعن حجاب المرأة والفتاة التونسية وأنه ظاهرة نادرة في تونس ، نفت الفتيات ذلك وقلن : الحجاب ليس ظاهرة قليلة في تونس، ورغم النظام البائد كانت نسبة كبيرة من الفتيات التونسيات محجبات.

      وعن إقامة حكم إسلامي في تونس وافقت الفتيات الثلاث فور انتهائنا من السؤال عن إقامة حكم إسلامي في تونس بشرط أن يكون معتدلاً.

      وعن توقعاتهن بشأن المحطة الثانية لاندلاع التغيرات في الأنظمة العربية بعد تونس، توقعن أن تكون الجزائر هي المحطة الثانية بعد تونس نظراً لتشابه الظروف والعوامل السياسية وتقارب طبيعة الشعبين ، إلا أنهم فوجئوا بالثورة المصرية.

      ومن المشاهد التي لفتت انتباهنا ونحن في شارع الحبيب بورقيبة  قيام الشباب التونسي بما قام به المصريون بتنظيف ميدان التحرير ودهانه بعد الثورة ، فقد شاهدنا عددا من الشباب والفتيات يقومون بتنظيف الشارع في الجهة المقابلة لوزارة الداخلية وجمع المخلفات منه في مشهد حضاري.

      نسأل الله أن يولي على تونس خيارهم ويصلح ذات بينهم ويؤلف على الخير والمحبة قلوبهم، وتعود تونس واحة أمن وأمان واستقرار ونتاج وتنمية، ونموذجا صالحا يحتذى به.

 

تونس دولة عربية إسلامية

 

      تقع في شمال القارة الأفريقية وهي أصغر دولة من حيث المساحة بين دول شمال أفريقيا، يحدها البحر الأبيض المتوسط شمالاً وشرقاً، وغرباً الجزائر بمسافة (965 كم)، وتحدها ليبيا  من الجنوب الشرقي بمسافة (459 كم).

      ونظام الدولة جمهوري بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسي في 20 مارس 1956 وكان أول رئيس لها الحبيب بورقيبة الذي مارس حكماُ ديكتاتورياً وخصوصاً ضد الإسلاميين وإطلاق حرية بلا قيود للمرأة هناك وحقوق لا نظير لها في العالم العربي وظل حاكماًر طيلة 31 عاماً  قبل أن يقفز على الحكم بعد ذلك الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي أسقطته الثورة التونسية والتي عرفت بثورة الياسمين في 14 يناير الماضي.

      عاصمتها مدينة تونس، والاسم الرسمي للدولة هو: الجمهورية التونسية، وتبلغ مساحتها حوالي 162.155 كم.. ويبلغ عدد السكان حوالي 10 ملايين نسمة.

      ويقع 30% من مساحة تونس في الصحراء الكبرى بينما الجزء الأكبر تربة خصبة موازية للبحر. ومن أهم المدن التونسية: تونس، سوسة، صفاقس، قابس، بنزرت، القيروان، باجة، قفصة.

الديانة: الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وتبلغ نسبة المسلمين في تونس 98%، والمسيحيين 1%، أما اليهود والديانات الأخرى 1%.

- الطوائف

تعيش في تونس مجموعات عِرقية محدودة؛ فالعرَب والبربر يمثلون 98% من إجمالي عدد السكان، والأوروبيون يمثلون نسبة 1%. واليهود وغيرهم 1%.

- أشهر المساجد

      مسجد عقبة بن نافع ويقع في مدينة القيروان. ومسجد بن خيرون وهو أحد أقدم مساجد القيروان. ومسجد الزيتونة  وهو عبارة عن جامعة ومسجد كبير بمدينة تونس، ويعد ثاني المساجد التي بنيت في تونس بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان.

      ومسجد العابدين ويقع على مساحة 1200متر مربع ويسع لحوالي 1700 مصل واستغرق بناؤه ثلاث سنوات وافتتح في 17 رمضان1424 هـ الموافق 11 نوفمبر 2003.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك