رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مؤمنة عبدالرحمن 15 مارس، 2016 0 تعليق

استراتيجيات لتعليم طفلك الغاضب كيف يهدأ

التجمعات العائلية نقطة انطلاقة جيدة لبحث مشكلات أفراد العائلة واحتياجاتهم والاستماع بجدية إلى اقتراحاتهم لتحسين نمط حياة الأسرة كلها

نوبات الغضب هي وسيلة طبيعية لتنفيس الصغار عن غضبهم؛ لأن عقولهم ما تزال في مرحلة التطوير، وليس لديهم المسارات العصبية الكافية ليتحكموا في انفعالاتهم

مثل معظم البشر، الأطفال يغضبون! ولاسيما الأطفال الصغار، لا يعرفون كيف يهربون من غضبهم، وأولئك الذين لا يُجيدون التعبير لفظيًّا عن حالتهم تزداد مشكلاتهم؛ لذلك على الآباء والأمهات السعي إلى تعليم الأطفال وسائل تساعدهم على التعبير والتعامل مع عواطفهم وانفعالاتهم، وتدريب الطفل على استراتيجيات ليتخلص من غضبه دون إثارة أي مشاجرة فعلية أمر سيبقى نافعًا له في المستقبل.

1- اللقاء الأسري

     التجمعات العائلية نقطة انطلاقة جيدة لإجراء محادثات بين أفراد الأسرة وبحث مشكلاتهم واحتياجاتهم والاستماع بجدية إلى اقتراحاتهم لتحسين نمط حياة الأسرة كلها، اللقاء الأول ربما لن يسير على ما يرام، ولكن ببعض التنسيق والاتفاق على آداب للحوار سيصبح من أهم الأشياء التي تفعلها الأسرة، وسيُزيد من الترابط بين أفراد الأسرة، وهذا التقارب سيجعل حل المشكلات يأتي في بداياتها، وستتجنب الأسرة مفاجأة اكتشاف أزمة يمر بها الأبناء. اجعل للاجتماع موعدًا دوريًّا يلتزم به الجميع، ومن الأفضل أن يكون اجتماعًا أسبوعيًّا أو نصف شهري.

2- تعليم العطف

     إدراك طفلك لأهمية التعاطف ومعناه سيساعده على التعرف على مشاعره وفهم الآخرين، البداية من عندك، إظهارك للتعاطف نحو طفلك في مواقف كثيرة وبألفاظ واضحة سيجعله يبدأ في تقليدك والتعامل جيداً معك، ومع كل من حوله. استغل أوقات قصص قبل النوم في سرد حكايات تنمي بداخله العطف والحب ومراعاة مشاعر الآخرين، وإذا وجدت فيلم رسوم متحركة أو مسرحية أطفال تحث على هذه السلوكيات، وتساعدك في تنمية هذه المشاعر بداخله، وشاركه مشاهدتها.

3- إدارة الغضب

     لا تجعله يتجاهل مشاعره، بل يجب أن يعترف بها؛ فالعواطف حقيقة وواقع نمر به جميعًا، أخبره بذلك: «إذا كنت حزينًا كن حزينًا، إذا شعرت بالغضب فلتغضب»، ولكن أخبره أيضًا أننا لسنا عبيدًا لمشاعرنا، يمكننا السيطرة على أجسادنا وردود أفعالنا، كذلك طريقة تعاملنا مع الناس نحن المسؤولون عنها. يجب أن يتعلم طفلك أن العالم ليس ساحة للمعارك والغضب باستمرار، الاحتضان والحنان سيخدمه في تقبل فكرة التحكم في سلوكياته، وخير مثال تقدمه لطفلك هو سلوكك أنت أثناء مرورك بلحظات الغضب، قدرتك على تخطي أزمتك هي كلمة السر؛ ليبدأ طفلك في التدريب على التحكم في ذاته وانفعالاته.

4- كتاب المشاعر

     أحضر مذكرة ورقية صفحاتها بيضاء تمامًا، وإذا كان طفلك قادرًا على الكتابة امنحه الفرصة في أن يكتب عن غضبه ومشكلته ومشاعره، يمكنك الاستعانة ببعض الملصقات المعبرة لمساعدة طفلك ليحكي قصة أزمته في هذه الصفحات البيضاء، وساعده في الكتابة وإتمام قصته، كلما غضب طفلك امنحه هذه الفرصة لتصريف انفعاله على الورق. سيعجب بهذه الفكرة، أعطِه الأقلام الملونة، والملصقات ذات الشخصيات الكارتونية التي يفضلها، وقصاصات ملونة ربما يصنع منها رسمًا يعبر عما بداخله من انفعال، ستلاحظ تبدل حال طفلك، وربما يصبح أكثر هدوءًا مما تتخيل.

5- الاعتراف بغضبه

     يساعد في تهدئة الطفل الغاضب اعترافك بغضبه، أخبره بشعورك بألمه، ولا تحاول تحليل موقفه، فقط أظهر تعاطفك نحوه ونحو أزمته، سترى منه بعض الضعف أو حتى البكاء، عندما يشعر الطفل بالرحمة والمحبة سيخفف ذلك من جرحه، وتتلاشى مشاعره المضطربة.

6- ابقَ قريبًا منه

     يحتاج طفلك أن يراك بالقرب منه في لحظات غضبه، ولكن إذا اضطررت لتجنب الصدام معه وتصعيد الأزمة إلى الابتعاد عنه فمن الضروري أن تكون في أقرب موقع يراك منه، أخبره أنك لا تتركه أبدًا لهذه المشاعر بمفرده، ولكنك على مقربة منه، إذا احتاج أن يلقي نفسه في حضنك فأنت هنا. ضع الحدود حول الأفعال الكريهة وغير اللائقة، أما المشاعر فاجعلها بلا حدود، أظهر قدرًا كبيرًا من الرحمة والحنان؛ فطفلك في ظل الغضب يبكي أو يهرب من خوفه من أمر لا تعلمه، أظهر أسفك على أزمته. ولكن لا توافق أو تجادل، مجرد أن تعترف له بتعاطفك معه فقط.

7- لا تتحدث بحثًا عن أسباب

     في خضم الغضب والانفعال، إذا أردت أن تتحدث فمن الضروري أن يكون ذلك للتأكيد على التعاطف مع طفلك وتقدير مشاعره واحترامها، لا تحاول أن تستفسر عن أسباب نوبة غضبه. طفلك في هذه اللحظات غارق في الأدرينالين وليس لديه القدرة على تقديم أيه تفسيرات منطقية لما يفعله؛ انتظر حتى يهدأ.

8- الحفاظ على الجميع

تقدير غضب طفلك وتعاطفك معه لا يتعارض مع منعه من إيذاء نفسه أو الآخرين، يجب أن يعلم عدم تقبلك لضرب إخوته أو إيذاء الحيوان الأليف في المنزل، في لحظات الهدوء من الضروري أن تؤكد عليه أن تكسير ألعابه جعله يخسرها ولم يحل مشكلته.

9- الهدوء

     خُذ نفسًا عميقًا. تذكر أنه لا ضرورة للدخول في معركة مع طفلك. ولا تجعله يقودك نحو الغضب، سيطرتك على غضبك ستساعد على تهدئة طفلك، وسيصبح هدوءك نموذجًا له لتنظيم الانفعال، الغضب رد فعل أحيانًا ضد تهديد ما يأتي من خارج الإنسان، نحمل بداخلنا مشاعر سلبية مثل الخوف والحزن، وما يحدث في لحظة الغضب أن هذه المشاعر القديمة تنطلق وتبدأ المعركة.

     يشعر الطفل الغاضب بأن أزمته هي نهاية العالم، ولا يتحمل ما بداخله من غضب فيبكي ويصرخ وينتقد من حوله، إذا شعر الطفل بالأمان في التعبير عن غضبه، سيبدأ في الهدوء سريعًا. تقبلك لغضب طفلك هو مساعدة له ومنحه فرصة للتعبير عن خوفه وحزنه تحت ستار الغضب، وهذا يجعل ما بداخله من مشاعر سلبية يتلاشى؛ لأنه لم يعد لديه مخزون من الكبت يريد إخراجه؛ اهدأ لتستوعب أزمته.

10. الغضب أمر طبيعي

     تذكر أن نوبات الغضب هي وسيلة طبيعية لمساعدة الصغار على التنفيس عن غضبهم؛ فما تزال عقولهم في مرحلة التطوير، وليس لديهم حتى الآن المسارات العصبية الكافية ليتحكموا في انفعالاتهم، وعلينا ملاحظة أن الكبار في أغلب الأحيان لا يستطيعون السيطرة على غضبهم سيطرة تامة. وأفضل طريقة لمساعدة الأطفال على تنمية تلك المسارات العصبية هى إظهار تعاطفك معهم سواء في حالات غضبهم أم في حالتهم الطبيعية، سيشعر الطفل بالامتنان لك وبقربك في لحظات غضبه، وبالتالي سيصبحون أكثر عطاءً ولن يشعروا بالحقد أو القسوة نتيجة عدم تقدير مشاعرهم.

     بعض الآباء يلجأ إلى الاستسلام وتحقيق مطالب الطفل الغاضب، وقتها سيعلم ابنك نقطة ضعفك جيدًا، وسوف يستمر في استخدامها، فقد امتلك وسيلة ضغط قوية لحل مشكلاته وتنفيذ مطالبه بمجرد أن يبدأ في موجة من الصراخ؛ وبذلك يصبح لديه ما يضمن به الهروب دائمًا من العقاب، بدلًا من ذلك عليك تعلم كيف تتغلب على غضب طفلك، ومواجهة ردود فعله غير المحسوبة؟ وهذه ستكون بداية لعلاقة جيدة مع طفلك.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك