استخدموا كل شيء للصد عن سبيل الله
عندما تحيد وسائل الإعلام الغربية عن العدل وتستبدل الأحقاد والكراهية وشحن الصدور به؛ حتى يبعدوا شعوبهم عن الإسلام، فيتحول إعلامهم إلى إلصاق كل جريمة بالإسلام، وسرعان ما ينقلب عليهم الأمر فتبين أن الذي قاد الجريمة شاذ أو متعاط للمخدرات، أو دخل في النصرانية حديثا، وحتى يتلافوا هذه الفضيحة قالوا: إنه مجنون أو هي جريمة لا علاقة لها بالعنف والتطرف!
والتطرف معروف الدولة التي ترعاه في المنطقة، وأكثر المتضررين من سمه الزعاف هو دولنا خاصة!
وهذا ليس بغريب عليهم، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت:26)، وينفذ المنافقون ما يخطط له الباطنيون: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (المجادلة:16)، ويتواصون بهذا الأسلوب في معارك متجددة، قال تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} (الذاريات:53)؛ فهم يحاربون شرائع الإسلام، ويسوغون لجرائمهم في فلسطين المحتلة، وابادة الأطفال والنساء في سوريا، والوقوف والدعم للمجرمين في العراق، والدفاع دوما عن المخربين في ديارنا، مثل الحوثيين ومن على شاكلتهم، ويتسترون بقوانين حقوق الإنسان وحقوق المرأة وغيرها!
وضعوا العراقيل والحواجز الدولية للحد من أعمال الخير، قال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة:79)، وكلما أرادت دولنا إيجاد تحالف لوحدة الكلمة والدفاع عن المقدسات وحقن الدماء والدفاع عن أهل السنة والجماعة؛ زرعوا فينا من يفرق ويشق الكلمة ويوجد التنازع، قال تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} (الأحزاب:18)، منزعجين من الحجاب والمساجد والالتزام والعودة إلى الدين، وتدريس الدين والقرآن، ويبذلون جهدهم لمحاربته بمسوّغات مختلفة واهية: {وإن منكم لمن ليبطئن} (النساء:72)، وبعض أجهزتنا الإعلامية تسمع لهم، وتصدر مفترياتهم: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} (المنافقون:4).
وإذا انتشرت الفواحش والمحرمات في ديارنا هونوا منها، وسوّقوا لها وأشاعوها بين الشباب حتى ألهوهم بهذه المغريات وزينوها لهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} (النور:19).
لقد أعطوا فصاحة وبلاغة في اللسان ولحنا في الحجة، وزخرفة للباطل، وفي الحديث: «أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان» (رواه أحمد).
وشككوا بالعلماء الربانيين، واعترضوا على كل ما هو محافظ في شريعتنا، فكلما اقترحوا اقتراحا للتصدي للفساد وأهله: {رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا} (النساء:11)، وتقول لنتحاكم للوحيين.. {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ} (النور:48).
جرؤوا السفهاء، ولمعوا الجهلاء، وأحدثوا الفوضى والخلل؛ لزعزعة صفوف الآمنين، قال تعالى: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} (التوبة:47).
ويسمون الالتزام تشددا، وتزمتا وظلاما، والحقيقة أنهم يريدون إسقاط الحق والدين، وكل حياتهم مكر وخديعة للصد عن سبيل الله واستخدام الشر والغواية والبدع ضمن شعارات براقة يلتفت إليها من في قلوبهم مرض.
ونحن على قناعة تامة بأن الله -تعالى- سينصر هذا الدين بنا أو بغيرنا بعز عزيز أو بذل ذليل: {والعاقبة للمتقين}، في حديث أبيّ بن كعب مرفوعا: «بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة، والنصر والتمكين في الأرض» (رواه أحمد).
وكل من سار في سبيل الصد عن سبيل الله طويت صحائفهم وحسابهم إما في الدينا أو في البرزخ ويوم القيامة، ومن مات في الفتن ظلما وزورا فمآله إلى الله تبارك وتعالى.
وأخطر بضاعتهم الوقيعة بين المسلمين وإثارة الفتن والقلاقل، مع مزيد من الخلافات حتى تقطع الصلات والعلاقات الإيمانية.
ونسأل الله تعالى أن يجعل كيدهم في تباب، وأن يحمي الأمة منهم، ونسأله -تعالى- أن يصلح ذات بين الأمة، ويوحد كلمتهم وصفوفهم، وينصرهم على عدوهم.
لاتوجد تعليقات