رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: محمد هيثم عياش 18 مارس، 2014 0 تعليق

ارتفاع ظاهرة المعاداة للإسلام في ألمانيا

 

 

حذر مركز  برلين العلمي بندوة دعا إليها يوم الثلاثاء 4 مارس الجاري عرض من خلالها دراسة قام بها عن ظاهرة المعاداة للإسلام في ألمانيا من مغبة انتشار الفكر المعادي للإسلام والمسلمين في المجتمعات المثقفة والوسطى في ألمانيا .

وأوضحت رئيسة المركز (يوتا الميندينجر) أن المعادين للإسلام لم يعودوا منحصرين بتلك العائلات التي تنظر إلى القومية الألمانية نظرة خيلاء وتسعى إلى إفراغ ألمانيا من الأجانب، ولاسيما المسلمين، بل وصلت إلى سياسيين منتمين إلى أحزاب شعبية.

     وأشارت دراسة المركز الذي أجرى استفتاء حول الإسلام شمل حوالي 34 ألف شخص خلال الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر  2013 ونهاية كانون الثاني /يناير 2014 الحالي أن 54٪ من الألمان ينظرون إلى الإسلام بأنه دين فاشي عنصري يسعى إلى احتلال العالم بأسره، بينما تطالب نسبة وصلت إلى 51٪ عدم إعطاء المسلمين حرية كاملة ببنائهم المساجد وأنشطة اجتماعية وثقافية يقومون بها في هذا البلد، بينما رأت نسبة وصلت إلى 43٪ أن المعاداة للإسلام في ألمانيا وأوروبا متحاملة على هذا الدين الذي يسعى للسلام والحوار الإيجابي، وأكدت نسبة وصلت إلى 30٪ ضرورة بذل الجهود لوقف الحملات المعادية لهذا الدين.

     وظاهرة المعاداة للإسلام قد أصبحت ملموسة بوضوح لدى بعض السياسيين  المنتمين إلى أحزاب تعد شعبية مثل المسيحي الديموقراطي الاشتراكي، فنائب رئيس كتلة المسيحيين في  برلمان ولاية (هيسين  هانس يورجين ايرمر) حذر بكلمة ألقاها أمام برلمان ولايته من الإسلام وعد الإسلام دينا سياسيا، والمسلمون يريدون السعي لاستلام سيادة العالم وإذا ما أعطت ولاية هيسين وغيرها من الولايات الألمانية الحق للمسلمين ببناء مساجد بمآذن فإن ألمانيا ستفقد بريقها المسيحي إلى الأبد .

     وتعد الدائرة الاتحادية للأمن العام  مخابرات داخلية، التي يطالب الكثير من أعضاء المعارضة  بالبرلمان الألماني  إلغاءها القوة الرئيسية للمعادين للإسلام، فرئيس هذا الجهاز (هانس جورج ماسين) يرى بتنامي قوة الإسلام في هذا البلد طامة كبرى وخطراً على الأمن العام؛ إذ يصل عدد المتشددين المسلمين إلى حوالي 48 ألف شخص من بين حوالي 4 مليون مسلم يعيشون في هذا البلد، أكثر من نصفهم يحملون الجنسية الألمانية  ومشاركة جهاديين ألمان بالحرب الدائرة في سوريا خطر على الأمن العام في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، بينما ترى رئيسة منظمة (نساء من أجل السلام والحرية ) وعضوة المجلس اليهودي الأعلى في ألمانيا والمجلس الأوروبي اليهودي الأعلى (ماريا لويزيه هوفمان بولتسوني)  أن مطالبة المسلمين الألمان والأوروبيين  الحكومة الألمانية والأوروبية تطبيق بعض قوانين الشريعة الإسلامية في المعاملات المالية ومعاملات الزواج انتهاك لحقوق الإنسان، وخطر على الديموقراطية والنظام العلماني في أوروبا وحرية الاعتقاد، وقامت بنشر صورة لرجل تعرض للجلد؛ لأنه ارتد عن الإسلام إلى المسيحية .

     وقد نجم عن بروز نجم زعيم الحزب الجمهوري الهولندي (جيرت فيلدريز) والقس الأمريكي (تيري جونز)  المعادي للإسلام كسب المعادين لهذا الدين في ألمانيا قوة كبيرة،  وسلكوا مسلك (جونز) بإحراق نسخ من القرآن الكريم، فأستاذ علوم الاجتماع والتاريخ في جامعة مدينة (كولونيا)( شتيفان هير) قام بتأسيس شبكة إنترنت، تحمل في طياتها عداء واضحا  للدين الإسلامي، فقد وضعت الشبكة قسما فيها أطلقت عليه (كتلة المعادين للإسلام) وقامت في وقت سابق من شهر شباط/فبراير المنصرم  بنشر فيلم قصير/ فيديو/ يظهر فيه ثلاثة أشخاص ملثمين يقومون بحرق نسخة من القرآن الكريم، أعلنت النيابة الألمانية في مدينة (ميونيخ) أنها تقوم بالتحقيق لمعرفة أولئك الاشخاص.

     ومن خلال اجتماع رئيس لحزب/ الحرية/ في مدينة ميونيخ في وقت سابق من شهر كانون الأول/ ديسمبر 2013 تم انتخاب الناطق السابق للحزب المسيحي الاجتماعي الذي يحكم ولاية بايرن ميشائيل شتورتسبيرجر  رئيسا لهذا الحزب الذي له علاقة قوية مع الأحزاب القومية المعادية للإسلام في ألمانيا وأوروبا في مقدمتهم (فيلدريز). ويقود (شتورتسبنبيرجر) منذ بداية عام 2014 الحالي حملة جمع تواقيع في مدينة ميونيخ لمنع بناء مسجد بمأذنة، ويؤكد بأن القرآن الكريم بمثابة كتاب كفاحي للزعيم النازي أدولف هتلر ويحذر من إسلامية ولاية بايرن وألمانيا؛ فالإسلام دين يرفض الديموقراطية والحريات العامة .

     وتخشى الأحزاب الألمانية الشعبية من حصول حزب (البديل لألمانيا) المعادي للعملة الأوروبية (اليورو) من حصوله على مقاعد بالبرلمان الأوروبي بالانتخابات الأوروبية التي ستجري في وقت لاحق من شهر أيار/ مايو في ألمانيا، فالأحزاب القومية المعادية للإسلام مثل: الحرية - وحزب ألمانيا - والحركة الشعبية، الذي يرأسه هانس بيتر راداتس صاحب كتاب: (الإسلام يتقدم في ألمانيا)  تحشد جميع قواها لدعم حزب (البديل لألمانيا) بالرغم من أن الحزب المذكور ينفي معاداته للإسلام ويصر على أنه حزب اقتصادي .

     وتقوم هذه الأحزاب بتوزيع كتيبات على الصحافيين وأعضاء بالبرلمان الألماني ومحامين وأساتذة جامعات تحذرهم من مغبة تأييدهم للإسلام والدفاع عنه، وإذا ما استمروا بذلك فإن مصيرهم سيكون مثل مصير قادة الحرب العالمية الثانية بمحاسبتهم بمحكمة جرائم الحرب المعروفة بمحاكم نورنبيرج. وتقوم هذه الأحزاب بتمييز المسلمين، فتضع أهل السنة والجماعة في قائمة خطرها على العالم بأسره، بينما ترى الشيعة  مساكين  والأحمديين فرقة مظلومة منفتحة على المسيحية واليهودية، وتطالب بدعم العلويين ماديا ومعنويا للبقاء في السلطة بسوريا. وتبث شبكتهم تعاليق حول ما يجري في سوريا؛ إذ تؤكد بأن نظام بشار الأسد يجب الإبقاء عليه؛ لأنه حامي العالم من الإسلام الأصولي .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك