ارتفاع ضغط الدم Hyper tension
ارتفاع ضغط الدم واحد من أكثر الأمراض القلبية شيوعا وخطورة على أعضاء الجسم، ويسمى بالقاتل الصامت؛ وذلك لعدم وجود عوارض مميزة، ويمكن أن يصاب به المريض لسنوات عدة قبل اكتشافه صدفة، ويقاس ضغط الدم بقوة ضخ الدم عبر جدران الشرايين، وقراءة ضغط الدم تتكون من رقمين:
- الأول: العلوي وهو ضغط الدم الانقباضي.
- الثاني: الأسفل وهو ضغط الدم الانبساطي.
وتنقسم قياسات ضغط الدم إلى أربعة مراحل:
1- الطبيعي وهو في حدود 100ملم زئبق إلى 120 على 70 إلى 75.
2- ما قبل ارتفاع ضغط الدم Prehypertension، ويتراوح الضغط الانقباضي من 120 إلى 139 ملم زئبق، ويتراوح الضغط الانبساطي من 80 إلى 89 ملم زئبق.
3- المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم، ويكون الضغط الانقباضي من 140 إلى 159 ملم زئبق، ويكون الضغط الانبساطي من 90 إلى 99 ملم زئبق.
4- المرحلة الثانية يكون الضغط الانقباضي 160 أو أكثر ، ويكون الضغط الانبساطي 100 أو أكثر.
أهم المشكلات
يعد فرط ضغط الدم من أهم المشكلات الصحية في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
كونه مرضا شائعا ودون أعراض، وقد تمر سنوات قبل اكتشافه، ولأعراضه الجانبية الخطيرة التي تؤثر على كافة الشرايين الموجودة في الجسم؛ حيث تتسارع عملية تصلب الشرايين في: الكلية، والعيون، والقلب، والدماغ، وقد يتحول إلى ارتفاع ضغط شرياني خبيث يعد من الحالات الطارئة والحرجة؛ حيث يؤثر على العصب البصري، مع نزيف في الشبكية، واضطراب في الرؤية، وصداع شديد، وسبات.
- أسباب ارتفاع الضغط.
- ارتفاع ضغط الدم الأساسي essential hypertension، ويمثل من 85 إلى 90٪ من الحالات.
- ارتفاع ضغط الدم الثانوي ويمثل من 10 إلى 15٪، وترجع أسبابه إلى أمراض الكلية وضيق الشريان الكلوي.
- اضطرابات الغدة الكظرية وتسمم الحمل.
- بعض أدوية البرد والزكام.
السمنة، والتدخين، والخمور، والعرق البشري، والملح، والتاريخ العائلي للمرضى، وداء البول السكري.
- أعراض ارتفاع ضغط الدم:
ليس له أعراض محددة، ولكن يمكن أن يسبب صداعا، ودوارا، ودوخة، وطنينا في الأذن، فضلا عن الإغماء، وهذه الأعراض متفاوتة، وتختلف من شخص لآخر؛ حيث قوة تحمل الشخص للألم.
- التشخيص:
الطريقة الوحيدة لمعرفة ضغط الدم قياسه بواسطة جهاز الضغط المعد لذلك، ويمكن قياسه لمدة 24 ساعة بجهاز خاص لذلك. مع إجراء تحاليل طبية لمعرفة مستوى الدهون في الدم والزلال في البول ورسم القلب.
- العلاج:
علاج غير دوائي: وهو أن يغير الإنسان نمط حياته إلى الأفضل، والابتعاد عن التدخين، ومحاولة إنقاص الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، والتغذية الصحية وتقليل كمية الملح في الطعام.
والعلاج الدوائي: هناك مجموعة متنوعة من الأدوية التي يعطيها الطبيب للمريض حسب حالته ووزنه.
- مدرات البول.
- مثبطات مستقبلات (البيتا).
- مثبطات أنزيم (الأنجيوتنسين).
- مثبطات مستقبلات (الأنجيوتنسين).
- مثبطات (الكالسيوم).
- مثبطات (مستقبلات الألفا).
ويبقى الجزء الأهم من علاج الضغط وهو الشق غير الدوائي بما فيه البعد عن المؤثرات العصبية والبعد عن الضغطوط العصبية، والتعايش مع ارتفاع ضغط الدم.
- المضاعفات:
- تصلب الشرايين.
- تشوش الرؤية: (تأثيرات الشبكية).
- نزيف الدماغ.
- الذبحة الصدرية.
- احتشاء عضلة القلب.
- الفشل الكلوي.
ومعظم حالات ارتفاع ضغط الدم يتم السيطرة عليها من خلال العلاج الدوائي وغير الدوائي.
من الهدي النبوي كيف تقي نفسك من أمراض القلب؟
الدكتور: حسان شمسي باشا
نحن على يقين أن معظم قرائنا الأعزاء قد قرؤوا وسمعوا عن أهمية العلاج غير الدوائي في الوقاية من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني التي يركز عليها الأطباء والباحثون هذه الأيام، لكن هذه الخطوات الوقائيَّة المهمة قد ذكرت في السنة النبوية الشريفة؛ لذلك فإننا سوف نستعرض معكم إرشادات نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لصحابته للوقاية من أمراض القلب.
الاعتدال في الغذاء
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: تجشَّأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: «كف عنا جشاءك، فإن أكثرهم شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة».
ورُوي عن عائشة - رضي الله عنها- قالت: «أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد نبيها الشبعُ، فإن القوم لما شبعت بطونهم سمنت أبدانهم، فضعفت قلوبهم، وجمحت شهواتهم». وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت». وعن اللجلاج رضي الله عنه قال: «ما ملأت بطني طعامًا منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، آكل حسبي وأشرب حسبي»؛ يعني قوتي.
وزاد أبي جحيفة رضي الله عنه قال: أكلت ثريدة من خبزتكم، ثم أتيت النبي فجعلت أتجشأ، فقال: «يا هذا كف عنا من جشائك، فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة».
وزادوا: فما أكل أبو جحيفة ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام، ويشربون ألوان الشراب، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي».
وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
ويقولصلى الله عليه وسلم : «كلوا واشربوا، وتصدقوا والبسوا من غير إسراف ولا مخيلة». وقد لخص الله تعالى ذلك كله في آية واحدة.. قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31).
الحث على المشي إلى المساجد
إذا كانت الآراء العلمية من أمريكا وأوروبا تقول بأن على الإنسان أن يقوم بنشاط بدني كالمشي أو الجري أو السباحة لمدة 20-30 دقيقة من ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حثَّ على المشي إلى المساجد. فالمسلم يمشي إلى المسجد في اليوم خمس مرات، وقد يكون المسجد على بُعد دقائق من البيت أو العمل. أليس في هذا رياضة للبدن ووقاية للقلب؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدًا إلى الصلاة، فإنه في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وإنه يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة، ويُمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يَسْعَ؛ فإن أعظمكم أجرًا أبعدكم دارًا». قالوا: لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخُطَى.
أليس في هذا تشجيع على المشي بكثرة الخطى إلى المساجد؟
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح»(متفق عليه.).
وعن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدًا أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حمارًا لتركبه في الظلماء وفي الرمضاء. قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قد جمع الله لك ذلك كله»(رواه مسلم).
كيف كانت مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
يقول ابن القيم في كتابه (زاد المعاد): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤًا، وكان أسرع الناس مشيةً، وأحسنها وأسكنها.
قال أبو هريرة: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تُطوى له، وإنَّا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب». وقال مرة: «إذا مشى تقلع». قال ابن القيم: والتقلع: الارتفاع عن الأرض بجملته، كحال المنحط من الصبب، وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة. وهي أعدل المشيات، وأروحها للأعضاء، وأبعدها من مشية الهوج والمهانة والتماوت.
الامتناع عن التدخين
أقر العديد من الفقهاء تحريم التدخين؛ عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا ضرر ولا ضرار». ولا شك أن في التدخين بجميع أنواعه الكثير من الأضرار التي تصيب القلب، والرئتين، وغيرها من الأعضاء.
مواجهة الضغوط النفسية
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له».
وأوصى صلى الله عليه وسلم بتجنُّب الغضب، فقال حديثه المشهور حينما جاءه رجل يقول: أوصني يا رسول الله. قال: «لا تغضب». ووصف صلى الله عليه وسلم علاجًا للغضب فقال: «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلاّ فليضطجع».
والمسلم لا ييأس من رحمة الله، قال تعالى: { وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (يوسف: 87). وقد ابتلى الله -تعالى- أنبياءه بالأحزان والمصائب، فأُلقي إبراهيم في النار لولا أن تداركته رحمة الله، وأُوذي يوسف من أخوته وبيع بثمن بخس، وابتُلي أيوب بالمرض، وقوبل محمد صلى الله عليه وسلم بالتكذيب والابتلاء وحاول المشركون قتله، وصبر في كل الأمور.
والاعتقاد بالقدر يبعث في النفس الشجاعة والاطمئنان؛ فالذي يعتقد أن الأجل محدود والرزق مكفول والأمور بيد الله، لا يخشى الفقر ولا يرهب الموت، ولا يخاف أحدًا من الناس؛ لأن الله تعالى هو الذي قدَّر كل شيء.. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} (الحديد: 22- 23).
لاتوجد تعليقات