«احفظ الله يحفظك» الطاعة هي إتيان المأمور به والانتهاء عن المنهي عنه
قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ}، والطاعة هي: الانقياد وامتثال الأوامر واجتناب النواهي، والمعصية هي ترك الانقياد، قال -تعالى-: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ}، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني»؛ رواه مسلم، ويصف ابن حجر الطاعة فيقول: «الطاعة هي الإتيان بالمأمور به والانتهاء عن المنهي عنه، والعصيان بخلاف ذلك».
الكون قائم على الطاعة
السموات والأرض والكون كله قائم على الطاعة بل كل نظام موجود لا يكون له استمرار ولا محافظة عليه إلا بالطاعة وعدم العصيان (نظام الزواج / نظام الحكم /نظام الشركات ...الخ)، أي نظام في الدنيا إذا لم تتحقق فيه الطاعة الكاملة كان نظامًا فاشلاً يعتريه الفساد والخلل والتلف, ففي غياب الطاعة تصير الفوضى والفساد وتضيع الحقوق وتكثر الاعتداءات ويفقد الأمن والثقة بين أفراد النظام, ويسود الفوضي والتمرد والخراب والفساد والدمار وتعريض الأرواح للخطر والمكتسبات للضياع.
طاعة ولي الأمر
ويبين النبي - صلى الله عليه وسلم - حقيقة هذه الطاعة في التعامل مع ولي الأمر فيقول: «من رأى من أميره شيئا مما يكره من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة، ومن نزع يدًا من طاعة ومات مات ميتة جاهلية»، لأن أهل الجاهلية لا يعترفون بأمير لهم, لكل قبيلة أمير فما كان في نظام مجتمعهم أن يرأسهم أمير واحد ولكنهم متفرقون فكانوا يأبون الانصياع لأمير واحد.
حق الوالدين
وفي حق الوالدين قال الله -تعالى-: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}، ومن المعروف طاعة الأب والأم وإن كانا مشركين يجاهدونك على أن تشرك بالله ولا يوجد أمر أعظم من الشرك، والواجب عليك هنا لا تطعهما ولكن صاحبهما بالمعروف.
طاعة الزوج
وفي حق الزوج قال الله -تعالى-: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت»، وفي رواية: «قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»، فعدم الطاعة بين الزوج والزوجة يسبب النفرة بينهما ثم الطلاق وهدم الأسرة وتعطيل المصالح والخسائر، فالزوجة إذا عصت زوجها أثمت وهذا فساد, ويجب على المرؤوس كذلك طاعة رئيسة في العمل، والابن يجب أن يطيع أباه، والشعب يطيع ولاة أمره، وكذلك عليهم احترام القوانين التي تنظم حياتنا في كل أنحاء الدولة، وهذه الطاعة واجبة وحق من الحقوق اللازمة.
لاتوجد تعليقات