رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم أحمد الناشي 17 مايو، 2023 0 تعليق

احذر..يا من استسهلت قتل أخيك المسلم!

 

- تندلع حروب هنا وهناك، تقع بين المسلمين أنفسهم، ويقتل فيها المسلم أخاه المسلم هكذا من غير ذنب ارتكبه، ومن غير جريمة اقترفها، ومن غير سوء جره على أحد، فقط من أجل كرسي زائل، أو من أجل جاه ومنصب زائف، أو من أجل مال فان؛ فاعلم يا من استسهلت قتل أخيك المسلم ويا من استهنت بدم بريء يراق، ويا من فقدت كل أحاسيسك الإنسانية، أن قتل المسلم البريء معصوم الدم  جريمة كبرى، ومصيبة عظمى.

- أما سمعت قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «فإنَّ اللَّهَ -تَبَارَكَ وتَعَالَى- قدْ حَرَّمَ علَيْكُم دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ إلَّا بحَقِّهَا؟»؛ فقتْلُ النَّفْسِ المؤمنةِ بغيْرِ حَقٍّ من أكبَرِ الكبائرِ بعدَ الشِّركِ باللهِ -تعالى  وقد جاء الإسْلامُ بحفْظِ الضَّروراتِ الخمْسِ، ومنها حِفْظُ الدِّماءِ والنُّفوسِ المعصومةِ.

- وأما علمت أن القتل العمد مقرون بالشرك بالله؟ حيث يقول -سبحانه- في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} (الفرقان:68) الآية.

- وأما فطنت إلى أن أول حُقوقِ العِبادِ التي يقضي الله بها بين عباده يوم القيامة تكون في الدماء؟، قال -صلى الله عليه وسلم -: «أَوَّلُ ما يُقْضَى بيْنَ النَّاسِ في الدِّمَاءِ»؛ وذلك لعظَّم شَأْن التَّعرُّضِ لدِماءِ النَّاسِ.

- وأما أيقنت أن الله توعد من اعتدى على النفس البريئة بالعذاب الشديد؟، قال -تعالى-: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء: 93)، والمراد بالخُلودِ في الآيةِ هو المَكْثُ الطَّويلُ، فيستحِقُّ ذلك إلَّا أن يعفوَ اللهُ عنه فمُتعمِّدُ القتلِ بغيْرِ حقٍّ في خَطرٍ عظيمٍ.

- وأما أدركت أن القاتل المؤمن يكون مهاناً ذليلاً  في النار مدة طويلة لايعلمها إلا الله -سبحانه ويقدرها بحكمته؟، ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة؛ لكونه مات على التوحيد والإسلام، قال -تعالى-:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (الفرقان:68-69)، والمهان الذليل المنكسر.

- وأما وعيت أن من طبيعة المؤمن المسارعة في طاعة الله لنيل الثواب والأجر والرفعة؟، فإذا قتل نفسا بريئة أصابه الضعف والهوان والتعب، فلم يعد سريعا في طاعة الله، بل يضعُف حتى لا يستطِع المشْيَ والسعي إلى مرضاة الله. قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَزَالُ المؤمنُ مُعْنِقًا صالحًا ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا، فإذا أصاب دمًا حرامًا بَلَّحَ».

- وفي هذا كله تعِظَيمُ لأمْرِ قتْلِ المسلِمِ بغيْرِ حقٍّ، وبيانُ شؤْمِ ارتِكابِ هذه الكبيرَةِ ، وبيانُ عُقوبَةِ ذلِك، كما جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم -: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما».

 

15/5/2023م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك