رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 5 أبريل، 2015 0 تعليق

إيـران وأمريكــا.. والحسـابات الخطـأ

     ضغط الرئيس الأمريكي الـ39 (كارتر) (1977-1981) وهو قليل الخبرة في العمل السياسي على شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي حكم إيران منذ 1941 لمزيد من التنازلات للمعارضة في سنة 1977، وفي فترة وجيزة بعد ذلك اشتعلت الثورة الأهلية ضد الشاه، ورغم كل التنبيهات من مستشاري الرئيس الأمريكي على خطورة الوضع، إلا أن الرئيس (كارتر) لم يحسم أمر استعمال القوة لمساعدة الشاه، كما عارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب هناك، وألغى أمر توجه حاملة الطائرات إلى المحيط الهندي، وتم التخطيط متأخراً لعقد صفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن كل هذه الخطط انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتوليهم السلطة في 12 فبراير 1979.

     هذه السياسية الأمريكية المترددة والضعيفة جرت المنطقة بعدها إلى إخفاقات وصراعات متوالية على مدى 35 عاما؛ فبدأت الحرب العراقية الإيرانية أو حرب الخليج الأولى (1980 - 1988) ثم احتلال الكويت (حرب الخليج الثانية) (1990 - 1991)، والحرب الأهلية الأفغانية (1992 - 2001) والحرب الأهلية اللبنانية التي دامت أكثر من 15 سنة ( 1975 - 1990)، وحرب احتلال العراق وسقوط صدام  (2003 - 2011)، وحرب لبنان 2006، و(الربيع العربي) ولاسيما في سوريا واليمن (2011 - 2015) والتداعيات الطائفية في العراق والبحرين في الفترة ذاتها،  وظهور بارز للتنظيمات الإرهابية.

    هذه الصراعات والحروب كان المستفيد الأساسي منها هي إيران؛ فقد استغلت هذه الأوضاع المضطربة في العالم العربي، وبدأت تتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول العربية بمدها بالسلاح والميلشيات والخبرات. وأصبح التأثير الإيراني في الأحداث والقرارات السياسية مباشرا في كل من لبنان والعراق وسوريا وأخيرا اليمن! وهكذا أصبح الشرق الأوسط منطقة غليان وثورات وحروب وقتل وتعذيب وتهجير..

     وبعد (عاصفة الحزم) والتحالفات الجديدة التي دعمتها ينبغي على إيران أن تدرك هذا الوضع الجديد، وأن تعيد حساباتها، فزمن بسط النفوذ والهيمنة على الآخر  قد ولَّى إلى غير رجعة، ومن يعتقد أنه يستطيع أن يصدر فكره بالقوة والبطش فهو واهم، بل سيكون هو الخاسر  الفعلي.

     إيران عليها أن تحذو حذو الدول المجاورة لها في التعامل مع الأحداث، وأن تبتعد عن فكرة التدخل في شؤون الدول الأخرى، وعليها أن تجتهد في تنمية بلدها، وأن تعزز التعاون والتكامل مع دول الجوار؛ فالهند أصبحت دولة متقدمة ومؤثرة، وكذلك باكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية وأندونيسيا كل هذه الدول تتقدم وإيران فقط هي التي تتراجع!

     لقد فشلت حركة الإصلاح الإيرانية، ولم تستطع تطوير أدواتها والتأثير في القرار السياسي، ولم يكن لها دور  في التعامل مع الأحداث المتسارعة وفضلت انتظار الظروف المؤاتية لتأخذ دورا أكبر، وتخلت بهذا عن دورها لمزيد من التشدد والتطرف للطرف الآخر في إيران.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك