رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: فوزية الغربي 21 يناير، 2013 0 تعليق

إنجازات مهمة لإجازة منتصف العام

 

عند المدفأة وفوق لهيب النار ألقت ألف دينار، على مرأى ومسمع من صديقاتها اللواتي نعتنها بلفظة: أنتِ مجنونة!! وأنت كذلك - عزيزتي - أظنك في نفسك قلتِ: فعلاً يا للغباء كم هي مجنونة!!  لكن أخشى بعد استهجان حرق النقود أن ينطبق علينا المثل الذي يقول: الشبكة تعيّر المنخل؛ لأن المشهد هذا هو ما يتكرر في حياتنا لكن الذي يُحرق ليست النقود بل ما هو أثمن منها!! هي ساعاتنا وأيامنا، وليس أثمن من لحظات العمر نبدّدها تفريطاً بها وزهداً فيها!!.

     ومن المؤلم أننا لا نعرف قيمتها إلا في وقتٍ لم تعد فيه ملكاً لنا!! ولابد أن أعرج قليلاً على معنى مهم، وهو أن ثمة إنجازات لا تستدعي مزيد كلفة، ولا عظيم جهد، ولا طويل وقت، فقط تحتاج لخطة تُنفذ ووقت تُنجز فيه! فلا تقللي من شأن أي عمل قمتِ به على وجه التمام فهو في الحقيقة إنجاز!! فقط لنعزم على استثمار لحظات العمر وساعاته بأجمل ما يمكننا فعله. ها قد أقبلت الإجازة بعد مرور فصلٍ كاملٍ من البذل والجد والاجتهاد سواء كان في دراسةً أم في عمل!   وأمامنا فرصة لإنجاز تسعة أمور على الأقل فلنذكرها على سبيل الإيجاز:

- أولها: حفظ وجه واحد من سورة النور مثلاً  كل يوم، فإن تمت تسعة أيام يكون تمام حفظ السورة.

- ثانيها: لو تم تحديد مدة ساعة يومياً للعناية بالشعر والبشرة كعمل ماسك أو قناع أو حمام زيت، فإن بعض العناية يعوّض كثيرا من الإهمال وسترين الفرق خلال هذه المدة.

- ثالثها: ترتيب جدول لزيارة الأقارب والمرضى الذين طال العهد بهن، صلة للرحم، وتجديداً للعهد، وتوثيقاً للعلاقة.

- رابعها: إقامة مسابقة لفئة الصغار من العائلة، يحفظون فيها سورة الملك أو الكهف، وفي نهاية أسبوع الإجازة يقام حفل تكريمي لهم وهذه تجارة رابحة.

- خامسها: زيارة بعض الأسر الفقيرة، وتفقد حوائجهم وتوفير لوازمهم، وهذا إنجاز وصدقة عظيمة.

- سادسها: الحرص على صيام الاثنين والخميس من ذلك الأسبوع، ودعوة أفراد الأسرة للصيام، فصيام يوم واحد يباعد بينك وبين النار سبعين خريفا كما في الحديث.

- سابعها: انتقاء كتاب عظيم الفائدة لقراءته وتلخيصه فهذا عمل ممتع ومفيد للغاية.

- ثامنها: المشاركة أو زيارة الملتقيات الشتوية الدعوية التي تقام في مثل هذه الإجازة في غالب المدن، فلابد أنك ستتعرفين على نخبة من الصديقات يكن إضافة جميلة في حياتك، زيادة على ذلك تحفيز همتك وشحذها بلقيا العاملين الفاعلين في المجتمع.

- تاسعها: القرب والتقرب والتودد للوالدين، كثفي وجودك حولهما، فهما بحاجة لقربك ومشاعرك واهتمامك، فما من لحظة أثمن وأجمل وأمتع من لحظة إدخال السرور على قلبيهما الذين ينبضان بحبك.

     هذه تسعٌ في تسعة لا ندع أيام فراغنا تذهب هكذا من غير أن نودعها بأعمال جميلة. لنترفع عن اللقاءات المملة، والاهتمامات السطحية؛ لنسمو بأرواحنا وعقولنا، لنكن سببا في زرع ابتسامة على ثغر أحدهم لنسعد أنفسنا بإسعاد من حولنا. أوقاتنا هي أوعية إن لم نملأها بوعينا و علو همتنا، امتلأت بتوافه الأمور وسفاسفها. حرص المرء على وقته وشحه به، هو عنوان رقيه ووعيه؟! قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك