رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ أحمد بن عطية الوكيل 3 نوفمبر، 2014 0 تعليق

إلى من يجهله ويطعن فيه(3) وقفات مع الإمام البخاري وصحيحه

قال سليم بن مجاهد: «ما رأيت منذ ستين سنة أحدا أفقه ولا أورع من محمد بن إسماعيل».  : هدي الساري ص486، طبقات الشافعية الكبرى 2/227 .

( 42 ) قال حاشد بن إسماعيل : قال لي أبومصعب أحمد بن أبي بكر الزهري: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث من أحمد بن حنبل، فقال له رجل من جلسائه: جاوزت الحد، فقال أبومصعب: لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحدا في الحديث والفقه». 
قال الحافظ في هدي الساري ص483: عبر بقوله: «لو نظرت إلى وجهه» عن التأمل في معارفه. 

وراجع : ت بغداد 2/19 .

(43) ذكر السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 2/223، أنه لما مات أحمد بن حرب النيسابوري، ركب محمد بن إسماعيل البخاري وإسحق بن راهويه يشيعان جنازته؛ فأخذ أهل المعرفة بنيسابور ينظرون إليهما، ويقولون: محمد بن إسماعيل البخاري أفقه من إسحق بن راهويه .

قلت: وقد عده بعض من عاصره فيما نشر برقم (42) أنه أفقه من شيخه أحمد بن حنبل . وإسحق بن راهويه من شيوخ البخاري؛ فهكذا رأيت أن البخاري إن لم يكن أفقه من شيوخه فهو في مصافهم على الأقل في الفقه . والله أعلم. : هدي الساري ص385 .

 (44) قال يوسف بن محمد الهمداني: «سئل قتيبة عن طلاق السكران، فدخل حينئذ محمد بن إسماعيل، فقال قتيبة للسائل: هذا أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وعلي بن المديني، قد ساقهم الله إليك، وأشار إلى البخاري، وقال اسأله»، قلت:  قتيبة هو ابن سعيد بن طريف ، أبورجاء البغلاني، من كبار الحفاظ وأحد شيوخ: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، دون ابن ماجه فقد روى عنه بواسطة. 

وهكذا عد قتيبة تلميذه البخاري مميزا في الفقه إلى درجة أنه يعدل ثلاثة من الفحول الذين سماهم وهم من طبقة مشايخ البخاري!

(45) يحدث البخاري عن نفسه، فيقول: «كنت عند إسحق بن راهويه، فسئل عمن طلق ناسيا، فسكت طويلا، مفكرا ؛ فقلت أنا : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل به، أو تكلم»، وإنما يراد مباشرة هؤلاء الثلاثة : العمل والقلب ، أو الكلام والقلب، فقال إسحق بن راهويه: قويتني قواك الله. وأفتى به  .

(46) خرج البخاريُّ يومًا يتدربُ على الرِّمَاية ، فرمَى بسَهْمٍ مرَّةً فأصابَ سهمُهُ وَتَدَ قنطرةٍ على نَهَرٍ مملُوكَةٍ لرجلٍ فشقَّها؛ فلم يُتِمّ تدريبَهُ ونزل عن دابَّتِهِ ونزعَ السهمَ مِن الوَتَد، وعاد لِتَوِّهِ مِن الرَّمْي مهمومًا مغمومًا؛ لأنه أفسدَ ذلك الوتد، وقال لورَّاقِهِ محمد بنِ أبي حاتم : يا أبا جعفر لِي إليكَ حاجة وهو يتنفس الصَّعَدَاء ، فقلتُ : ما هي؟ قال: تذهب إلى صاحبِ القنطرة، فتقول: إنا أخلَلْنَا بالوتد فنُحِبُّ أنْ تأذنَ لنا في إقامة وتدًا بَدَلَهُ، أو تأخُذ ثمنَهُ، وتجعلنا في حلٍّ ممَّا كان مِنَّا،
وكان صاحبُ القنطرة هو: حميد بنُ الأخضر، فقال لابن أبي حاتم الورَّاق: أبلغ أبا عبدالله مِنِّي السلامَ، وقُل له: أنت في حلٍّ مِمَّا كان منك، فإن جميعَ مُلْكِي لك فِداء.

 يقولُ ابنُ أبي حاتم: فلمَّا أبلغتُ البخاريَّ بجواب الرجل، تَهَلَّلَ وَجْهُهُ، وأظهرَ سُرُورًا كثيرًا، وقرأ ذلك اليوم للمحدثين الغُرَبَاء خمسمائة حديث، وتصدَّق بثلاثمائة درهم. راجع هدي الساري / ص480 .

(47) قال محمد بنُ أبي حاتم الوراق: كان البخاريُّ يركب إلى الرَّمْي كثيرًا؛ فَمَا أعلمُ أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي طول مَا صَحِبتُهُ أَخطَأ سَهْمُه الهَدَفَ إِلَّا مرَّتَيْنِ، بل كَانَ يُصِيبُ فِي كل ذَلِك ولا يسْبق. : هدي الساري / ص480 .

(48) قال محمد بنُ أبي حاتم الوراق: سمعتُ البخاريَّ يَقُول لأبي معشر الضَّرِي: اجْعَلنِي فِي حِلٍّ يا أَبا مِعْشر، فقالَ: مِن أَي شَيْء؟ فقالَ البخاريُّ: رويتُ حَدِيثًا يومًا فَنَظَرتُ إِلَيْك وَقد أُعْجِبْتَ بِهِ وَأَنت تُحَرّكُ رَأسَك ويديك، فتبسمْتُ مِن ذلك. قالَ: أَنْت في حِلٍّ، يَرْحَمك الله يا أبا عبدالله.

 قلتُ: «أبوعمرو أحمد بن عطية الوكيل - غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين-»: أبومعشر هو حمدُويه بنُ الخطَّاب بنِ إبراهيم البخاريُّ الضريرُ. الحافظ الثقة. مستملي أبي عبدالله البخاري. سمع محمد بنَ سلام البيكندي وغيره. روى عنه: أبوبكر محمد بنُ أحمد بنِ حامد السعدانيُّ وأهلُ بخارى. ترجمته في تذكرة الحفاظ 2/674 رقم 694.
وفي طبقته أيضًا أبومعشر الضرير (آخر): هو الفضل بنُ أحمد بنِ يعقوب بنِ أشرس، الضبيُّ النسفيُّ. من أصحاب البخاريّ أيضًا. روى عنهُ: عبدالمؤمن بنُ خَلَف وجماعة. ترجمته في تاريخ الإسلام 7/122.
واخترنا الأول لكونه بلديه ومستمليه. والله أعلم . رَ : هدي الساري / ص480.

(49) قال محمد بنُ أبي حاتم الوراق: سمعتُ البخاريَّ يَقُول: دَعَوْتُ رَبِّي مرَّتَيْنِ فَاسْتَجَاب لي- يَعْنِي فِي الْحَال- فَلَنْ أحب أَن أَدْعُو بعد.

قلتُ: انظر إلى فضل الله عليه. ومع ذلك لم يستكثر منه .  هدي الساري / ص480.

(50)  قال محمد بنُ أبي حاتم الوراق: سمعتُ البخاريَّ يَقُول: لا يكونُ لِي خصمٌ في الآخرةِ. فَقلتُ: إنَّ بعضَ النَّاس ينقِمُون عليك التاريخ، يقُولُونَ فِيهِ اغتياب الناس! فقالَ: إِنَّمَا روينَا ذَلِك رِوَايَة، ولم نَقُلْهُ مِن عند أنفُسِنَا، وقد قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : بئس أَخُو الْعَشِيرَة. 

قلت : عفة لسان البخاري . وتصونه عن غيبة الناس حتى في المسائل العلمية . وانظر لاستدلاله بحديث النبي صلى الله عليه وسلم .. هدي الساري / ص480 .

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك