إعلام هادف وبناء ثابت على المبادئ
خبير تربوي ومدير التحرير
الأسبق لمجلة الفرقان
عرفت مجلة الفرقان منذ أكثر من عشرين سنة، عندما كنت أراسلها عن أخبار المسلمين في أوروبا عامة وفي البوسنة والهرسك خاصة، ثم عرفتها محررًا لمقالات حول منهج الإسلام في التربية، ثم كُلفت بتحرير ملحق قطوف أسرية من ثماني صفحات، لقي استحسانا كبيرًا ونفعًا، بفضل الله جعل مجلة الفرقان شاملة جامعة، تعنى بتصحيح العقيدة وغرس القيم الإسلامية النبيلة ودحض الأفكار الهدامة فضلا عن متابعة أحوال المسلمين في العالم، ثم الاهتمام بالأسرة المسلمة بناء وتربية وتحسينا للعلاقات الزوجية برؤية إسلامية ومهارات عملية.
لم تكن بالنسبة لي مجلة الفرقان مجرد منبر إعلامي، بل كانت أسرة جمعتني بأغلى الأصدقاء وأقربهم لنفسي، كنت أقضي بها ساعات طويلة نتحاور ونتجاذب أطراف الحديث حول شؤون الحياة دينا ودنيا.
وكانت النقلة التي أشكر الله عليها عندما تحملت مسؤولية (مدير التحرير) هي نقل مجلة الفرقان من شهرية إلى أسبوعية، خطوة عدَّها بعض إخواني مغامرة، بينما جعلتها بدعم من إخواني د.وائل الحساوي، وسالم الناشي، وجاسم السويدي تحديًا سيعيننا الله عليه.
وبالفعل عملنا في المجلة ليل نهار وفي الإجازات استعدادا لتلك النقلة الأسبوعية، وبملفات جديدة إعلاميًا، واهتممنا بملف الأسرة اهتمامًا جديدًا ومتطورًا بفضل الله، وزاد عدد الكتاب والمراسلين من مختلف القارات، وأصبحت مجلة الفرقان آنذاك رائدة في فتح ملفات أسبوعية حول قضايا محلية وعالمية، لقيت تفاعلا مجتمعيا وردودًا متباينة بين المؤيد والمعارض، وأصبحت الردود على ملفاتنا تنشر في الجرائد المحلية ولاسيما الوطن والأنباء، وبالمقابل زاد الطلب على الاشتراكات من المملكة العربية السعودية من طرف أفراد ومؤسسات.
صمدت المجلة أمام تحديات عديدة منها المادي وغيره ولا أملك تفسيرا لصمودها إلا بتوفيق الله -سبحانه- ثم النية الحسنة التي نعتقد أنها توفرت لدى القائمين عليها، ولا نزكي على الله أحدا، صمدت في الوقت الذي أعلنت أغلب المجلات الإسلامية توقفها.
مجلة الفرقان -في نظري- من المجلات الإسلامية النادرة التي تمشي بخطى ثابتة، وتتحدى هجوم الثورة الإعلامية الحديثة، وتتأقلم معها دون التخلي عن هويتها ونسختها الورقية، ولا يسعنا إلا الدعاء لها بالتوفيق والاستمرارية لخدمة الإسلام والمسلمين.
لاتوجد تعليقات