إضاءات سلفية -الاستعانة
قال تعالى: {قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف: 128)
قال ابن تيميّة- رحمه الله تعالى-: «الاستعانة: طلب العون من الله، ويطلب من المخلوق ما يقدر عليه من الأمور».
سوّى ابن القيّم بين التّوكّل والاستعانة وقال في تعريفهما: التوكّل والاستعانة: حال للقلب ينشأ عن معرفته بالله تعالى، والإيمان بتفرّده بالخلق، والتّدبير والضّرّ والنّفع، والعطاء والمنع، وأنّه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وإن شاءه النّاس، فيوجب له هذا اعتمادا عليه (واستعانة به)، وتفويضا إليه وطمأنينة به، وثقة به، ويقينا بكفايته لما توكّل عليه فيه واستعان به عليه، وأنّه مليّ به، ولا يكون إلّا بمشيئته، شاء النّاس ذلك أم أبوه.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثلاثة حقّ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الّذي يريد الأداء، والنّاكح الّذي يريد العفاف» رواه الترمذي وحسنه الألباني.
قال ابن رجب- رحمه الله تعالى-: «العبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات، والصّبر على المقدورات كلّها في الدّنيا وعند الموت وبعده من أهوال البرزخ ويوم القيامة، ولا يقدر على الإعانة على ذلك إلّا الله- عزّ وجلّ-».
قال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى: وقد كتب إلى عمر بن عبد العزيز: «لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه».
قال ابن كثير- رحمه الله تعالى-: «إنّ عبادة الله هي المقصودة والاستعانة به وسيلة إليها، وجميع الخلق وإن كانوا ألف ألف يحتاجون إليه ويفتقرون إليه».
لاتوجد تعليقات